شرق أوربا أرض خصبة للدعوة الإسلامية أكد مسئول باتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا أن منطقة شرق أوربا أرض خصبة للدعوة الإسلامية، وطالب المشايخ والدعاة المعروفين بتوجيه جانب من نشاطهم لهذه المنطقة التي تمتد جغرافيا لتشمل أكثر من 18 دولة. وأوضح الدكتور "أيمن علي سيد أحمد" مدير مكتب شرق أوربا بالاتحاد أن "عدد المسلمين في دول شرق أوربا يتجاوز 35 مليون مسلم، كلهم من أهل البلاد الأصليين، عدا أقل من نصف مليون من الوافدين من ذوي الأصول العربية". وقال: "حينما نتكلم عن مسلمي شرق أوربا، فإننا نتكلم عن أغلبيات- وليس أقليات- في بعض الدول مثل ألبانيا، وكوسوفا، والبوسنة والهرسك، ومقدونيا، أو نتكلم عن أقليات كبيرة مؤثرة في بلغاريا وأوكرانيا وروسيا الاتحادية". وفى حوار لـ"إسلام أون لاين.نت" الخميس 3-2-2005، قال أيمن إن "الجهود الدعوية... لا بد أن تنصب على الحفاظ على هذا التواجد الإسلامي القوي وترسيخه وتمكينه من التعريف بالإسلام، ومن ممارسة الإسلام فعليًا في حياة الناس، والدعوة إلى قيمه الإنسانية والحضارية". واتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا هو أوسع المؤسسات الإسلامية انتشاراً في القارة العجوز؛ إذ يضم في عضويته مؤسسات دعوية عامة وتخصصية كالمؤسسات الشبابية والطلابية والنسائية وبعض المؤسسات المهنية فيما لا يقل عن 28 قطراً أوربياً. وتعتبر مؤسساته الأعضاء في فرنسا الأكبر والأوسع، كما قام بإنشاء مؤسسات أوربية مركزية تخصصية تقدم خدمات كبيرة للمسلمين في أوربا وهي اليوم مؤسسات كبرى قائمة بذاتها مثل المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية وهو مؤسسة تعليمية وله فروع ثلاث في فرنسا وفي بريطانيا. كما أنشأ الاتحاد المنتدى الإسلامي الأوروبي للشباب والطلاب – وهو مؤسسة تضم اليوم أكثر 40 مؤسسة شبابية وطلابية قُطرية على الساحة الأوروبية، والرابطة الأوربية للأئمة والدعاة و الرابطة الأوربية للمرأة المسلمة. وعن ملامح العمل الدعوى في شرق أوربا يرى أيمن أن "ينصب في إعادة وترسيخ الهوية الإسلامية لتلك البلاد، بما يخدم الساحة الإسلامية عريضة التواجد هناك ويمكنها من أداء المواطنة الحقيقية للدول المختلفة، بما يعكس صورة الإسلام الصحيحة". وشدد على أهمية أن يقوم مشايخ ودعاة معروفون بالعمل الدعوى في شرق أوروبا مثلما يركزون على العمل في أوروبا الغربية. وقال: " أوجه دعوة لكل العلماء والمشايخ، والمتخصصين في كل الجوانب الحياتية الأخرى، للقيام بزيارات مستمرة لدول شرق أوروبا، والعمل على تأهيل الكادر الإسلامي لكي يتبوأ موقعه في تلك البلاد". كما شدد على أهمية "عقد مؤتمرات إسلامية دولية في دول شرق أوربا لرفع درجة الوعي الإسلامي ولجمع المسلمين في مثل هذه الملتقيات، وإن كنت أتصور أن هناك عددا من الاعتبارات تجعل ذلك صعبًا إلى حد كبير وأهم هذه الاعتبارات هو الاعتبار الأمني"، مشيرا إلى أنه بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في أمريكا، كان هناك تضييق واضح على المسلمين والعاملين في العمل الدعوى. وطالب مدير مكتب شرق أوربا باتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا بـ "دعم المرجعيات الإسلامية الرسمية (المشيخات الإسلامية) الموجودة في تلك البلاد وتقويتها كمرجعية فعلية للمسلمين في تلك البلاد، وتشجيع استرداد وتكوين أوقاف للمسلمين في تلك البلاد، مع التركيز والاهتمام بعنصر الشباب". ولفت إلى أن "أوربا الشرقية وقعت تحت الاستعمار الفكري الشيوعي لعشرات السنوات، وبالتالي همشت عن موطن التأثير العالمي في العقود الست الماضية". وأضاف أن منطقة شرق أوربا سقطت لفترة من الحسابات الدعوية لـ"سبب تاريخي يرجع إلى سقوط الخلافة الإسلامية التي كانت واسطة العقد فربطت الجزء الأساسي وهو دول الشرق الإسلامي بالأطراف التي تمثل دول وسط آسيا ودول شرق أوربا، وحينما سقطت الخلافة انفرط هذا العقد، فضاعت هذه البلاد وراء أسوار الشيوعية". وعن أفضل الأساليب للتواصل مع مسلمي دول شرق أوربا قال أيمن: "أفضل الأساليب للتواصل معهم، هو أن نبدأ اهتمامنا بهم كمسلمين من حيث تبدأ اهتماماتهم، لا من حيث تبدأ اهتماماتنا الخاصة، وأفضلها على الإطلاق أن نؤهلهم لكي يقوموا بالدور المطلوب منهم، وأن نجهد أنفسنا في ذلك بدلاً من أن نقوم بالدور نيابة عنهم". وقال إن "أسلوب الدعوة في شرق أوربا إجمالاً يعتمد على تأهيل المسلمين المحليين من أبناء تلك البلاد للقيام بمسئولياتهم من خلال عدة مشروعات". وأوضح أن أول هذه المشروعات هو "مشروع التواصل المجتمعي وأسميناه التناغم الاجتماعي ويهدف إلى أن يعيش المسلمون الملتزمون في تلك البلاد واقع بلادهم، فيشاركون مشاركة إيجابية من خلال مشروعات نموذجية ناجحة، في تلبية احتياجات المجتمع المستهدف". وأضاف أن هناك مشروعا آخر وهو "إعداد الرموز الإسلامية في المجالات الشرعية والقيادات الجماهيرية وقيادات المؤسسات الإسلامية والقيادات التربوية". وأشار إلى "مشروع التأهيل والتطوير ونهتم فيه بتطوير وتأهيل المؤسسات الإسلامية القائمة في شرق أوروبا عبر آليات التعليم المستمر". ومن ضمن مشروعات الدعوة في شرق أوروبا كذلك المشروع الإعلامي وأحد أدواته -بحسب الدكتور أيمن- مواقع الإنترنت الناطقة بلغات شرق أوروبية التي تعرف بالإسلام في مختلف البلاد، فضلا عن حركة الطباعة والنشر بلغات شرق أوروبا المختلفة، والتي قارب عدد العناوين المطبوعة فيها أكثر من 500 عنوان. |