|
محمد حسنين هيكل.. معارك باسم الأدب والإبداع تمر، اليوم، الذكرى السابعة على رحيل "الأستاذ" الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل، عن عمر ناهز 92 عاما، وهو أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين فى القرن العشرين، ساهم فى صياغة السياسة فى مصر منذ فترة الملك فاروق حتى وفاته سنة 2016، فقد تولى مناصب صحفية مهمة مثل رئيس تحرير جريدة الأهرام، تاركا خلفه إرثا ضخما من الكتب. وكان الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل خاض معارك فكرية كبيرة باسم الأدب والإبداع، من أشهرها.. هيكل وأولاد حارتنا أدت هذه الرواية إلى أزمة كبيرة منذ أن بدأ نشرها مسلسلة على صفحات "الأهرام" وهاجمها شيوخ الأزهر، وطالبوا بوقف نشرها، لكن تمسك الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام آنذاك، وساند نجيب محفوظ ورفض وقف نشرها فتم نشر الرواية كاملة على صفحات الأهرام، ولم يتم نشرها كتابا فى مصر، فرغم عدم إصدار قرار رسمي بمنع نشرها إلا أنه وبسبب الضجة التي أحدثتها، تم الاتفاق بين محفوظ وحسن صبرى الخولي، الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بعدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر، فطبعت الرواية فى لبنان من إصدار دار الآداب عام 1967، ومنع دخولها إلى مصر رغم أن نسخا مهربة منها وجدت طريقها إلى الأسواق المصرية. وفى كتابه "أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحركة" يذهب الكاتب الصحفي محمد شعير، إلى أنه بعد أن بدأت الضجة حول الرواية والمطالبة بوقف نشرها في "الأهرام" سأل عبد الناصر هيكل "إيه الحكاية؟"، فشرح له هيكل الملابسات وقال له "رواية كتبها لابد أن تنشر"، وقبل عبد الناصر باستكمال نشر الرواية، وعندما اتسعت الأزمة حول الرواية عاود عبد الناصر سؤال هيكل عنها فاقترح عليه تشكيل لجنة من الأزهر لفحص الرواية، وقررت اللجنة وقف نشر الرواية قبل انتهاء نشر عشر حلقات منها. وكما يشير الكتاب، فقد أصبحت "أولاد حارتنا" جزءا من معركة أكبر، معركة السلطة للهيمنة على المجتمع سياسيا وثقافيا ودينيا، وبدت الرواية المحرمة بمنزلة كنز سياسي تتصارع عليه كل القوى السياسية لتوظيفها لمصلحتها، فقد وقف حائرا ماذا يفعل تجاه محفوظ و"أولاد حارتنا". هيكل والحكيم بعد رحيل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أصدر الأديب الكبير توفيق الحكيم كتاب "عودة الوعي"، وكذلك وثائق المعركة التي فجرها نشر الكتاب عام 1972، وشارك فيها كتاب وسياسيين أبرزهم محمد حسنين هيكل، وبحسب الكاتب الصحفي محمد شعير: كتب محمد حسنين هيكل معتبرا أن كل من هاجم عبد الناصر بعد رحيله "كانوا أشباحا خائفة، أشباحا ضعيفة، من يملك الشجاعة لا ينتظر الموت ليمارس شجاعته.. وأضاف واصفا هؤلاء، وعلى رأسهم الحكيم: "هؤلاء، بالرجوع إلى مواقفهم جميعا، لم يكن هناك أسبق منهم إلى حرق البخور أمام عبد الناصر".. من جانبه أعتبر الحكيم أن هيكل رد بنفسه على نفسه:" هل توجد الأشباح الضعيفة إلا في جو من الفزع والرعب؟ لماذا إذن لا توجد أشباح خائفة ضعيفة في بلاد مثل فرنسا وإنجلترا وأمريكا والسويد وغيرها من البلدان التي لا يعيش أهلها في الرعب والهلع من التعذيب والمعتقلات والقتل والنفخ في البطون والاعتداء على أعراض الزوجات والبنات والأخوات مع تشويه الآراء المعارضة بتلطيخها بتهم التآمر والخيانات". (اليوم السابع) |