افتتاح أول بنك إسلامي في بريطانيا في بادرة هي الأولى من نوعها اقتصاديا وماليا على صعيد المملكة المتحدة، فإن أول بنك إسلامي بدأ أعماله اليوم في العاصمة البريطانية حسب مقتضيات الشريعة الإسلامية ومن دون مخالفة للقوانين المرعية ماليا في بريطانيا. وحسب ما أعلن حال افتتاح البنك الإسلامي أول فرع له في منطقة إدجوار رود في غربي العاصمة البريطانية وهي ذات كثافة عربية وإسلامية، فغن البنك الجديد لن يتعاطى في جميع تعاملاته إلا حسب القواعد التي قررتها الشريعة الإسلامية، وحسب تلك القواعد، فإن البنك سيتعامل في شكل أخلاقي مع استثمارات نقية بعيدة عن الشبهات، حيث لن يتعامل على سبيل المثال مع استثمارات تتعلق بصناعة السجائر أو الكحول أو ما يتعلق باستثمارات ذات علاقة بالجنس وفضائحه، كما أنه لن يتعامل مع الفائدة الربوية التي حرمها الإسلام شرعا. وسيعتمد البنك الإسلامي الجديد سياسة المال من أجل المال بيعا أو شراء حسب الأصول المرعية في التعامل في عالم المال والأعمال من دون هدف الربح غير المشروع الذي يعتبر حراما حسب قوانين الشريعة الإسلامية. ومنذ افتتاح أعماله رسميا اليوم، فإن البنك أعلن عن عروض لفتح حسابات للتأمين والادخار في جميع فروعه اللندنية وفي جميع المدن البريطانية من خلال مكاتب البريد أو الاتصالات الهاتفية البنكية المباشرة. وقال مسؤولون في البنك الإسلامي الجديد أنه من سياساته حول موضوع الفائدة المحرمة شرعا، فإنه سيستعيض عن ذلك سيستثمر نيابة عن المودعين والمدخرين في مشاريع ذات أهداف ربحية يتقاسم في النهاية أرباحها مع المساهمين. وسيبدأ البنك اعتبارا من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بمنح قروض مالية وإسكانية للراغبين من المساهمين وكذلك قروض للراغبين في إنشاء مشاغل صغيرة تخصهم. وينتظر أن يفتتح البنك الإسلامي الجديد فروعا له في وقت قريب في كل من مدن ليستر وبيرمنغهام حيث هي مدينة تعتبر قلعة للصناعة في بريطانيا، إضافة على تقديم خدمات بنكية عبر شبكة الإنترنت العالمية. وقال مايكل هانلون المدير العام للبنك الإسلامي الجديد في تصريحات للصحافة اليوم "نحن سعداء بافتتاح أول فرع لبنكنا الجديد في لندن، وهي خطوة نعتبرها مقدمة لعهد إسلامي جديد في التعامل البنكي على أسس حضارية، ونأمل أن تعمم هذه التجربة على نطاق كبير في المملكة المتحدة عبر شبكة متكاملة". وأضاف هانلون "ونحن متأكدون أن الالتزام بقواعد الشريعة الإسلامية في التعامل المالي والمصرفي سيمكننا من التنافس مع الجهات المصرفية الأخرى بكل كفاءة، وسننجح في النهاية". يشار في الختام، إلى أن لجنة من الباحثين والدارسين المتخصصين في العلوم الإسلامية قد تشكلت لتكون الهيئة الاستشارية لأعمال البنك الجديد لمتابعة التزامه بتطبيقات الشريعة الإسلامية في تعاملاته، ومن صلاحيات هذه اللجنة الموافقة على كل قرار للبنك في تعاملاته واستثماراته وخدماته ونشاطاته اليومية في السوق المالي. كما أن البنك الإسلامي، حسب ما أكد المسؤولون عنه "سينضبط بكل القوانين المرعية للبنوك في المملكة المتحدة". عن : إيلاف |