المؤتمر نت -
يحيى‮ ‬علي‮ ‬نوري -
‬ماذا‮ ‬نريد‮ ‬من‮ ‬المنتديات؟‮ ‬
أكثر‮ ‬من‮ ‬عاصمة‮ ‬تدعو‮ ‬لعقد‮ ‬اجتماعات‮ ‬بين‮ ‬فعاليات‮ ‬يمنية،‮ ‬تُكرس‮ ‬لمناقشات‮ ‬تهدف‮ ‬الى‮ ‬ماتسميه‮ ‬بتوحيد‮ ‬الرؤى‮ ‬بين‮ ‬هذه‮ ‬المكونات‮ ‬حول‮ ‬الشأن‮ ‬اليمني‮..‬
وهذه العواصم لاريب تدرك مسبقاً ان ماتقوم بتجميعه تحت مسميات مختلفة أغلبها لاتعرف ماذا تريد، او بالاصح عاجزة عن الاجابة لسؤال ماذا تريد؟ وهذه حقيقة لانبالغ فيها خاصة وان المتابع للقاءات من هذا القبيل سيحصد آراء وافكاراً متخبطة حول الشأن اليمني وعاجزة بالوقت‮ ‬ذاته‮ ‬عن‮ ‬تقديم‮ ‬الصورة‮ ‬الكاملة‮ ‬والواضحة‮. ‬للمشهد‮ ‬في‮ ‬البلاد‮ ‬وكذا‮ ‬التشخيص‮ ‬الدقيق‮ ‬له‮ ‬وتحديد‮ ‬ما‮ ‬تراه‮ ‬من‮ ‬معالجات‮ ‬ناجعة‮ ‬للخروج‮ ‬من‮ ‬اتون‮ ‬الازمة‮ ‬الراهنة‮..‬
فهذا يأتي ليتحدث بعقلية انفصالية وذاك بعقلية مناطقية وذاك يعبر عن مرجعياته الدينية، بالاضافة الى اهتمامات اخرى تعكس حالات من تداعيات الامراض المجتمعية ونزيف متدفق في المسئولية الوطنية.. الخ مما قد يجعل المستضيفين لهذه اللقاءات يتأكدون وبما لايدع مجالاً للشك ان اليمن اصبحت بالنسبة لهم لقمة سائغة بفضل هذه الخلافات والتباينات الاكثر توهاناً في فهم القضية اليمنية من قبل هؤلاء الذين يفترض بهم ان يكونوا اكثر موضوعية ومنطقية في طرح مختلف القضايا العالقة.
ولاشك ان حالاً كهذا يعكس افلاساً شديدة للأحزاب والاطارات اليمنية التي يمثلها هؤلاء المشاركون وهو مايعني أنهم لا يمتلكون الرؤى والافكار والادبيات. والبرامج السياسية الواضحة والجلية التي تساعدهم على التعامل مع قضايا وطنهم كأحزاب يشار لها كمدارس للعمل الوطني المسئول‮..‬
وازاء كل هذه المنغصات وما ينتج عنها من تأثيرات وتداعيات خطيرة فإن نظرة للحوار الوطني المنشود سيكون واقعاً تحت تأثير هذه السوادوية، وان محاولات الدفع به خطوات للامام. ستكون بمثابة معجزة حقيقية في ظل تشبُّث تلك المكونات بالرؤية القاصرة والاجندة الضيقة التي تؤكد المعطيات استمرار حالة التمترس وراءها، وهذا حال سيظل حتى يستطيع الجميع ان يجيب عن السؤال الاول والاجباري والذي أشرنا إليه، ومفاده: ماذا نريد من المنتديات؟ وأن تعقبه اجابة شافية وناجعة تلامس الواقع اليمني دون شطط ونطح، وتهيئ المناخ لحوار مسئول يفاد منه شعبنا‮ ‬ويمثل‮ ‬ضمانات‮ ‬خقيقية‮ ‬لعدم‮ ‬انجراره‮ ‬ثانيةً‮ ‬الى‮ ‬دائرة‮ ‬الصراع‮ ‬والتطاحن‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 11:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/164313.htm