أنديتنا وموضة الاحتراف يظل الإعداد العام لكل فريق قبل انطلاقة الدوري من الحقائق المسلم بها من أراد المنافسة والبقاء في حزمة الأضواء، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، لكن المواسم الأخيرة أطلت علينا بطلةٍ جديدة، وهي موجة الاحتراف، والسؤال العريض هل فهمتْ أنديتنا معنى الاحتراف؟ وهل ملاعبنا مناسبة لإنشاء دوري أقرب من دوري النجوم بالشقيقة قطر؟ وهل إمكانيات الأندية قادرة لاستقطاب ما يهذب العطش، ويدخل الفرح؟ وهل، وهل.. من الاستفهامات. أنا وفي حد تعبيري الشخصي المتواضع، أجد أن الاحتراف الحالي لا يبتعد عن موضة من موضات هذه الأيام لأنَّّ القادم إلينا من اللاعبين لتغذية صفوف فرقنا المحلية، وخصوصاً من الأماكن الأقل تسعيرة، وبعضها غير قابل للاستهلاك إطلاقاً لا يتعدى إضافة اسم بين أسماء الفريق سواءً كان أساسياً، أو على رأس قائمة البدلاء، لأنَّ قاعدة الاحتراف تقف مستندةً على سد الفراغ الشاغل في صفوف الفريق مع ضرورة أن يكون القادم بالعملة الخضراء قادراً على قلب النتيجة وشقلبة عَّداد الساعة الإلكترونية في أي لحظة من لحظات اللقاء. لكن السائد عندنا أن المحترف هو القادم إلى صفوف الفريق لسد العوز في أي خط من خطوطه بغض النظر عن المستوى الفني لهذا اللاعب، ومستوى تميزه. ليظل القادم إلينا بعيداً كل البعد عن معنى محترف، إلاّ بالاسم والجنسية أمام حقيقة ما يقدمه هذا المحترف أوذاك لا يتعدى أحياناً مستوى اللاعب المحلي، وقد يقل عند بعض المحترفين عن المستوى الفني للاعبنا المحلي. فلماذا يظل مكتوباً على أنديتنا احتراف المتردية والنطيحة، وما أكل السبع؟! وهل حكمة الإدارات في هذه الأندية أن يقول الآخرون: لديهم محترف سوداني وآخر عراقي، وثالث صومالي ورابع قادم في الطريق تحت أنقاض الزلزال الأخير!! ومع ذلك أتمنى أن يفعل الاحتراف وذلك بدءاً بالاحتراف الداخلي من أجل تحسين المستوى المعيشي للاعب اليمني. هذا من جانب، وكون الفارق الفني في المواسم الماضية لا يختلف بين اللاعب المحترف والمحلي، وحتى تعود أموال الأصحاب السعادة في إدارات الأندية في الطريق الأسلم لرفع مستوى اللاعب المحلي قبل أن ننظر للاحتراف ولإمكانيتنا كمحترفين. |