بقلم/ صالح الأشقر -
أفضل من حكم اليمن



العفو الذي أصدره الرئيس علي عبد الله صالح عن مجموعة الحزب الاشتراكي المعروفة بالستة عشر الذين كانت قد صدرت ضدهم أحكاماَ تراوحت بين الإعدام والسجن، نال الاستحسان يمنياً وعربياً ودولياً، خاصة أن هذا العفو جاء في الوقت المناسب، وهو ليلة الذكرى الثالثة عشرة لإعادة الوحدة اليمنية وبعد انتخابات برلمانية الشهر الماضي وصفت بأنها كانت جيدة قياساً على الانتخابات العربية.
على مستوى اليمن يرى الكثير من اليمنيين أن الرئيس صالح أفضل رئيس حكم اليمن منذ قيام الثورة ويمتاز بانتهاز الفرص الثمينة إلى جانب أنه محظوظ منذ توليه السلطة في البلاد، حيث كانت قراراته ولا تزال تأتي في الوقت المناسب لتصبح محل تقدير الشعب اليمني بينما يرى خصوم الرئيس صالح أن قراراته الموفقة في أغلبها تأتي بعد رجوعه إلى ما يسمى المطبخ السياسي والمكون من قدماء السياسيين اليمنيين الذي يستعين بهم الرئيس قبل اتخاذ أي قرار.
وفي اعتقادي أن وجود مثل هذا المطبخ السياسي إن جاز التعبير لدى الرئيس صالح أو غيره من القادة للاستعانة به عند اتخاذ القرارات الهامة يعتبر مفخرة للرئيس والشعب في اليمن أو غيره، لأن الانفراد بالرأي الواحد مضر.
الرئيس صالح جاء للحكم في شمال اليمن سابقاً والبلاد بشطريها الشمالي والجنوبي تعيش مرحلة صراع داك في إطار سياسة التصفيات الجسدية المخيفة بهدف الوصول إلى السلطة بغض النظر عن أية اعتبارات سياسية محلية أو إقليمية أو دولية.
وكانت التصفيات الجسدية للقيادات في عدن هي القانون وهي النظام وهي الحل البتار لمن أراد كرسي السلطة حتى بعد إعادة الوحدة وحرب الانفصال عام 1994م التي تمخض عنها تغلب الوحدة على الانفصال وهروب من ارتكبوا خطأ الحرب الذي اصدر الرئيس علي عبد الله صالح العفو عنهم مساء الأربعاء الماضي بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لإعادة الوحدة اليمنية.
وعلى الرغم من أن الرئيس صالح تولى الحكم في ذروة غليان الصراع الدموي على السلطة في اليمن شماله وجنوبه؛ إلا أنه تمكن بذكائه أن يخرج من حلبة ذلك الصراع الرهيب سالماً ليقود الشمال في حينه إلى بر الأمان ويقيم علاقات ود معقولة مع الدول الخليجية والأجنبية لفترة قصيرة قبل الوحدة.
وفي الوقت الذي كان الرئيس صالح يعمل فيه على تحسين الأوضاع في شمال اليمن وتدعيم العلاقات مع الخارج -وعلى الأخص قبل وبعد منتصف عقد الثمانينيات- كانت في نفس الفترة قيادة الشطر الجنوبي المتمثلة بالحزب الاشتراكي اليمني في عدن تعيش صراعاً سياسياً حاداً تحول يوم 13 يناير عام 1986م إلى صارع دموي مأساوي.
وجاءت التطورات الدولية اللاحقة مع نهاية عقد الثمانينيات وانهيار الاتحاد السوفيتي لصالح الوحدة اليمنية والرئيس علي عبد الله صالح ليصبح بطل اليمن التاريخي وصانع وحدته في زمن التشتت العربي.
الرئيس صالح بمبادرته السياسية والإنسانية المتمثلة بالعفو العام وإلغاء الأحكام التي صدرت ضد علي سالم البيض ورفاقه أضاف إلى رصيده نجاحات جديدة من خلال فتح أبواب الأمل والطمأنينة على فئات الشعب اليمني، مما سوف يساعد على دعم التآخي العام واستقرار الوضع في كل مناطق اليمن وبالتالي يوفر الفرص للتوجيه نحو البناء والتطور الاقتصادي لرفع مستوى الحياة في البلاد..

(نقلاً عن الشرق القطرية)
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 12:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/1618.htm