 |
الحائزة على الترتيب التاسع أوائل الجمهورية: نخشى أن تتركنا الحكومة لليأس والضياع ثابرت واجتهدت وتميزت ضمن كوكبة من الطلاب الذين قهروا الظروف وتحدوا الحرب التي شاءت للناس الهوان.. الطالبة مارية توفيق عثمان الشرعبي (ابنة زميلنا مدير التحرير) حازت التفوق بكل دلالاته ونالت الترتيب التاسع لأوائل الجمهورية القسم العلمي 2022-2023م واستحقت أن تكون ضمن من قال فيهم الشاعر: »فتية إن أمروا المجد استجابا«.. "المؤتمرنت" يعيد نشر الحوار مع الطالبة مارية الشرعبي: * يسعدنا كثيراً أن تكوني معنا في هذا اللقاء الذي نبدأه معك من معرفة ماذا يعني الحصول على أوائل الجمهورية للمتفوقة مارية الشرعبي..؟ في البدء أشكركم أنتم في صحيفة الميثاق لإتاحة هذه المساحة لي في هذه الصحيفة التي كنت منذ الصف الأول الأساسي وأنا أتهجأ اسمها وعناوينها لتراكم أعدادها في مكتبة والدي باعتباره صحفياً فيها.. أما بخصوص سؤالكِ عماذا يعني الحصول على أوائل جمهورية فهذا حلم كل من له هدف في حياته العلمية، وقد كرست كل جهودي لتحقيق أن أكون في منصة التتويج منذ الصف الأول أساسي.. وبحمد الله وتوفيقه عاماً بعد عام حتى حققت ماكنت أصبو إليه في أن أكون ضمن أوائل الجمهورية.. * هل كان للأسرة دور في تحقيق هذا المجد ..؟ - بلا شك أن دور الأسرة في تحقيق إنجاز علمي بهذا المستوى هو الدور الأهم ولولا مساندة والدي ومساعدة والدتي لما وصلت إلى أن أكون ضمن كشف المتفوقين على مستوى الجمهورية.. فأسرتي وفرت لي كل ما احتاجه وهيأت لي أجواء المنافسة .. وهناك أيضاً أدوار أخرى مختلفة ساهمت بشكل أو بآخر في الدفع بي لتحقيق هذا الإنجاز وفي مقدمة ذلك دور المدرسة إدارة ومعلمين ومعلمات وزملاء وزميلات ...الخ. وأؤكد أنه مهما كان الطالب أو الطالبة ذكياً إذا لم يجد من يأخذ بيده من البداية ويضيئ له دروب المجد فإنه لن يستطيع أن يحقق المراتب الأولى في تحصيله العلمي.. * في حياة كل مثابر قدوة يحاكيها.. هل كان لك قدوة في مجال معين رجوتِ أن تكوني مثله وتصلي إلى مستواه العلمي..؟ - فطرة الإنسان منذ طفولته أنه كلما اطلع على بطولة أو عبقرية أن يعجب بأصحابها وكلما اتسعت مداركه واطلع أكثر على مختلف المجالات زاد تأثره بمن يمكن أن يكونوا قدوة .. ولهذا لايمكن أن أحدد قدوة بعينها في المجال العلمي فكل من قدم إنجازاً أثرى به العلم وأفاد به الأمة فهو قدوة ومحل إعجاب الأجيال الطامحة والمثابرة.. * لو تطرقنا للصعوبات والمعوقات التي يواجهها الطلاب الطامحون لأوائل الجمهورية.. هل لنا أن نطلع على الصعوبات التي واجهتها مارية في طريق تحصيلها العلمي..؟ - لسنا في بلد مستقر وآمن حتى لانقول إننا لم نواجه صعوبات أو تحديات فما عشناه كجيل في سن التعليم كله صعوبات وتحديات وضع لانحسد عليه على مختلف المستويات المعيشية والتعليمية والنفسية ، ويكفينا فخراً أننا استطعنا أن نقطف مجداً وسط حقل من الصعوبات والتحديات والضغوطات الحياتية والنفسية.. * هل كنت تكتفين بالمنهج المدرسي في مذاكرتك أم أنك توسعت أكثر في مواضيع المنهج..؟ - اعتقد أن الاقتصار على المنهج المدرسي يجزي للحصول على أوائل الجمهورية ..وعن نفسي كنت أتوسع كرغبة في الاطلاع خصوصاً مع توفر الإنترنت.. * هل لك اهتمامات أو هوايات كنت تمارسينها الى جانب اهتمامك بالتحصيل العلمي..؟ - أنا شغوفة بالقراءة .. ولي محاولات في كتابة القصة. * البعض يقول إن الطلاب الحاصلين على أوائل الجمهورية هم حق دراسة ومذاكرة فقط ولا يعرفون شيئاً غيرها في الحياة.. هل هذا صحيح..؟ - هذا كلام أطلق على العموم ، والتعميم في أي شيء غير صحيح .. وإذا كان فيه شيء من الصحة فربما يقال عن جيل في بلد مرفه معيشياً أما أن يقال عنا في اليمن فالواقع يكذبه ومن النادر أن نجد طالباً يمنياً لا يمارس نشاطاً ما يعين به أسرته في حياتها.. * ماذا عن المستقبل بعد أن حققتِ هذا الانجاز الرائع الذي يعد إعجازياً في زمن العدوان والحصار على اليمن..؟ ـ الحديث عن المستقبل في ظل أوضاع تهدد البلد برمته ضرب من المجازفة ولايمكن البناء عليه لما يخالجنا من مشاعر وطموحات وآمال .. كنت آمل وأنا في الإعدادية أن أصل إلى ثالث ثانوي وقد انتهت الأزمة واستقرت الأوضاع وعاد لأوائل الجمهورية حقهم في الحصول على منح الى الخارج لاختيار التخصصات التي يرغبون بها.. ولكن هانحن وصلنا وحققنا الحلم الأسمى والأصعب وتجاوزنا التحديات باقتدار .. ويبدو أننا سننتقل إلى مرحلة تتطلب منا شجاعة أكثر وإصراراً أكثر لأنها مرحلة محاطة بالإحباط واليأس .. وبإذن الله أن قيادة الدولة ستعمل على إيلاء أوائل الجمهورية أولوية في خطتها واهتماماً في برامجها ليحصلوا على حقهم في المنح سواء الخارجية أو الداخلية ليلتحقوا بالتخصصات التي يرغبون بها في الجامعات اليمنية .. نثق بأن الحكومة لن تسمح بضياع نخبة الجيل ومتفوقيه ، ولن تسمح بتركهم للمجهول وستعطيهم حقهم في التكريم اللائق بهم ورعايتهم الرعاية الكاملة ضمن خطتها الاستراتيجية لبناء قادة المستقبل ليخدموا وطنهم وشعبهم وأمتهم كل في مجال تخصصه. * عقب الانتهاء من اختبارات الشهادة العامة انتقلت مارية الى عش الزوجية ودخلت مرحلة جديدة في حياتها يرى البعض أنها ستمثل عائقاً لمواصلة تعليمها .. ماتعليقك..؟ - أعتقد أن الأهداف العظيمة لايمكن أن تتحقق ما لم يكن هناك إرادة قوية .. وأنا لم انتقل إلى تلك المرحلة إلا لأنني أعيش في أسرة تقدس العلم والتعليم وتنافس في مضماره.. الحياة الزوجية التي تُبنى على تفاهم الزوجين ودعم الأسرة لايمكن إلا أن تكون بيئة داعمة لتحقيق الأهداف الكبرى .. والواقع مليئ بالتجارب الناجحة للمرأة اليمنية. * كلمة أخيرة تودين قولها في ختام هذا اللقاء الشيق..؟ - أكرر الشكر لكم على هذا الاحتفاء .. وأود أن أوجه رسالة لكل شاب وشابة بأن يثابروا ويجتهدوا في تحصيل التعليم .. كما أدعو كل أب وأم الى أن يجعلوا التعليم في أولويات اهتماماتهم بأبنائهم .. ولابد من توجيه الرسالة الأهم الى قيادة الدولة والحكومة بألا يتخلوا عن أوائل الجمهورية وألا يتركوهم لليأس والإحباط والضياع.. ولا أنسى أن أوجه الشكر والعرفان لكل من وقف معي وساندني لأحقق حلمي في التفوق. نقلاً عن صحيفة الميثاق - حوار: رجاء الفضلي |
