![]() |
قميص يحمي مرضى الصرع من النوبات المفاجئة ابتكر فريق بحثي من جامعة مونتريال الكندية قميصاً طبياً ذكياً قادراً على مراقبة المؤشرات الحيوية للجسم واكتشاف نوبات الصرع في الوقت الحقيقي، ما يتيح التدخل الفوري ويقلل المخاطر على حياة المرضى. وأوضح الباحثون أن هذا الابتكار يمثل خطوة مهمة نحو المراقبة الذاتية الذكية لمرضى الصرع، في تطورٍ واعد قد يُغيّر حياة ملايين المرضى حول العالم. ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «Epilepsia Open». ويُعد الصرع أحد أكثر الاضطرابات العصبية المزمنة انتشاراً في العالم، إذ يصيب نحو شخص من كل 100 حول العالم. ويتميز المرض بحدوث نوبات متكررة ناجمة عن تفريغات كهربائية مُفرطة في الدماغ، تؤدي إلى تشنجات وفقدان الوعي، وقد تُسبب أحياناً إصابات جسدية خطيرة أو توقف التنفس. ويعتمد علاج المرضى عادةً على الأدوية المضادة للنوبات، ورغم فاعليتها لدى معظم الحالات، فإن نحو ثُلث المصابين لا يستجيبون للعلاج، بينما تظل الخيارات الجراحية محدودة النجاح. ووفق الباحثين، فإن القميص الجديد مزوَّد بمجموعة من الحساسات الدقيقة تشمل أقطاباً كهربائية لقياس نشاط القلب، وأحزمة تنفسية لمراقبة حركة الصدر والبطن، ومُستشعراً ثلاثي المحاور لاكتشاف الحركات غير الطبيعية. ويقوم النظام بتحليل البيانات، في الوقت الفعلي؛ لتحديد الأنماط الفسيولوجية المرتبطة بالنوبات، مثل تسارع ضربات القلب، واضطرابات التنفس، أو الارتجاف العضلي. وعند رصد نوبة، يمكن للقميص إطلاق تنبيه فوري للمريض أو ذويه أو الأطباء؛ لتقديم المساعدة بسرعة. وأظهرت الدراسة أن القميص الذكي تمكَّن من اكتشاف نحو 66 في المائة من نوبات الصرع بدقة عالية، وذلك من بين الحالات التي خضعت للاختبار في بيئة سريرية مراقبة. واستخدم الباحثون نظاماً متعدد الحساسات لتحليل التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للنوبات، وجرى التحقق من النتائج بمقارنتها مع تسجيلات الفيديو وتخطيط كهربية الدماغ (EEG) للتأكد من دقة الرصد. وأشارت النتائج إلى أن القميص استطاع تمييز الأنماط الحيوية المميزة للنوبات، مثل الارتفاع المفاجئ بمعدل ضربات القلب، واضطرابات في التنفس تتراوح بين التوقف المؤقت والتنفس السريع، إضافة للحركات الجسدية الإيقاعية التي تُرافق النوبات التشنجية. أما معدل الإنذارات الكاذبة فكان منخفضاً نسبياً، إذ سُجّل إنذار واحد، كل يومين تقريباً، معظمها ناجم عن حركات بدنية قوية تشبه أنماط النوبات. وبعد تحسين خوارزميات الذكاء الاصطناعي، انخفض المعدل إلى إنذار واحد كل 4 أيام. ونوّه الفريق بأن التقنية الجديدة قد تُحدث فرقاً كبيراً في جودة حياة المصابين بالصرع وأُسرهم، إذ يمكن للأطفال النوم بأمان دون قلق ذويهم من النوبات الليلية، كما تمنح البالغين استقلالية أكبر، وتخفف العبء عن مقدمي الرعاية لكبار السن. ولا يقتصر دور القميص الذكي على الصرع، إذ يدرس الباحثون حالياً استخدامه في مراقبة اضطرابات القلب والتنفس، مثل عدم انتظام ضربات القلب وانقطاع النفس أثناء النوم.*وكالات |

