المؤتمر نت -

يحيى علي نوري -
عن هدف القضاء على حماس
لا غبار في أن ما قامت به حركة حماس من عمل عسكري عظيم فُوجئ به العالم، وانجاز كهذا يدفعنا كل لحظة للسؤال عن مدى قدرة المقاومة على الحفاظ عليه وما إذا كانت قد استبقت حدثها الكبير هذا بقراءة مختلف ردود الأفعال وعلى مستوى مختلف المستويات وحددت خيارات التعامل مع كل ذلك، والأهم ما الذي ستحمله المقاومة الحماسية من مفاجآت جديدة تعطي لحدثها التاريخي المزيد من الحيوية والقدرة على احراج العدو؟
تساؤلات عدة تضع نفسها اليوم بقوة وتبحث عن اجابات ناجعة ينتظرها كل مؤيدي خيار المقاومة الحريصين على الدفع بكل مساراتها نحو تحقيق هدف النصر والسيادة والاستقلال..
ومع أن الحدث في الـ7 من اكتوبر الجاري ما زال يشغل اهتمامات المحللين الاستراتيجيين في تناوله من مختلف الجوانب والأصعدة فإن حجم الانتاج التحليلي بات كثيراً إلى حدود يصعب على المتابعين رصد كل ما توصل له المحللون من سيناريوهات قادمة وتوقعات لا تخلو كثير منها من توقعات لأحداث اكثر خطورة ستنعكس على حاضر ومستقبل المنطقة..
وكل له معطياته وقراءته للتطورات والربط بينها مع مختلف الأحداث التي حفلت بها القضية الفلسطينية..
وكل تلك النتاجات لا تعكس وجود وعي عربي رسمي أو شعبي إزاء بكل هذه التداعيات، الأمر الذي يضفي حالة من السوداوية على المستقبل العربي القريب.. ما يعني أن يشهد العرب من جديد أجندة إجبارية تحكم مسارهم وتجعلهم أكثر انقياداً للقوى الكبرى لتحقيق مصالحها..
ولعل اخطر هذه السيناريوهات تلك التي تشير بوضوح إلى أن الموقف العربي والمتمثل حالياً بمواقف عدد من الأنظمة العربية يميل نحو الاستغلال الرخيص لواقع حركة حماس اليوم، والانتظار إلى ما ستؤول إليه التداعيات القادمة على ضوء الأهداف التي اعلنها العدو وفي مقدمتها القضاء على حركة حماس كهدف أول يسعى له من خلال حربه الظالمة على غزة وهو هدف يبدو أن العديد من العواصم تقف إلى جانب الكيان الصهيوني لتحقيقه..
ولا ريب أن انحصار الحرب على قطاع غزة وسعي الغرب الاستعماري وعلى رأسه واشنطن إلى عزل غزة من أي تفاعلات خارجية قد يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع، كل ذلك يؤكد هذه الفرضية وهي فرضية لا نجد للنظام الرسمي العربي أي اهتمام بها، ما يعني وجود حالة من التماهي مع ما يسعي الكيان الصهيوني لتحقيقه..
بالإضافة إلى الإعلان الصريح لواشنطن ولندن بإرسال بوراجهما البحرية إلى المنطقة لمواجهة أي تدخلات خارجية قد ينتج عنها تفاعلات جديدة تخدم المقاومة الفلسطينية وتهدد حاضر ومستقبل الغرب في منطقتنا..
كما أن انكفاء العديد من العواصم العربية بالموقف والرؤية الغربية تجاه ما يحدث في غزة أمر يثير مخاوف كبيرة لدى السواد الأعظم من أبناء الأمة العربية الذين لا يريدون حدوث انتكاسة جديدة تزيد من آلام ومعاناة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال..
ويظهر هذا الانكفاء العربي على مواقف واشنطن وعواصم غربية وبصورة جلية في عدم تفاعل العرب مع تفاعلات دولية عدة من شأنها أن تخدم القضية الفلسطينية، فموسكو وعلى لسان الرئيس بوتين تؤكد أنها بانتظار أي دعوة لمشاركتها في إيجاد الحلول لهذا الصراع، وفي اطار من التوازن غير المتعصب لأي من الاطراف وبما يتفق مع الشرعية الدولية وقراراتها ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية..
وخلاصةً إن التسليم العربي لواشنطن وشقيقاتها الغربية هي مغامرة غير محمودة وقد تؤسس لمرحلة جديدة من المعاناة خاصة إذا ما تحقق هدف الغرب وبعض العرب في القضاء على حماس.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 26-ديسمبر-2024 الساعة: 06:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/171459.htm