المؤتمرنت -
القرآن.. "كتاب الجيب" للمسلمين بمترو باريس
فيما يعتاد الفرنسيون حمل كتاب "الجيب" للمطالعة أثناء تنقلهم بوسائل النقل العامة، يقبل قسم غير قليل من مسلمي فرنسا على قراءة القرآن الكريم أثناء ركوبهم مترو الأنفاق في شهر رمضان المبارك؛ وذلك حرصًا منهم على الاستفادة من كل لحظة لتحصيل الأجر والثواب في هذا الشهر الكريم.
وقال عمرو-أحد مسلمي فرنسا من أصل سنغالي-: "قراءة القرآن هي أفضل وسيلة لتمضية الوقت قبل الإفطار". وأضاف وهو يشير للمصحف الصغير الذي يحمله بين كفيه: "يرافقني أينما حللت وخاصة في المترو، حيث أحاول أن أختمه مرة واحدة على الأقل طيلة الشهر المبارك".
ويرى عمرو أن قراءته للقرآن تفيده طوال طريقه في المترو كما تعينه على الغض من البصر، ويقول: "يجعلني (القرآن) أغض نظري في المترو الذي يجمع أصنافًا وأشكالاً مختلفة من البشر".

دعاة المترو
ولا يكتفي عمرو بقراءة القرآن لنفسه بل يحاول أن يتواصل مع الركاب الجالسين بالقرب منه، وذلك من خلال قيامه بتوضيح وتفسير معاني القرآن وآياته لهم إذا ما سأله أحد عن ذلك.
وعن ذلك يقول عمرو: "كثيرًا ما يسألني الجالسون بجانبي من الفرنسيين بالمترو عن القرآن ومعانيه وآياته ومَن كَتبه، فأضطر إلى قطع قراءة القرآن وأجيب عن أسئلتهم؛ لأني أعتقد أن ما سأجنيه من أجر سيكون عظيمًا عندما أعطي لهم فكرة عن القرآن، فأنا هنا أقوم بدور الداعية البسيط".
وحول أبرز الطرائف التي حدثت مع عمرو خلال تنقله بمترو رقم 9 الذي يقله كل يوم إلى عمله وهو يقرأ القرآن، قال: "في أحيان كثيرة أتجاوز المحطة التي من المفترض أن أنزل فيها بمحطة أو محطتين من شدة استغراقي في القراءة".
ويضيف: "من المفترض أن أنزل كل يوم في محطة لا ريببليك (الجمهورية)، حيث أعمل كمنظف في أحد المحال، لكني أجد نفسي بعيدًا عنها بمحطة أو محطتين".
ولا يرى الكثير من مسلمي فرنسا حرجًا في فتح القرآن ذي الحجم المتوسط والكبير أو الكتب الدينية كبيرة الحجم في المترو، رغم الضجة المثارة في فرنسا منذ السنة الماضية حول "الرموز الدينية الظاهرة".

تحصيل الأجر

وعلى الخط رقم 2 من مترو باريس جلست "سهيلة" -33 عامًا- تقرأ كتابًا بعنوان "لا تحزن" لكاتبه عائض القرني، وقالت"إنه كتاب جيد يجمع فيه صاحبه أحاديث وآيات وقصصًا تحض على التمسك بالرجاء والأمل".
وأضافت: "أحرص على اصطحاب هذا الكتاب معي لقراءته في المترو ذهابًا وإيابًا كوني أعمل طيلة شهر رمضان".
وتضيف سهيلة: "أحرص على الاستفادة من كل لحظة في رمضان من أجل تحصيل الأجر".
ويبلغ عدد خطوط المترو في باريس نحو 14 خطًّا تغطي كامل مساحة العاصمة من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال، هذا فضلاً عن وجود ما يسمى بالخطوط الطويلة التي تصل باريس بضواحيها.
ومنذ بداية شهر رمضان المبارك تشهد مساجد باريس كل مساء إقبالاً منقطع النظير على صلاة التراويح، الأمر الذي دفع بالمصلين إلى افتراش الطرقات والأرصفة بسجادات الصلاة بعد أن غصت المساجد بروادها. ويبلغ عدد المساجد في فرنسا 1554 مسجدًا، بحسب أحدث الدراسات.
نقلاًعن "إسلام أون لاين.نت":
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/16245.htm