المؤتمرنت -
‏المسلمون في ايطاليا يعمرون مسجد روما في رمضان
يحيي المسلمون شهر رمضان المبارك في مدينة روما عاصمة ايطاليا ‏ومقر الفاتيكان، ومعظمهم من المهاجرين، في مسجدها الكبير وحوله، بحثا عن تقاليده ‏‏والأطعمة والحلوى التي ترافق مباهجه التعبدية في أوطانهم في ظروف لا تخلو من ‏الصعوبة والعسر.‏

‏وحول مسجد روما الكبير الذي يقع في أحد أطراف مدينة روما البعيدة عن مناطق تجمعات المسلمين السكنية، تتبدى الملامح الرمضانية البسيطة التي يحاول المسلمون ‏إحيائها في غربتهم إحتفاءا بالشهر المبارك.‏

‏ وقال دانييل: بائع الحلوى الشرقية الاريتري مبتسما أمام أحد متاجر "السويقة" ‏‏التي تقام بجوار سور المسجد الكبير، الذي أنشأه خادم الحرمين الملك فهد بن عبد‏العزيز على نفقته، وبمساهمة الكويت ضمن 23 دولة إسلامية أخرى "رمضان شيء آخر، والمصلون لا ينقطعون".‏

‏ واضاف وهو ينتظر زبائنه القلائل الذين يتنقلون بين متاجر السوق وبضاعته ‏‏البسيطة قبيل المغرب وفي انتظار الصلاة: "زبائننا ليسوا فقط من المسلمين بل يأتي ‏‏الإيطاليون لشراء المأكولات الشرقية والعربية أيضا".‏

‏ وأشار إلى أنه بينما يقبل المسلمون والشرقيون على شراء التمور بأنواعها ‏‏والحلوى والبخور في رمضان بالاضافة إلى الأطعمة التقليدية التي يسعون إليها طوال ‏العام، فإن الايطاليين الذين يرتادون السوق يقبلون بشكل خاص على الصلصات والمقبلات، ‏‏كالهريسة التونسية الحارة والطحينة والحمص.‏

‏وقال المحامي الإيطالي ليوبالدو موراتوري، الذي كان يبتاع وزوجته الخبز العربي ‏والشاورما وبعض الحلوى "لقد اكتشفت طيب الطعام العربي في رحلاتي، وقد تعودنا في ‏بيتنا وبين أصدقائنا أن نتناول الأطعمة العربية التي نعثر عليها بصعوبة في روما".‏

وأضاف "في رمضان بجانب هذا الجو الخاص الذي يضفيه رواد المسجد بأسرهم وأولادهم ‏للصلاة من بهجة وجاذبية على المكان تتزايد فرصة التعرف على مزيد من المذاقات ‏الشرقية ولقد أصبح سوق المسجد أحد معالم روما التي يسعى إليها سكان العاصمة



‏وذكر مختار الجزار، الذي يبيع اللحوم والشاورما في روما منذ سنوات: أن المسلمين ‏يلاقون صعوبة في الحصول على اللحوم "الحلال" المذبوحة على شرع الله وأن بائعي اللحوم الحلال يضطرون للجوء إلى مذبح مدينة أريتشى التي تبعد نحو 30 كيلومترا عن ‏‏روما حيث يتاح لهم الذبح على الطريقة الإسلامية‏،.

ولاحظ مختار أن رواد المسجد هذا العام قد تناقصوا بشكل كبير مقارنة ‏‏بالأعوام الماضية، وذلك بسبب الجو العام الذي يسود هذه الأيام ومنذ أحداث 11 ‏سبتمبر، مشيرا إلى المخاوف التي تعتري بسطاء المسلمين من المهاجرين في ظل التهجم ‏‏الإعلامي المستمر على المسلمين.‏

‏وأكد مختار الذي "يفرش" تجارته في السويقة منذ افتتاح المسجد عام 1985م، أن ‏‏معاملة المواطنين الإيطاليين للمهاجرين من المسلمين لم تتغير، وهي طيبة عموما ‏‏بالرغم من الضجيج الإعلامي والسياسي الذي "يلاحقنا في هذه الأوقات" مشيرا إلى أن ‏‏المضايقات تأتي أساسا من السلطات التي أسرفت في التشدد.‏

‏وقال إن هذا التشدد بجانب ابتعاد المسجد عن المدينة والأحياء التي يقطنها ‏‏المسلمين الذين لا تتيح ظروف ومواعيد عملهم الكثير من الوقت، قد أثرت بشكل واضح ‏

‏على عدد مرتادي المسجد الكبير الذي تموله وترعاه رابطة العالم الإسلامي، مشيرا إلى ‏‏أن المسلمين أقاموا بجهودهم الذاتية ثلاثة مساجد أخرى في مرابض سابقة للسيارات بالأحياء التي تعيش فيها أعداد كبيرة منهم.‏

‏وتشير آخر الإحصاءات الرسمية الإيطالية إلى أن عدد المسلمين في ايطاليا بلغ ‏‏أكثر من مليون نسمة بينهم 50 ألف من حاملي الجنسية الإيطالية، نصفهم من الإيطاليين ‏الذين اعتنقوا الإسلام.‏

‏ويقدر محمد المغربي، حارس المسجد الكبير عدد المصلين في أيام رمضان العادية من ‏ غير الأيام التي تتخللها عطلات إيطالية بنحو 400 مصل يوميا، ويزيد هذا العدد على ‏الألف أثناء صلاة الجمعة، أما في ليلة القدر وأيام العيد فتقدر أعداد المصليين ‏بالآلاف قائلا: "من فضل الله علينا أننا نستطيع الصلاة في كل مكان، فالإسلام يعمر ‏القلب رغم الغربة والحمد لله".‏

‏وأشار إلى أن كثيرا من المسلمين ومن بينهم عدد من الايطاليين الذين دخلوا إلى ‏الإسلام حديثا يحرصون على إقامة صلاة التراويح وتلاوة القرآن والاقبال على الدروس ‏

‏التي تقام قبل الغرب وبعد صلاة العشاء.‏

‏ويطالب محمد ومختار، باقي المسلمين الذين يعيشون ويعملون في ايطاليا ويسددون ‏‏الضرائب والرسوم أن تعترف الدولة بالدين الإسلامي الذي يعد ثاني أكبر الأديان بعد الكاثوليكية أسوة بباقي الأديان وهو ما يتيح تخصيص نسبة 8 في الألف مما يسددون من ‏ضرائب إلى رعاية مساجدهم التي يلاقون عقبات سياسية وإدارية كبيرة في إقامتها.
الوكالة الاسلامية
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 05:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/16459.htm