المؤتمر نت - تطير طائرات اليوم، الضخمة الحديثة، بسرعة عالية وعلى ارتفاعات كبيرة جدا تؤدي إلى حدوث زوبعة دوارة ماصة خلفها، قد تعرض الطائرات الأخرى في الخلف إلى خطر «الابتلاع» وبالتالي التعطل والسقوط. ولهذا السبب حرص معهد فراونهوفر الألماني ...
المؤتمر نت -
جهاز استشعار لتحذير الطيارين من الزوابع «الدوارة»
تطير طائرات اليوم، الضخمة الحديثة، بسرعة عالية وعلى ارتفاعات كبيرة جدا تؤدي إلى حدوث زوبعة دوارة ماصة خلفها، قد تعرض الطائرات الأخرى في الخلف إلى خطر «الابتلاع» وبالتالي التعطل والسقوط. ولهذا السبب حرص معهد فراونهوفر الألماني المعروف على تصنيع جهاز استشعار من الزوابع الدوارة الخطرة في محاولة لتجنب حوادث الطيران الناجمة عن هذه الظاهرة، خصوصا أن الأبحاث في قضايا كوارث الطائرات تشير إلى عدة حوادث سببها زوابع الطائرات الدوارة.
وطبيعي أن الخطر على الطائرات الصغيرة أكبر حينما تبتلعها دوامة ضخمة تسهم العوامل الطبيعية، مثل التضاريس وسرعة الرياح والضغط، إلى جانب الطائرة الكبيرة، في تضخيمها. ولهذا ينصح مهندسو صناعة الطيران والباحثون في شؤون الجو بأن تبقى الطائرة مسافة فاصلة لا تقل عن 11 كيلومترا بينها وبين الطائرة التي تسبقها بهدف الحيلولة دون ابتلاعها من قبل الزوبعة التي تحدثها الطائرة التي تطير في المقدمة.
وذكر توماس بيشل، من معهد فراونهوفر للأجهزة البصرية والميكانيكا الدقيقة IOF، أن الجهاز يتيح للطيار تحديد موقع الزوبعة الدوارة وحجمها واتجاهها، وبالتالي تحديد المسافة المناسبة التي يجب أن يتركها بين طائرته والطائرة التي تعتبر مصدر الزوبعة. وتم انتاج جهاز التحذير المبكر من زوابع الطائرات الدوارة بتعاون فريق علماء من 8 أشخاص يمثلون أربع دول. ويمكن استخدام الجهاز أيضا في تجنب الحوادث المشابهة، الناجمة عن هذه الزوابع ، في أجواء المطار بسبب الطائرات المنطلقة والأخرى الهابطة.
وأوضح بيشل أن الجهاز يتألف من أشعة ليزر ، جهاز استشعار ضوئي، ومرآة غاية في الدقة في متابعتها لانعكاسات الضوء. ويبعث جهاز الليزر أشعته في الهواء المقابل للطائرة فيتبعثر الضوء بتأثير الهباء الجوي (ذرات الغبار أو الايروسول)، يقوم بعدها جهاز الاستشعار بقياس قوة وشكل حركة ذرات الغبار وما إذا كانت تنطوي على حركة دورانية تنذر بالزوبعة. ويقيس الجهاز شدة حركة الايروسول ويسجلها بمساعدة برمجيات كومبيوترية ثم يعرضها على شاشة صغيرة أمام عيني الطيار.
ولا يتمكن الجهاز من رصد حركة الضوء بين ذرات الغبار إلا بمساعدة مرآة غاية في الخفة تتحرك بعدة اتجاهات لعشرات المرات في الثانية. وأفاد بيشل بأن المرآة لا تحور شكلها كي تتمكن من قياس حركة الضوء وهو سر السهولة في قياساتها ودقتها. وتمت صناعة المرآة من الألمنيوم الذي يتيح استعمالها لفترة طويلة من دون أن تتأثر، كما تم تثقيبها جانبيا رغم رقتها، كي يتمكن المستخدم من تسريع حركتها أو إبطائها حسب الحاجة.

الشرق الأوسط
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 01:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/15126.htm