منتدى الأردن الدولي للإتصالات يتجنب نقاش الملكية الفكرية في منتصف شهر أيلول (سبتمبر) الجاري, اختتم "منتدى الأردن الدولي الثالث للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات" الذي احتضنته على مدى يومين قاعات "قصر المؤتمرات" على شاطئ البحر الميت, وحضره نحو 600 مشارك من العالم. في منتصف شهر أيلول (سبتمبر) الجاري, اختتم "منتدى الأردن الدولي الثالث للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات" الذي احتضنته على مدى يومين قاعات "قصر المؤتمرات" على شاطئ البحر الميت, وحضره نحو 600 مشارك من العالم. وافتتح العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني المنتدى, إضافة إلى جون تشامبرز الرئيس التنفيذي لشركة "سيسكو سيستمز", الذي اعتبر متحدثاً رئيسياً فيه. سنغافورة نموذج النجاح ركز المنتدى على سنغافورة, باعتبارها نموذجاً لنجاح بلد نام في اللحاق بركب التقدم في التكنولوجيا الالكترونية, منذ ثمانينات القرن الماضي. وتحدث لام شونغ لونغ, رئيس هيئة التطوير في شركة "إنفو. كوم", التي تهتم بصناعة البرمجيات, عن بلاده, وكيف أصبحت بلداً حراً تجارياً في منطقة جنوب شرقي آسيا. وركّز على موقعها الجغرافي المحاذي لدول مثل ماليزيا والصين, وكيفية استفادتها منه لتصبح دولة ذات ثقل اقليمي تكنولوجياً. وتحدث عن مساهمة القطاع الخاص في "النموذج", مشدداً على ضرورة توفير البنية التحتية الالكترونية كشرط لتلك المساهمة. وتحدث الدكتور باسم عوض الله وزير التخطيط, عن الأردن كنموذج تكنولوجي في المنطقة. وشدد على أهمية إيلاء الأولوية للموارد البشرية, مفصلاً تجربة التطوير المعلوماتي للتعليم المدرسي في بلاده. وأشار إلى أن ذلك التطوير "جعل الأردن مثالاً عربياً في مجال الاستثمار تكنولوجياً في الاجيال المقبلة". وأشار الى كثير من الأرقام الإيجابية التي حققها الاقتصاد الأردني فعلياً, مثل انخفاض نسبة البطالة من 14 إلى 12 في المئة. واعتبر ان ذلك يعزز "النموذج" التكنولوجي للاردن. وشدد على ان "النجاح الاردني يتقوى بتحسن مجمل الاداء العربي". وبدت مشاركة عوض الله وردية الطابع, ومحملة بالتفاؤل بمستقبل مشرق لقطاع التكنولوجيا والاتصالات الأردني, الذي يطمح للوصول إلى رفع حجم انتاجه في قطاع التكنولوجيا بسرعة, خلال السنوات المقبلة. وتحدث فادي غندور, المدير التنفيذي لشركة "آرامكس" الدولية, عن قصة نجاح شركته "التي بدأت كشركة أردنية صغيرة, ثم تحولت, خلال 18 عاماً, إلى مؤسسة ذات ثقل دولي, لها حضورها اميركياً واوروبياً. وتستخدم الشركة راهناً برمجيات من "صنع" أياد وعقول أردنية مئة في المئة". وفي لهجة متفائلة, تحدث عن امكان تطوير الواقع المحلي في القطاع التكنولوجي للنهوض بشركات أردنية أخرى. وانتقل الغندور الى الحديث عن حرية التنقل وتسهيلها اردنياً وعربياً. وفي اختتام كلمته, صوت الحاضرون, بناء لطلبه عن مدى اعتقادهم بأن الأردن راهناً يمثل "سنغافورة الوطن العربي". واختار 4 في المئة الاجابة بنعم, واعتقد 3,17 في المئة منهم انه سيكون كذلك قريباً. وأجابت الغالبية بوجود امكان لمثل هذا الامر, وصوت 2,19 بالنفي, ولم يبد 5,8 رأياً محدداً. ودفعت هذه النتائج عوض الله إلى القول "راقبونا, ولنر!". مسار تحرير الاتصالات وشكل قطاع الاتصالات الذراع الثانية للمنتدى. وناقشت اكثر من جلسة شروط تحقيق النمو الاقليمي والمحلي في هذا القطاع. ونوقشت سبل تحريره أردنياً وعربياً, ودفعه باتجاه الانتشار الواسع بين المواطنين, الذين يشكلون السوق الفعلي بالنسبة إلى الشركات التي تعمل فيه. وتحدث لوران مالييه الرئيس التنفيذي لشركة "الاتصالات" الأردنية عن كيفية التغيير الذي سيشهده قطاع الاتصالات ليس في الأردن فحسب, وإنما في العالم ككل. وأكد أن استراتيجية الشركة "هي التطور, ومواكبة التطور دائماً بحثاً عن خدمات جديدة للمستخدم". وقدم تفاصيل عن خطة شركته تضمنت مساهمتها في خدمات هذا القطاع كافة, مثل الاتصالات الثابتة والخليوية وخدمات الإنترنت, وصولاً الى مساهمتها في التعليم الالكتروني. وعرض محمد صقر, الرئيس التنفيذي لشركة "فاست لينك" مخططات شركته وخدماتها. واوضح أن عدد المشتركين معها وصل اخيراً الى نحو 68,1 مليون. وقدمت منى نجيم, المديرة التنفيذية لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات, مداخلة مطولة. وتحدثت بإسهاب عن تحرير قطاع الاتصالات, باعتباره مدخلاً الى تحسين البنية التحتية لهذا القطاع, موضحة أن كثيراً من الأردنيين لا يستطيعون استخدام بعض وسائل الاتصال. وعلى سبيل المثال, لا يملك 5,22 في المئة من الأردنيين خطاً هاتفياً أرضياً أو خليوياً. وتطرقت نجيم الى كيفية تطوير القطاع وتحسين خدماته. ورأت ان ذلك يفترض تعزيز الميل الى تحرير الاتصالات, خصوصاً الهواتف الثابتة. ولم تخرج عن هذا النمط غالبية المداخلات الأخرى. وتطرقت مداخلة مارغيت براندل مديرة الشؤون التنظيمية في شركة "سيمينز" إلى تجربة النمسا في تحرير الاتصالات. ورأت انها تحمل دروساً للعرب كافة. "تكنو - شباب" اقل وتطرق المنتدى أيضاً إلى عالم الشباب, وهم القريبون من نطاق التكنولوجيا أكثر. وتشابهت مداخلات المشاركين في هذا الموضوع, ولو انها جذبت حضوراً أقل. وتناولت موضوع الخريجين الجدد وتدريبهم وتأهيلهم بما يضمن قدرتهم على المنافسة في اسواق العمل. وفي هذا المجال, اشار كثيرون الى الاردن كنموذج ناجح. وتحدث اللبناني صلاح ملاعب, المدير العام لشركة "صخر" لبرمجيات الكومبيوتر, عن تجربة شركته. والمعلوم انها تركز على البرمجيات العربية, مثل برامج الترجمة الفورية على شبكة الإنترنت من الإنكليزية إلى العربية وبالعكس, ومحركات البحث العربية. وناقش سهولة التحرك بين البلدان العربية, ملاحظاً ان الحصول على تأشيرة قد يقتل عملاً كاملاً. وكذلك طرح قضية حماية الملكية الفكرية, التي تجنب المؤتمر نقاشها, داعياً الى التشدد في تطبيقها. الاستثمار في التعليم وتطرق المنتدى أيضاً الى "الاستثمار في المستقبل: رؤية لقطاع التعليم". وكان أبرز المتحدثين في هذا الموضوع الدكتور خالد طوقان, وزير التربية والتعليم في الاردن. وسلط المشاركون الضوء على التطورات الواسعة التي طرأت على التعليم الإلكتروني. ونبهوا الى الخبرات المستقاة من المناطق الأخرى, وامكان الافادة منها. وبحثوا دور شركات تكنولوجيا المعلومات ومساهمتها في تطوير المناهج وما الى ذلك. وبقول عام, شكل المنتدى حدثاً مهماً بالنسبة إلى قطاعي التكنولوجيا والاتصالات محلياً واقليميا, كما شهد مشاركة اوسع من السنوات السابقة. واتخذ المنتدى شكلاً عربياً, مما وضعه في صدر خريطة المنتديات الإقليميـة التــي تناقش قضايا التكنولوجيات الالكترونية. وانعقد شبه اجماع على نجاح المنتدى. ولم يقل أحد أنه فشل. واتسمت طريقته في طرح القضايا بالمعاصرة, وابتعدت عن تلك "المونولوجات" الطويلة. وتمثلت المفارقة في أن اطول كلمات المنتدى كانت لجون تشامبرز, المدير التنفيذي لشركة "سيسكو سيستمز", الذي تحدث عن "حميمية التكنولوجيا", وفائدتها للإنسان العادي, مثل التعليم والصحة, مسبغاً بذلك وجهاً إنسانياً على التكنولوجيا, وربما أكثر مما يجب. الأهم من النقاش هو النتائج. هل تنجح جلسات النقاش التي احتضنها المؤتمر في تغيير المشهد التكنولوجي العربي؟ من المفترض أن يجيب من حضروا وناقشوا في المنتدى على السؤال, على الأقل قبل عقد المؤتمر المقبل بعد عامين. طوقان (وزير التعليم الاردني) متحدثاً في منتدى البحر الميت والى جانبه تاي تو, نائبة رئيس شركة "سيسكو سيستمز". عن : الحياة |