صراع الأجنحة .. لوبي الإصلاح .. ونعمان يأبى (الأمانة)

تحليـل إخبــاري -
توترات غير معلنة تؤجل المؤتمرالعام للحزب الاشتراكي
أثارت تصريحات القيادي الاشتراكي محمد المخلافي استغراب العارفين بالأسباب الحقيقية لتأجيل المؤتمر العام للحزب الاشتراكي اليمني، إلى غير أجل.. فحينما عزا المخلافي مسئولية تلك النكسة –في حديثه لصحيفة "البيان الإماراتية"- إلى ضعف الإدارة الحزبية في المكتب السياسي، والأمانة العامة، والفروع، كان يدلي فقط بنصف الحقيقية، أما النصف الآخر الذي استبدله رئيس الدائرة القانونية باسطوانة الممتلكات المحتجزة، فيتمثل في الصراع الدائر داخل الصف الأول من قيادة حزب يحتضر.
وحسب المعلومات المؤكدة فإن أجندة الأزمة التي صهرت مؤتمر الحزب تتحرك في عدة محاور، أولها الصراع على الموقع الأول، وعدم الاتفاق على تحديد شخصية الأمين، لاسيما بعد اعتذار الدكتور ياسين سعيد نعمان عن شغل هذا المنصب.
ومن جهة ثانية فقد أدى صعود قيادات الصف الثالث في الحزب إلى المواقع المتقدمة عقب حرب 1994م إلى إصابة الاشتراكي اليمني باعتلالات سياسية وتنظيمية لم يستطع معها السيطرة على الصراعات التي تعد من أبرز تراث الحزب ومآثره. ففيما تبدو التوترات داخل المكتب السياسي والأمانة العامة أقرب إلى فرن ملتهب، فقد صعدت رموز الأجنحة المتصارعة في الآونة السابقة لموعد المؤتمر العام (الملغي) مساعيها للانقضاض على موقع الأمين الذي أعلن شاغله الحالي علي صالح عباد رغبته في التنحي، بسبب ظروفه الصحية.
يضاف من جانب آخر إلى قائمة الصراعات الدور الذي يلعبه الجناح الموالي للتجمع اليمني للإصلاح، والذي عمل على صب المزيد من الزيت على موقد الشقاق الملتهب أصلاً.
وحسب متحدث اشتراكي فقد سعى حزب الإصلاح إلى تأجيل موعد انعقاد المؤتمر العام للحزب الاشتراكي، الذي كان قد تحدد في الـ28 من ديسمبر الجاري، تحت اسم (مؤتمر الشهيد جار الله عمر)، تخليداً لذكرى اغتياله قبل عامين في المؤتمر العام لحزب تجمع الإصلاح، وهو الأمر الذي كان سيضع الإصلاح مجدداً تحت سياط التناول الإعلامي، وملاحقة بعض قياداته بتهم الإرهاب.
ورغم الدعم المالي الذي يقدمه الإصلاح لحليفه الاشتراكي منذ حادثة اغتيال الشهيد (عمر)، إلاَّ أن هناك داخل قيادات الحزب من لا يزال يعارض ذلك، ويعتبره بيعاً لدم الشهيد. ويطالب المعارضون ممارسة الضغط على التجمع اليمني لإطلاق المقرات التي لا تزال تحت بسطته، عوضاً عن ما يسمونه (صدقات).
وحسب المعلومات فإن الاعتمادات المالية المقدمة من الإصلاح أثارت غضب البيض، الذي قرر وقف تمويل صحيفة "الثوري".
وفي نهاية الأمر فإن المعطيات المرئية تدل على أن الحزب الاشتراكي يمر بحالة موت سريرية مع تضاؤل فرص النجاة، لاسيما بعد اقتناع القيادات العائدة عن مد يد المساعدة لإنقاذه فضلاً عن خروج الكثير من القيادات الفاعلة من صفوفه وانضمامها إلى أحزاب أخرى ولم يتبقى في صفوفه سوى عدد قليل من العناصر التي اتسم سلوكها بالعقم على غرار (المخلافي) الذي يضيف له زملاؤه صفة (البلطجة السياسية).

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 28-يونيو-2024 الساعة: 12:36 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/17451.htm