المؤتمر نت -
أكبر مسجد بألمانيا يستقبل رواده مطلع 2007
على مساحة نحو 2400 متر مربع في ولاية شمال الراين غرب ألمانيا يجري حاليًّا العمل على قدم وساق لبناء أكبر مسجد في البلاد بدعم مالي من الحكومة الألمانية والاتحاد الأوربي والمنظمات الإسلامية العاملة في هذا البلد.
ويقام المسجد الكبير في شارع فاربروك بحي ماركس لوه بمدينة ديسبورج ليحل محل مسجد قديم كان تابعًا للاتحاد التركي الإسلامي (ديتيب) الذي رأى ضرورة بناء مسجد ضخم يتناسب مع الزيادة الكبيرة في تعداد الأقلية المسلمة بالمدينة، حيث سيتسع المسجد الجديد لنحو 3000 مصل، وقد بدأ العمل فيه أوائل عام 2004 إثر هدم المسجد القديم، ومن المقرر الانتهاء من بنائه مطلع عام 2007.
تزايد الأقلية المسلمة
وقال "محمد يلديريم" الأمين العام للاتحاد التركي الإسلامي: "رأت الأقلية المسلمة بمدينة ديسبورج أن المسجد القديم لم يَعُد يتناسب مع الزيادة الكبيرة في تعدادها، ومن ثَم قررت بناء مسجد جديد، وقد سعى الاتحاد لجمع التبرعات ومحاولة استمالة مسئولي الحكومة لدعم المشروع".
وتابع في تصريح لصحيفة "نورد راين تسايتونج" الألمانية يوم 29-1-2005: "وبالفعل وجهت 875 جمعية ومؤسسة إسلامية بجميع أنحاء ألمانيا تبرعاتها لإنجاز هذا المشروع الضخم، وقد تم هدم المسجد القديم أوائل عام 2004، حيث بدأ العمل في المسجد الجديد الذي سينتهي إنشاؤه مطلع 2007". مشيرًا إلى أن هذا المسجد يتم بناؤه على الطراز العثماني مع بعض التأثيرات البيزنطية المتمثلة في القباب العالية (القبة الرئيسية 23 مترًا، والمئذنة 34 مترًا) والمساحات الواسعة.
الحكومة والاتحاد الأوربي
وقد وقع "ميخائيل فيسبر" وزير التعمير بالولاية (حزب الخضر) يوم 28-1-2005 في حضور 300 شخص تفويضًا من عمدة المدينة "أدولف ساورلاند" بالشروع في تنفيذ مشروع دار المناسبات والأنشطة الملحقة بالمسجد على مساحة ألف متر والذي سيبدأ العمل فيه في شهر مارس 2005 على أن يتم الانتهاء منه مطلع 2007.
وأكد الوزير أن المبلغ المخصص لدعم مشروع دار المناسبات أهدي من الحكومة الألمانية والاتحاد الأوربي، ووصلت قيمته إلى 3.160.143 يورو (أي ما يعادل 4.1 ملايين دولار أمريكي)، وأشار إلى أن هذا الدعم يأتي في إطار العمل على تقريب المسافة بين أصحاب الديانات المختلفة التي يشملها المجتمع الألماني.
"معجزة ماركس لوه"
من جانبه قال "أدولف ساورلاند" عمدة المدينة للصحيفة الألمانية: "من يأتي إلى بلد أجنبي بهدف الإقامة لفترة قصيرة لا يبنى بيتًا لله بهذا النظام الرفيع. سيكون المسجد الأكبر من نوعه في ألمانيا".
وتابع: يمكن أن يطلق على المشروع "معجزة ماركس لوه" وهو الحي الذي يقام فيه المسجد الجديد.
ويُعَدّ حي ماركس لوه من الأحياء التي صبغها المهاجرون بكياناتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وخاصة المهاجرين ذوي الأصل التركي الذين حضروا إلى ألمانيا في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وامتدت جذورهم في هذا الحي حتى صار وطنهم الثاني.
وفي شارع فاربروك -حيث يجري العمل في المسجد الجديد الآن- توجد أقدم وأكبر أقلية مسلمة في مدينة ديسبورج، ويضمها الاتحاد التركي الإسلامي "ديتيب" الذي تأسس عام 1985، وقد سعى أعضاؤه من بداية تأسيسه إلى إقامة علاقات طيبة مع مسئولي الولاية، وبالفعل نجحوا إلى حد كبير.
كما أقامت هذه الأقلية علاقات تعاون وصداقة وجوار مع السكان الأصليين انعكست على الترحيب الواضح بمشروع بناء المسجد الجديد.
وكان المسجد التابع للاتحاد -على مدار 20 عامًا- مقرًّا ومركزًا للتبادل الثقافي وملتقيات أصحاب الديانات المختلفة.
ومن أجل أن يتناسب المكان مع كونه مكان عبادة وفي نفس الوقت ملتقى للنشاطات العالمية المتعددة والمختلفة تم هدم المسجد لإقامة آخر كبير يشمل دارًا للمناسبات.
التعايش مع الآخرين
وقد تم الإعداد لمشروع دار المناسبات والمؤتمرات الملحق بالمسجد من خلال مناقشات مكثفة بين شخصيات من مؤسسات دينية ومساجد ومسئولين فى الحي والمدينة وممثلي الكنيسة والمهتمين من العامة والعلماء استمرت لنحو عامين.
ومن أجل تنمية ثقافة التعايش مع الآخر في هذا الحي العتيق راعت الجهات المسئولة عن المشروع العناصر المختلفة للبناء والمجتمع، وعملت على دمجها معًا لإخراج أهم مشروع حكومي فى إطار شكل معماري إسلامي.
وتتيح دار المناسبات للمرة الأولى منطقة مفتوحة للحوار، ومن خلالها تخاطب الأقلية المسلمة في المدينة جيرانها من الديانات الأخرى، وتقدم عروضًا تعليمية وخدمات ورعاية للنساء والمسنين من المهاجرين والمهاجرات.
كما يمكن لغير المسلمين أيضًا الانتفاع بهذه الدار، وما تقدمه من خدمات بهدف تنمية وتقوية "التعايش مع الآخر".
وستضم الدار أيضًا بجانب دار المناسبات مركز معلومات إسلاميًّا بالتعاون مع متخصصين من جامعة "ديسبورج- إيسين"، ومقهى للإنترنت وقاعات للمؤتمرات والقراءة.
الحكومة والمساجد
ولا تُعَدّ هذه المرة الأولى التي تدعم فيها الحكومة الألمانية بناء المساجد على أرضها، حيث شهد تاريخ المسلمين في ألمانيا منذ القرن الثامن عشر العديد من المساهمات من المسئولين في دعم بناء المساجد للأقلية المسلمة آنذاك، بهدف خدمة الجنود الأتراك الذين استوطنوا في ألمانيا بعد فشل الحملات العثمانية على النمسا في نهاية القرن السابع عشر.
أما في العصر الحديث فتحصل الهيئات الإسلامية المعترف بها على دعم حكومي لبناء المراكز التابعة لها والتي تشمل عادة أماكن للصلاة، وأحيانًا تكون مساجد مستقلة، وهو ما يكفله الدستور الألماني الذي ينص على حرية الدين والعقيدة، وضمان الدولة لممارسة الأقليات الدينية لشعائرها دون عوائق أو عقبات.
ويصل عدد المساجد وأماكن الصلاة بألمانيا إلى 2200 مسجد ومصلى تابعة في معظمها لمؤسسات دينية تركية نتيجة للعدد المتنامي للمسلمين الأتراك الذين يمثلون غالبية الأقليات المسلمة بأوربا. ويشار إلى أن أقدم مسجد بالبلاد باق إلى الآن منذ بنائه هو مسجد "الطريقة الأحمدية" في برلين الذي تأسس عام 1924.
ويبلغ عدد المسلمين في ولاية شمال الراين 650 ألفا، أي حوالي 3.5% من تعداد السكان في الولاية، وفي نفس الوقت ثلث عدد المسلمين في ألمانيا؛ ولذا فإن الكثافة السكانية للمسلمين في الولاية تُعَدّ الأكبر من نوعها في البلاد.
وتتكون ألمانيا من 16 ولاية، 9 في قسمها الغربي و7 في قسمها الشرقي، ويتركز المسلمون -الذين يقدر عددهم بنحو 3.2 ملايين مسلم من بين 82 مليونًا هم إجمالي عدد السكان- في الولايات الواقعة في القسم الغربي من البلاد.
المصدر-إسلام أون لاين.نت

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 05:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/18952.htm