خبراء اوروبيون..اقبلوا الإسلام كديانة أوربية أقر خبراء أوربيون مشاركون بمؤتمر للحوار العربي الأوربي في القاهرة سيختتم أعماله االيوم ـ بأن المناهج الأوربية تحط من قدر "الآخر" بما في ذلك المسلمين، وتتضمن معلومات خاطئة عن الدين الإسلامي، مطالبين بضرورة تصحيح هذه المناهج، وتقبل الإسلام كـ"ديانة أوربية". ويهدف مؤتمر "الحوار العربي الأوربي.. صورة الثقافة العربية الإسلامية في كتب التاريخ المدرسية في أوربا" المنعقد في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة منذ الأحد 12-12-2004 إلى تصحيح الأخطاء المتعلقة بعدد من المفاهيم الإسلامية في كتب التاريخ التي تدرس في عدد من الدول الأوربية. وقال وولفجانج هويبكين مدير معهد جورج إكسيرت بألمانيا في مداخلة له بالمؤتمر الأحد: "يجب أن نقر بوجود العديد من الأخطاء في المناهج الدراسية بالبلدان الأوربية خلال السنوات الماضية". وأضاف قائلا: إن "تحليل المعهد للعديد من نصوص الكتب المدرسية في أوربا عن الإسلام؛ أثبت وجود قدر ضئيل نسبيا عن الدين الإسلامي في تلك النصوص". معلومات خاطئة واتفق مشاركون آخرون على أن كتب التاريخ في المدارس الأوربية تحط من قدر "الآخر"، بما في ذلك المسلمين. وقالت فوزية العشماوي أستاذة اللغة والحضارة العربية في جامعة جنيف: "لا يمكننا العثور على أي إشارة إلى الاستعمار الأوربي للعالم العربي والإسلامي، وتأثير العلماء المسلمين في أوربا خلال العصور الوسطى". وأكدت فوزية، التي أجرت دراسة مقارنة عن صورة الإسلام في النصوص المدرسية بالدول الأوربية والعربية، أن النصوص المدرسية في أوربا منتقاة وسطحية بشكل كبير. وضربت مثلا لذلك، حيث تقول النصوص المدرسية في فرنسا: إن "القوات الفرنسية غزت الجزائر عام 1830 لنشر الثقافة والحضارة الحديثة"، فلا توجد أي إشارة إلى حقيقة أن مليون جزائري قتلوا خلال الدفاع عن بلادهم ضد الغزاة. وقد اتهمت فوزية العشماوي بشكل غير مباشر مؤلفي الكتب المدرسية الأوربية بـ"تعمد تقديم معلومات خاطئة" عن الإسلام والرسول محمد (صلى الله عليه وسلم). "الإسلام.. ديانة أوربية" ومن جانبه، أكد الألماني جونتر مولاك أول مفوض بوزارة الخارجية الألمانية للحوار بين الثقافات والحوار مع العالم الإسلامي على الحاجة إلى تصحيح النصوص المدرسية الأوربية عن الإسلام. وقال في كلمته أمام المؤتمرين: "يجب علينا معرفة المزيد عن الإسلام، وأنه لا تهديد من الإسلام على المجتمع الأوربي". وعبر مولاك ومشاركون آخرون عن اقتناعهم بأن اكتشاف الصورة الحقيقية للإسلام يجب أن تبدأ بتغيير التوجه الفكري عن الإسلام في النصوص الدراسية ببلدان الاتحاد الأوربي. وقال المسئول الألماني رفيع المستوى: إن "الإسلام يعد ديانة أوربية؛ حيث يعيش العديد من المسلمين الآن هناك؛ لذا، علينا أن نتقبل ذلك". ويعيش حالياً نحو 20 مليون مسلم في البلدان الـ25 الأعضاء في الاتحاد الأوربي، التي يبلغ إجمالي سكانها 200 مليون نسمة. مبادرة بريطانية ورحب المؤتمر بمبادرة الحكومة البريطانية لتغيير نصوص المناهج المدرسية الخاصة بالإسلام والتي تقدم للطلاب في المرحلة العمرية من 11 إلى 15 عاماً. وقال الدكتور ميشيل ريلي محاضر التاريخ بجامعة "باث" بالمملكة المتحدة لـ"إسلام أون لاين.نت" الأحد 12-12-2004: "ستتضمن هذه المناهج المزيد من المعلومات الدقيقة عن الدين الإسلامي". وأضاف: "إن الاستعمار الأوربي، والحملات الصليبية، وإنجازات المسلمين الأوائل، ووجهات النظر المتنوعة بشأن القضايا الشائكة، مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ستراعى في الكتب الجديدة". وأضاف البروفيسور البريطاني أن العلماء المسلمين في بلاده سيتم استشارتهم في محتوى النصوص الدراسية. ربط الإسلام بالإرهاب وخلصت دراسة أجراها الباحث السعودي عبد المحسن العقيلي على 30 كتابا مدرسيا بريطانيا إلى أن هذه الكتب تميل إلى "ربط الإسلام بالإرهاب"، وتتجاهل وجهة النظر الإسلامية في الحروب الصليبية. وأشارت الدراسة -التي قدمت للمؤتمر- إلى أن الرد الحقيقي على هذه المعلومات المضللة يكمن في الخروج من حالة التجاهل للدين الإسلامي. وقال العقيلي: "نريد للأطفال أن ينتقدوا ما يشاهدونه أو يستمعون إليه أو يقرءونه عن الإسلام في وسائل الإعلام في المستقبل". وكان عمرو موسى الأمين العام لجماعة الدول العربية قد أكد في افتتاح المؤتمر -الذي يستمر 3 أيام- أن تفعيل الحوار بين العرب والمسلمين من جهة والغرب من جهة أخرى "أصبح ضرورة ملحة لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام الذي يراد إلصاق تهمتي العنف والإرهاب به نتيجة تفشي الصورة الخاطئة عن الإسلام والمسلمين في المناهج الدراسية الأوربية". وكانت دول غربية، خاصة الولايات المتحدة، قد انتقدت النظام التعليمي في عدد من الدول العربية زاعمة أنه "أشعل بذور التطرف"؛ مما أدى إلى وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن. ويشارك في فعاليات هذا المؤتمر العديد من أساتذة الجامعات والمسئولين والخبراء في مناهج التعليم في مختلف البلدان العربية، إلى جانب مفتشي مادة التاريخ في وزارات تعليم أوربية ومسئولي دور النشر المدرسية في العديد من البلدان الأوربية. كما يشارك ممثلو الاتحاد الأوربي بالقاهرة وممثلو اللجنة الوطنية للدول الأوربية والعربية باليونسكو، إضافة إلى العديد من الشخصيات العامة. اسلام اون لاين |