|
كيف تؤثر "العزلة" بسبب كورونا على الصحة النفسية؟ مع تفشي فيروس كورونا المستجد، وما تبعه من تداعيات اقتصادية واجتماعية على ملايين البشر حول العالم، واضطرارهم للبقاء في المنازل، زادت حدة المشاكل النفسية، خاصة بالنسبة لمن هم يعانون بالفعل منها. ما يفاقم هذه المشاكل النفسية أن أحدا لا يعرف متى ستنتهي الأزمة الحالية. من بين من يخشون المجهول الأميركية كارين باربي، 47 عاما، التي تستيقظ في الليل مصابة بنوبات هلع، وفقاً لموقع قناة "الحرة". عندما تحدث لها هذه الحالة تراودها العديد من الأفكار السلبية: هل ستستطيع تسديد ديونها؟ هل ستتمكن من بيع منزلها في ظل الاضطرابات الجارية في الأسواق؟ هل سيكون طفلاها على ما يرام؟ تقول باربي إنها تشعر أن هذه الأزمة "لن تنتهي أبدا، وسوف تستمر إلى الأبد". جيكرا هوفمان، 27 عاما، اضطرت للبقاء في المنزل مع طفليها، بعد أن طلب منها ذلك صاحب العمل، والآن تراودها الأفكار السلبية عن حياتها الشخصية وعلاقتها الفاشلة بشريكها. تقول: "بقائي في المنزل يمنحني الكثير من الوقت للتفكير". نيك هينين، 49 عاما، مستشار العلاقات العامة، يقول إنه بعد أن توقف عن الذهاب لمكتبه ورؤية زملائه شخصيا، تغيرت حياته للأسوأ، وأصبح يتخيل وصول الفيروس لمنزله عبر النوافذ، وبات كثير النسيان لدرجة أن يذهب أحيانا لإغلاق باب منزله ثلاث مرات. ويقول خبراء الصحة النفسية إنه مع طول مدة بقاء الأشخاص في منازلهم، تزداد مخاطر تعرضهم لنوبات اكتئاب وهلع وحتى الأفكار الانتحارية. خط "الأزمات" الذي يمكن للأفراد من خلاله إرسال رسائل نصية للتواصل مع مستشارين نفسيين، قال إن أكثر 80 في المئة من الرسائل التي وصلته في الفترة الأخيرة تتعلق بالقلق والاكتئاب، و15 في المئة تحدثوا عن الفيروس الجديد. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يشارك العديد من المستخدمين قصصهم الشخصية عن نوبات الهلع التي تنتابهم بسبب كورونا. عند بقاء الأشخاص في العزلة، بدلا من الخروج مع الأصدقاء، أو الترفيه عن النفس في حانة أو مطعم، يتوافر المناخ الملائم للأفكار السلبية وتتفاقم الحالة إذا كانوا يعانون من الاكتئاب والقلق. ويحدث الاكتئاب أيضا إذا توقف الشخص عن ممارسة أعماله اليومية مثل الذهاب للعمل والشعور بأنه منتج. جوناثان كانتر، مدير مركز علوم الاتصال الاجتماعي بجامعة واشنطن قال لموقع هانفغتون بوست: "ما يقلقني هو كيف يتراكم هذا بمرور الوقت وكيف سيتعامل الناس معه". وتشير دراسة أجريت في الصين بعد تفشي الفيروس مؤخرا إلى أن الأشخاص الذين توقفوا عن العمل مروا بأسوأ التجارب النفسية. ويقول موقع فوكس إنه زاد الطلب في الفترة الأخيرة على التطبيقات والخدمات الرقمية الأخرى مثل "الشات بوت" التي تقدم الدعم النفسي عبر التواصل مع معالجين نفسيين. شركة "TalkSpace" على سبيل المثال، التي تقدم علاجا نفسيا للأفراد عبر الإنترنت، قالت إن نسبة المستخدمين ارتفعت 25 في المئة منذ منتصف فبراير الماضي، وكذلك نسبة مرتادي خدمة "BetterHelp" ارتفعت بشكل كبير أيضا. وشجعت منظمة الصحة العالمبة، الجمعة، على ممارسة الرياضة وتحسين النظام الغذائي لرفع المناعة من التعرض لفيروس كورونا، ومن شأن الرياضة والدفع نحو التفكير بأمور إيجابية أن يساهم في رفع المعنويات والحد من التوتر الذي يقلل في الوقت ذاته من المناعة التي نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى. |