المؤتمر نت -

المؤتمرنت -
كيف يعمل النوم على حفظ ذكرياتنا؟
لا يمكن أن ننكر أن النوم الجيد ليلاً يجعلك تشعر بتحسن، إذ لا يقتصر على منح جسدك وقتاً للراحة وإعادة الشحن فحسب، بل قد يكون أيضاً مهماً لقدرة عقلك على التعلم والتذكر.

أثناء النوم، وبينما يستريح جسمك، ينشغل عقلك بمعالجة المعلومات من اليوم وتكوين الذكريات، فإذا كنت محروماً من النوم، فأنت معرض لخطر الإصابة بعدد من المشكلات الصحية الخطرة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة ومرض السكري، وقد تتأثر قدرتك على التعلم والاحتفاظ بالمعلومات الجديدة، فمن دون نوم كافٍ يصبح عقلك ضبابياً وحكمك سيئاً، كما تتعطل مهاراتك الحركية الدقيقة.

تجدد خلايا الدماغ
بدأت الأبحاث التي أجراها علماء الأعصاب في إظهار أنه يمكننا الاستمرار في عيش حياة منتجة مع تقدمنا في العمر، وأن المعتقدات الشائعة حول التقدم في السن قد تكون خطأ، حيث تم اكتشاف أن تكوين الخلايا العصبية؛ أي تكوين خلايا المخ، لا يتوقف عندما نتقدم في العمر، ويمكن للدماغ تكوين خلايا دماغية جديدة وإنشاء روابط عصبية جديدة في أي عمر، وهو ما أكده جراح الدماغ الممارس الدكتور سانغاي غوبتا، الذي يؤكد أهمية النوم في تحسين قدرة الدماغ على التجدد والتطور، حيث تستمر دراسات التصوير والسلوك في إظهار الدور الحاسم الذي يلعبه النوم في التعلم والذاكرة.

ويعتقد الباحثون في مجلة WebMD الطبية المتخصصة، أن النوم يؤثر في التعلم والذاكرة بطريقتين؛ فقلة النوم مثلاً تضعف قدرة الشخص على التركيز والتعلم بكفاءة، والنوم ضروري لتقوية الذاكرة، بحيث يمكن استرجاع تفاصيل أو ذكريات مهما تقدم بنا العمر.

حفظ الذكريات
هناك أنواع مختلفة من الذكريات، بعضها قائم على الحقائق مثل تذكر اسماء عواصم الدول، وبعضها عرضي بناءً على أحداث في الحياة، مثل يومك الاول في المدرسة، وبعض الذكريات إجرائية أو تعليمية، مثل كيفية ركوب الدراجة أو العزف على البيانو. ولكي يتحول شيء ما إلى ذكرى، يجب أن تحدث ثلاث وظائف، بما في ذلك:

1 - الاكتساب: تعلم أو تجربة شيء جديد.

2 - الاستقرار: تصبح الذاكرة مستقرة في الدماغ.

3 - الاستدعاء: امتلاك القدرة على الوصول إلى الذاكرة في المستقبل.

كل من الاكتساب والاستدعاء من الوظائف التي تحدث عندما تكون مستيقظاً، ومع ذلك يعتقد الباحثون أن النوم ضروري لتوحيد الذاكرة (جعلها مستقرة)، بغض النظر عن نوع الذاكرة، فمن دون نوم كافٍ يواجه عقلك صعوبة أكبر في امتصاص المعلومات الجديدة واسترجاعها.

ردود الفعل
يعد النوم أكثر من مجرد مساعدة لشحذ العقل، حيث تشير الدراسات إلى أنه يؤثر في ردود الفعل الجسدية والمهارات الحركية الدقيقة والحكم أيضاً، كما أظهرت إحدى الدراسات أن المشاركين الذين حرموا من النوم كانوا أكثر عرضة للاعتقاد بأنهم على حق عندما كانوا في الواقع، على خطأ.

وتظهر الدراسات التي تتضمن اختبارات الذاكرة أنه بعد ليلة واحدة من النوم، أو حتى قيلولة يكون أداء الأشخاص أفضل، سواء في الاختبار، أو في المكتب، أو في الميدان الرياضي، أو غيره.

ماذا يحدث؟
لا يعرف العلماء بالضبط كيف يعزز النوم الذاكرة، ولكن يبدو أنه يشمل الحُصين في الدماغ والقشرة المخية الحديثة، وهو الجزء من الدماغ حيث يتم تخزين الذكريات طويلة المدى.

ويُعتقد أنه أثناء النوم، يقوم الحُصين بإعادة عرض أحداث اليوم للقشرة المخية الحديثة، حيث يقوم بمراجعة الذكريات ومعالجتها، ما يساعدها على الاستمرار على المدى الطويل.

ويواصل الباحثون التحقيق في مراحل النوم التي ينطوي عليها تكوين أنواع معينة من الذكريات، حيث أظهرت بعض الدراسات أن أنواعاً معينة من الذكريات تصبح مستقرة أثناء نوم حركة العين السريعة (أي الغفوة البسيطة والسريعة).

ووجدت دراسات أخرى أن بعض أنواع الذكريات يتم تأمينها غالبًا أثناء النوم العميق والموجة البطيئة.

وبالنظر إلى الدراسات السابقة، يجزم العلماء بقدرتهم على فهم ما يفعله النوم بأدمغتنا، ولكن لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي تجب الإجابة عنها.

ويعد النوم ضرورة بيولوجية، فنحن بحاجة إليه للبقاء على قيد الحياة، إلا أنه ولسوء الحظ في هذا العصر، القليل منا قادر على الحصول على النوم الذي نحتاجه لأداء أفضل ما لدينا، حيث يوصي الخبراء البالغين بالحصول على سبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة، لضمان حياة أفضل.

المصدر: القبس الكويتية
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 08:03 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/162128.htm