الكاتبة العراقية عالية ممدوح تفوز بجائزة نجيب محفوظ "الامريكية" بدا العراقيون من نقاد ومبدعين وموسيقيين في حالة من الزهو في احتفال الجامعة الامريكية بالقاهرة مساء السبت بمنح جائزة نجيب محفوظ للكاتبة العراقية عالية ممدوح التي قالت ان الادارة الامريكية جاءت لتنظيف العراق من العراقيين. وقبل أن تلقي الفائزة كلمتها أذيعت رسالة قصيرة مسجلة بالفيديو للروائي المصري نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الاداب أشار فيها الى أن العراق كان مهدا لميلاد الشعر الحديث. كما هنأ عالية ممدوح بالجائزة متمنيا تهنئتها في القريب "باستقرار العراق وتحريره." وجائزة نجيب محفوظ للادب الروائي التي تنظمها الجامعة الامريكية تمنح يوم عيد ميلاد محفوظ الموافق 11 ديسمبر كانون الاول. وذهبت هذا العام الى العراقية عالية ممدوح عن روايتها (المحبوبات) التي نشرتها دار الساقي بلندن عام 2003. وقالت عالية ممدوح في كلمتها ان "هذه الجائزة النفيسة هي لجيل عراقي كان عدد شهدائه ومشرديه وجائعيه أكثر من أولئك الذين يجلسون وراء مكاتب أنيقة في غرف مكيفة الهواء. جيل كان انكساره أعظم من الذين تسببوا في هذا الانكسار." وأوضحت أن هذه الجائزة تمنح "لجنس الكتابة والابداع العراقي وليس لجنس المؤلفة. للكاتبات العراقيات الوحيدات والمخذولات بالاستبداد سابقا وبالاحتلال والتعصب والتطرف لاحقا." والرواية الفائزة هي العمل السابع لمؤلفته التي تعيش في باريس بعد رحلة في المنافي العربية والاوروبية تزيد على عشرين عاما. وهتف بعض الحضور في قاعة الاحتفال "عاشت العراق حرة مستقلة" بينما كانت عالية ممدوح تعلن أنها "هنا من أجل العراق الذي يختفي من أمامنا وكأن الادارة الامريكية حضرت لتنظيف العراق من العراقيين." وشنت الولايات المتحدة الحرب على العراق في مارس اذار عام 2003 وسقطت بغداد ومعها نظام صدام حسين في التاسع من ابريل نيسان من العام نفسه. وقالت الكاتبة الفائزة ان "هذه الوحشية" التي تمارسها القوات الامريكية في بلادها تدفع بالعراقيين جميعا "مواطنين ونخبا مقاومين وصامتين في الداخل الرهيب والخارج المظلم الى أقصى حدود شرطنا الوجودي." وتساءلت.. الى متى نستطيع الاحتمال.." وأشارت الى أن العراقي سيدون "بكل الطرق الممكنة واللامعقولة ثقافة الفناء والاختفاء. بغمضة عين اختفى العراق . انه تحول أنجز بطريقة صاعقة لكي لا ننتبه لفداحته." ووصفت بلادها بأنها تموت وتختفي "بلدي الذي لا يعرف كيف يواري الجثث (التي) تغص بها الشوارع والمساجد وليست هناك أية مراسيم مرعية دينية أخلاقية أو دولية لدفنها. نعم ان الولايات المتحدة هي مركز العالم (الان) لكنها لن تكون قدر بلدي." ووصفت عالية ممدوح بطلة روايتها (المحبوبات) بأنها تحاول لم شمل "جميع الصديقات والاصدقاء حول العالم. العراقيات والعراقيين على الخصوص. شتات الوجوه والعذابات والخسارات. المحبوبات رواية أولئك الذين لم يضلوا الطريق الى العراق بالرغم من أنهم يعيشون خارجه. هي نشيد للصداقات التي تؤخذ على محمل البهجة لانها أقل مأزقا من الحب. وهي بمعنى ما استجماع للرواسب التي تتبقى في قعر الاشياء والبشر والمدن." وتبلغ قيمة الجائزة 1000 دولار اضافة الى ميدالية فضية لنجيب محفوظ فضلا عن ترجمة ونشر للرواية الفائزة الى الانجليزية. وفاز بالجائزة في الاعوام الماضية روائيون منهم المصريون يوسف ادريس ولطيفة الزيات وادوار الخراط وسمية رمضان والمغربي بنسالم حميش واللبنانية هدى بركات والجزائرية أحلام مستغانمي. وقالت ممثلة لجنة التحكيم سامية محرز أستاذة الدراسات العربية بالجامعة الامريكية بالقاهرة وهي تعلن عن الجائزة ان رواية (المحبوبات) "أنشودة للصداقة والعطاء من أجل الحياة. انها رواية المنفى التي تصوغ لغة المنفى لتقاوم بها شتى أنواع الاستلاب. انه عمل يفعل الذاكرة والتاريخ معا. انها رؤية شعرية جميلة في عالم يغيب شاعرية البقاء." وقالت هدى وصفي عضو لجنة تحكيم الجائزة ان كتابة الذات في نص (المحبوبات) الذي يحاول أن يدمر الحدود بين المجالين الفلسفي والادبي "تستجيب لسعي دؤوب يحاول أن يمزج الابداع بحكاوي الحياة ويتبدى الوطن الضائع (العراق) من خلال نوستالجيا (حنين) تبدو أحيانا شديدة الرومانسية." من سعد القرش |