مدرهه الحجيج.. تقليد يمني لليمنيين طقوسهم الخاصة في الحج من خلال توديع الحجاج أو استقبالهم, ومما جرت عليه العادة في مثل هذه المناسبات الدينية ان تكون الطقوس المصاحبة لها دينية إلى حد ما, فالحاج عندما يقرر التوجه لأداء فريضة الحج يبدأ أقاربه وجيرانه وأصحابه بالتوافد إلى منزله ويجلسون مع بعضهم بعضاً في جلسات تسمى "مجابرة" لا تخلو من القات وتبادل أطراف الحديث في أمور الحج, ثم يستمع الجميع إلى أناشيد مدح للحج وللحجيج. ويروي الحاج احمد عبدالله السهيلي (65 عاماً) أن "طقوس توديع الحجيج واستقبالهم كانت تستمر شهراً وأحياناً أكثر عندما كانت الرحلة طويلة وتتم على ظهر الدواب, أما حالياً فصارت الرحلة تتم في السيارات والطائرات وأصبحت تلك الطقوس تقتصر في أيام قليلة لا تتجاوز الأسبوع, وطقوس الاستقبال تكون ممزوجة بالشوق والفضول لمعرفة أخبار الحجيج والأمنيات والدعاء بسرعة عودتهم ويتم التعبير عن ذلك بأناشيد مصاحبة للمدرهه (المرجيحة) التي أصبحت موجودة في كل حارة وقرية ومدينة يمنية. ويتم نصب المدرهه في حوش (فناء) المنزل أو في باب المــنزل نفســـه عند العتبة ويتناوب على التمرجح عليها الصغار والنساء في الصباح والرجال في المساء وتصاحب عملية التمرجح موشحات وأهازيج وأناشيد وأدعية دينية. وتؤدى الأهازيج والأناشيد بصوت عذب متناغم هو اقرب إلى الغناء الا انه لا يصاحبه أدوات موسيقيه ويؤديها أشخاص معروفون على مستوى الحارة أو القرية والمدينة ويتم استدعاؤهم إلى منزل الحاج لإقامة تلك الطقوس وذلك عندما يجتمع الجيران والأصحاب من الرجال وقد يرددون وراء ذلك النشاد "المسبح" أما عندما يكون الاجتماع عائلياً مقتصراً على أهل الحاج فقط فالرجال والنساء ممن يقومون بالتمرجح على المدرهه يرددون الأناشيد والأهازيج بالتناوب فالرجل يقول البيت الأول والمرأة تردد وراءه أو العكس. |