المؤتمر نت -

إياد فاضل* -
الذكرى الـ42 للتأسيس نحو مزيدٍ من الاصطفاف والتوحد
تأتي الذكرى الـ42 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام وأنا متواجد والحمدلله في رحاب وطني منذ ما يقارب الشهرين.. وهي زيارة بعد غياب طويل كنا نرصد خلالها أياماً وسنيناً - من مكان اغترابنا - كل آلام ومعاناة شعبنا، وكانت تضيق بنا الأحوال خوفاً على وطن ما زلنا ندعو الله له السلامة ونضع آمالنا الكبيرة والعريضة في أن يخرج عاجلاً مما هو فيه من واقع مؤلم ومأساوي.

ولا ريب أننا في رحاب الوطن وبالرغم من تلمُّسنا كل أوضاعه ومعاناة شعبنا، نظل في حالة من القلق الشديد أن تسير الأمور باتجاه المزيد من المجهول، خاصة مع تلاشي أو تبخر أي أفق يمكن من خلاله النفاذ إلى مشهد يمني جديد نجده للأسف الشديد سرعان ما يتبخر وسرعان ما يدفعنا ذلك إلى انتظار أفق آخر علَّه يرتكز بقوة وصلابة للحكمة اليمانية التي لم يتم الإفادة منها بعد، بالرغم من تغنّي شعبنا بها كواحدة من أعظم موروثاته الإسلامية، ويرتكز أيضاً على الحوار المسئول الذي خاضه اليمنيون في ثمانينيات القرن الماضي، والذي انبثق منه المؤتمر الشعبي العام كآلية سياسية وضعت حداً لحالة الفوضى السياسية.

أيضاً قلقنا بالاغتراب لم يكن محصوراً على الوطن وإنما يمتد ذلك إلى حالة من الخوف على حاضر ومستقبل تنظيمنا الرائد المؤتمر الشعبي العام باني اليمن الجديد، وصاحب الإنجازات الكبيرة والعظيمة التي غيرت من وجه الحياة اليمنية.

والحمد لله لمستُ -كغيري من المؤتمريين بالمهجر الذين يزورون وطنهم- حالة إيجابية تبعث على الاطمئنان لحاضر ومستقبل تنظيمنا حيث كان لي شرف اللقاء بالعديد من المؤتمريين وكان أبرزها زيارتي للوالد الشيخ صادق بن أمين أبو راس رئيس المؤتمر، الذي كان لحديثه معنا عن الشأن المؤتمري الداخلي أن رفع من وتيرة معنوياتنا عالياً، خاصة وأن حديثه المفعم بالثقة قد أزال بعض التخوفات التي تراودنا بين الفينة والأخرى، علاوة على أن حديثه لم يخلُ من أهمية تفعيل كافة جوانب العمل المؤتمري وفي إطار من الإدارة التنظيمية المرتكزة على مُثُل وقِيَم التخطيط والتنظيم السليمين، وأما دعواته لكل المؤتمريين لا تخلو أيضاً من مفردات الاصطفاف والتوحد، باعتبار ذلك يمثل الوفاء الحقيقي لتنظيم قدَّم كل جهوده من أجل خير البلاد، وهو ما يحتّم على كل المؤتمريين الاصطفاف خلف قيادته الحكيمة، باعتبار تنظيمنا يسير اليوم في الاتجاه الصحيح المتجرد من العشوائية والارتجالية.. ومما يزيد الأمر طمأنينةً أننا نجد اليوم كل الفعاليات المؤتمرية تشاطر رئيس المؤتمر الرأي والموقف والمزيد من الاصطفاف خلف قيادته، بالإضافة إلى حالة الاستعدادية التي يبديها المؤتمريون من أجل تعزيز وترسيخ وحدتهم الفكرية والتنظيمية..
وكل ذلك يجعلني أقول إن كل هذه الإشراقات وما تحمله من مدلولات ومعانٍ عظيمة جديرة بأن تكون عنواناً أو شعاراً عريضاً لاحتفالات المؤتمريين بالذكرى الـ42 لتأسيس تنظيمهم.

فهم من خلال هذه الوحدة المتماسكة والقوية يستطيعون التعامل اليوم مع المعطيات الجديدة والمتغيرات المتواصلة على الساحة الوطنية، وكذلك تلك المعطيات التي تتبلور من يوم لآخر على صعيد المشهد المؤتمري عموماً، وهو المشهد المرتقَب الذي يحتّم على كل المؤتمريين بذْل كل ما بوسعهم من أجل تنفيذ وبلورة المنطلقات والأهداف التي قام المؤتمر من أجل تحقيقها بخطوات واثقة نحو المزيد من الاصطفاف وحتى يتم لهم تجاوز كافة التحديات الفظيعة، حيث تمكنوا خلال السنوات الماضية وبالذات منذ أحداث ديسمبر المؤسفة من تجاوز الكثير منها بعون الله ثم بعون صدق نواياهم وإخلاصهم لوطنهم وتنظيمهم.

وإزاء ما تقدم فإن المشهد القادم سيكون الأكثر إيجابيةً والأكثر تاريخيةً والأكثر تتويجاً لجهود قيادتهم الحكيمة برئاسة الوالد صادق بن أمين أبو راس، وجهود كل فعاليات المؤتمر من أجل مواصلة مسيرة الخير والعطاء التي بدأها المؤتمر في الـ24 من أغسطس 1982م.

حفظ الله اليمن..
وحفظ الله المؤتمر.

* عضو اللجنة الدائمة الرئيسية - رئيس تحرير موقع أخبار المؤتمر بنيويورك
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/176327.htm