|
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب تأسس المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس 1982م على أساس لملمة الرؤى وإخراجها وفق إطار وطني شامل وجامع تمثَّل بالميثاق الوطني الذي شكَّل بمواده مرجعية تنفيذية لبناء الدولة حيث وقد كان هذا الميثاق نتاج دراسة ورؤية شاملة أنتجتها كافة القوى الوطنية؛ أي أن المؤتمر لم يتم انعقاده آنذاك ليشكل حزباً وإنما ليشكّل رؤية وطنية تلبي احتياجات الشعب اليمني في تلك المرحلة التي كان الوطن أثناءها يعاني من اختلافات وصراعات مختلفة أدت إلى فكفكة النسيج الوطني وقوَّضت التوافقات وزعزعت الأمن والاستقرار، فكان لا بد من عقد اجتماع وطني شامل لكل مراكز القوى للخروج من الصراع القائم آنذاك وإيجاد حل يضمن استقرار الوطن والتوجه به نحو البناء، فنتج عن ذلك صياغة وثيقة توافقت عليها ووقَّعتها جميع الأطراف أُعلنت كوثيقة رسمية(الميثاق الوطني)، وتم إثْرها التوجه لتشكيل حكومة وحدة وطنية للدخول في شراكة حقيقية من قِبَل جميع القوى الوطنية للتوجه نحو العمل على إغلاق ملفات الصراع والمِضي نحو بناء الدولة. وها نحن اليوم وبعد انقضاء 42 عاماً من ذلك الاجتماع الموسع والشامل لكل القوى الفاعلة أصبحنا بأمسّ الحاجة لإعادته وعقد اجتماع شامل وموسع جديد، لا سيما والوطن يمر بنفس الظروف من الاختلافات والصراعات والتمزق الوطني الذي أودى بالوطن وسيادته وجعلت حقوق أبنائه وثرواتهم مصادَرة ومتاحة للنهب وأفقدت النخبة زمام القرار وجعلت اليمن بوضع مزرٍ لا حل له ولا خروج منه سوى بعقد مصالحة وطنية شاملة تجمع كافة الرؤى والتباينات وتنبثق عنها وثيقة وطنية جديدة تعالج كافة مخلفات الصراع القائم اليوم وتثبت مبدأ العدل والمساواة والشراكة الوطنية بين كافة أبناء الوطن وتثبت دعائم تضمن عدم الانزلاق إلى صراعات جديدة وتلبي تطلعات الشعب اليمني، وصياغة دستور وطني جامع يضمن حقوق وواجبات الجميع دولةً ومواطناً. ونحن إذ نعتبر إطلالة هذه الذكرى مناسبة لاستذكار أهمية المصالحة الوطنية كوسيلة فاعلة في حل المشكلات ومعالجة مواضع الخلاف وحلحلة الصراعات لنؤصلها كقانون يجب الرجوع إليه عند كل خلاف ولتكن نتائجه يمنية يمنية يصيغها الجميع بناءً على قناعة وطنية وبما ينفع الوطن والمواطن ومن مبادىء خالصة الولاء للوطن وحسب دون التأثر أو التبعية لأي جهات أو أجندة، هدفه فقط مصلحة الوطن وسيادته وخدمة الشعب وتحقيق تطلعاتهم.. وبناءً على ذلك يتحتم عليَّ أن أدعو كافة القوى الوطنية للاحتذاء بتلك التجربة الوطنية وسرعة التوجه مجدداً لعقد مصالحة وطنية شاملة تخرج باليمن من وضعه القائم اليوم وتنهض به من براثن الاختلافات والنزاعات والتوجه نحو مشهد جامع لكافة القوى يمضون من خلاله لبناء يمن جديد آمن مستقر مزدهر. * عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام |