|
إنهيار تاريخي لسعر البترول الأمريكي شهدت أسعار النفط العالمي أمس إنهيارا تاريخيا غير مسبوق مع هبوط سعر العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى ما دون الصفر وتحولها إلى سالبة في ظل تفشى فيروس كورونا المستجد وتخبط الإدارة الامريكية في مواجهته. وانهار سعر العقود الآجلة للنفط الخام الامريكي في تعاملات أمس ليصل سعر البرميل إلى أقل من سالب 37 دولارا وذلك لأول مرة منذ بدء بيع هذه العقود في عام 1983 بعد أن ازداد فائض حجم الضخ مقارنة بالطلب على النفط الذي أصبح شبه معدوم بسبب حالة الاغلاق العام في جميع أنحاء العالم وإجراءات الحجر الصحي المفروضة للحد من تفشى فيروس كورونا. حالة الانهيار التاريخي في أسعار النفط الامريكي وتحولها إلى سالبة تعني أن منتجي النفط يدفعون للمشترين ليتخلصوا من سلعتهم ومن مسؤولية تخزينها خوفا من نفاد سعة التخزين في أيار المقبل بعد أن أدى تراجع الطلب على الخام بسبب انتشار فيروس كورونا وحالة الشلل الاقتصادية الناتجة عنه في أنحاء العالم إلى اقتراب مستودعات النفط الأمريكية من الامتلاء. خبراء أكدوا أن الإجراءات التي اتخذتها حكومات العالم لمواجهة فيروس كورونا بما فيها حظر السفر والحجر الصحي في المنازل جعلت الطلب على النفط يتوقف تقريبا لينخفض سعر البرميل إلى مستويات غير مسبوقة لا يغطى فيها تكلفة تصنيعه وشحنه وتخزينه وهذا ما دفع الشركات إلى استئجار ناقلات لتخزين الفائض من المتوافر للعرض في الأسواق الأمر الذي أجبر سعر النفط الأمريكي على الدخول إلى المنطقة السلبية وأدى إلى انخفاض سعر برميل غرب تكساس الوسيط وهو مؤشر النفط الامريكي إلى أدنى مستوى عند 63ر37 دولارا للبرميل. حالة الارتباك التي أصابت أسواق النفط بعد انهيار سعر النفط الامريكي كانت لها تداعيات مباشرة على الأسهم الامريكية التي هبطت بدورها لينهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول في بورصة وول ستريت على انخفاض بنسبة 44ر2 بالمئة ويتراجع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 الاوسع نطاقا بنسبة 79ر1 بالمئة. وفي الوقت الذي يبدو فيه أن التوقعات بحدوث كساد اقتصادي كبير بدأت تتحول إلى حقيقة فإن بعض الخبراء يرون أن اتفاق أعضاء منظمة اوبك وحلفائها في وقت سابق من الشهر الجاري حول خفض الانتاج العالمي للنفط بنسبة 10 بالمئة لم يحقق النتائج المرجوة ولم تكن التخفيضات كبيرة لإحداث فارق. انهيار أسعار النفط الأمريكي يهدد عشرات الشركات بالإفلاس ووفق مجلة بولتيكو فإنه ليس أمام واشنطن الكثير من الأدوات أو الخيارات من أجل التصدي لهذه المشكلة ورفع أسعار النفط إلى المستوى المطلوب للحفاظ على صناعة الطاقة. ومع تفاقم الخسائر التي يتكبدها الأمريكيون جراء فيروس كورونا وفشل إدارة ترامب في التعامل معه فإن انهيار أسعار النفط والصعوبات التي ستواجهها واشنطن في محاولة إعادة الاستقرار لقطاع الطاقة سيضيف بعدا جديدا الى التداعيات الكارثية الناجمة عن فيروس كورونا وحالة التخبط التي تشهدها الولايات المتحدة في مواجهة أزمتين صحية واقتصادية. |