التعليم الديني لمواجهة التنصير بتركيا دعا أكاديمي تركي إلى زيادة الجرعة الدينية في مراحل التعليم الأساسي والمتوسط وتشجيع الشباب على الالتحاق بالكليات الدينية، مؤكدا أنه السبيل لمواجهة خطط وبرامج المنظمات التنصيرية الدولية التي نشطت في البلاد بصورة غير مسبوقة، وأسفرت عن تنصير آلاف المسلمين في السنوات القليلة الماضية. وجاءت هذه الدعوة على خلفية تحذير قمص عاد للإسلام مؤخرا من محاولات منظمات تنصيرية دولية توجهها أهداف سياسية منها إحداث فتنة طائفية و"تحويل تركيا لدولة مسيحية". وقال الدكتور "هدايت آيدار" الأستاذ بكلية إلالهيات-(الدراسات الدينية)- بإستانبول أمس الجمعة : إن هناك عددا من المقترحات يجب تنفيذها لإعاقة عمل المنظمات التنصيرية العاملة في تركيا. وأوضح آيدار أن من بين هذه المقترحات "زيادة الساعات المخصصة للدروس الدينية بمراحل التعليم الأساسي والمتوسط، وتشجيع الشباب على دخول ثانويات الأئمة، وزيادة الأعداد الملحقة بكليات الإلهيات ورفع مستواها". وأضاف: "كما يجب أن يثير الإعلام ويركز على مسألة انتشار الأعمال التنصيرية من خلال إعداد البرامج والمسلسلات والأفلام والموضوعات الصحفية التي تعمل على توعية أفراد الشعب بخطورة هذه المنظمات وتعرفها أساليبها للوصول إلى المسلمين". كما دعا آيدار إلى "سرعة تفعيل قسم ثقافة الأديان الذي أنشئ داخل كلية إلهيات بإستانبول بحيث يكون ممكنا تدريس الأديان الأخرى لجانب الإسلام بشكل صحيح وتنشئة باحثين على درجة كافية بمعرفة اللغات الأجنبية". وأكد كذلك "على ضرورة الاهتمام بتغيير المفاهيم الخاطئة عن الإسلام لهؤلاء الذين يصفون أنفسهم بالعلمانيين في تركيا. خصوصا أن أمثال هؤلاء وأبنائهم يمثلون هدفاً للأنشطة التنصيرية نتيجة لعدم تحصنهم بمعلومات وثقافة دينية إسلامية أو لوجود مفاهيم خاطئة لديهم عن الإسلام". وكشف "إلكر شينار" القمص والمنصر المسيحي التركي الذي عاد إلى الإسلام مجددا قبل نحو أسبوعين عن خطط وبرامج ذات أهداف سياسية تنفذها منظمات تنصيرية دولية في البلاد أسفرت عن تحويل آلاف المسلمين إلى المسيحية. وفى مؤتمر صحفي يوم 2-2-2005، طالب "شينار" الجهات التركية المختصة بتوفير الأمن اللازم له حيث يتلقى تهديدات يومية بالقتل منذ إشهار إسلامه قبل نحو أسبوعين. وحول الدوافع والأسباب التي دفعته إلى العودة إلى الإسلام بعد أن وقع في شرك المنصرين قال شينار -37 عاما- بأن تعليمات وردته بتكثيف العمل والنشاط التنصيري المسيحي في قطاع الطائفة العلوية وأكراد تركيا كانت الدافع الحقيقي لإشهار إسلامه؛ حيث تبين له بأن "عمل المنظمات التنصيرية الدولية لا علاقة له بنشر دين، ولكن هو عمل سياسي يسعى لزرع الفتنة والشقاق والتناحر، ثم الصدام بين عناصر الشعب الواحد". وتابع "لم يكن قلبي مرتاحاً لما يحاك ضد الوطن فاخترت الطريق الصحيح". وفى رده على سؤال عن الهدف السياسي الذي تنشط من أجله المنظمات التنصيرية المسيحية الدولية بتركيا، قال إن "هؤلاء القتلة يسعون للقضاء على الوطن والدولة التركية وإفساد التناغم العرقي والمذهبي المشهورة به تركيا عبر التاريخ ويرغبون في تحويل تركيا لدولة مسيحية". والعلويون في الأصل هم طائفة خرجت من الشيعة تسمى "النصيرية"، وتعرف "الموسوعة الميسرة في الفرق والأديان المعاصرة" الـنصـيـريـة على أنها "حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة، أصحابها يعدون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجود جزء إلهي في سيدنا علي (كرم الله وجه)". وأكد "شينار" في مؤتمره الصحفي الذي وجد صدى واسعا لدى وسائل الإعلام التركية المقروءة على مدار اليومين الماضيين بأنه يشعر بكل حزن وأسف شديد على المشاركة في تنصير وإخراج آلاف من المسلمين بتركيا من الإسلام في السنوات القليلة الماضية وخاصة الشباب صغار السن في مناطق مثل هكارى وشيرناق ووان وبتليس وكليس وهى من المناطق التي تسكنها كثافة سكانية من أصول عربية وكردية. ودعا كل المسلمين في تركيا إلى مواجهة المخطط التنصيري المسيحي الذي قال بأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقف وراءه وتسانده، وأنه قد علم بأن مسألة إسلامه قد وصلت لأروقة وزارة الدفاع الأمريكية. وعن خطط وأساليب عمل المنظمات التنصيرية على أرض تركيا أوضح "شينار" أن الكنيسة البروتستانتية الدولية التي كان قد عين بها قمصا ومنصرا بعد تخرجه في أكاديمية الإنجيل بمركز طرسوس في عام 2002، "تعتمد على إمكانيات لا حدود لها وأسلوب طويل النفس وصبر، مستخدمة كل أنواع التأثيرات المادية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية وفى إطار منظم من أجل جذب الشباب صغار السن ضعفاء الحس الوطني، أو هؤلاء الذين لم تكتمل شخصيتهم ونضوجهم العقلي والنفسي". أما عن كيفية تنصيره هو شخصيا حيث ينتمي لعائلة تركية وأصول إسلامية فأجاب "شينار" أنه حين كان في عمر السابعة عشرة وكان طالبا بالمرحلة المتوسطة سقط في أيدي مدرس ومنصر اقترب منه بكل ود ومن خلال تقديم المساعدات الدراسية له فوقع في شرك التنصير عام 1987 وبعدها ألحقته الكنيسة البروتستانتية بأكاديمية الإنجيل بمركز طرسوس حيث درس اللاهوت وطرق التنصير لمدة 9 سنوات. وكان تقرير للجيش التركي صدر أواخر عام 2004 وحمل عنوان "الأنشطة التنصيرية في تركيا والعالم"، قد حذر من وجود خطة لتنصير 10% من الشعب التركي بحلول عام 2020 مستغلة الفراغ الروحي الذي يعاني منه الشباب التركي نتيجة جهله بالشعائر الأساسية للدين الإسلامي. وقال التقرير إن "15 ألف تركي تحولوا إلى الديانة المسيحية، وإلى طوائف مثل البهائية، خلال السنوات القليلة الماضية". وأضاف أن 185 مسلماً تحولوا بشكل رسمي إلى المسيحية، وواحد فقط إلى اليهودية خلال السنوات الثلاث الماضية. ويقدر عدد سكان تركيا بـ 71 مليون نسمة، 99% منهم مسلمون غالبيتهم العظمى من السنة، وبحسب وزارة الخارجية الأمريكية يوجد مابين 5 إلى 12 مليون علوي في تركيا. وفي ظل غياب إحصاءات دقيقة، فإن بعض التقديرات تشير إلى وجود حوالي 65 ألف أمريكي مسيحي أرثوذكسي في تركيا و25 ألف يهودي، وما بين 3000 إلي 5000 من اليونانيين المسيحيين الأرثوذكس، وتتمتع هذه المجموعات الثلاث بوضع قانوني خاص بناء على معاهدة لوزان عام الموقعة عام 1923. وتضم تركيا ذات الأغلبية المسلمة أيضاً أتباعا للمذاهب الشرقية للديانة المسيحية منهم 3000 مسيحي بروتستانتي، وأعداد من الكلدانيين، والروم الكاثوليك، والمسيحيين المارونيين. وتضم تركيا 69 كنيسة غير رسمية. المصدر اسلام اون لاين |