متطرفون مغاربة يستغلون الدين لإقامة علاقات "غيرشرعية" كشفت التحقيقات التي أجراها القضاء المغربي في استجواب "المتطرفين" المتهمين على خلفية تفجيرات الدار البيضاء، عن وجود ظاهرة غريبة وخطيرة، وإن كانت أبعادها ومدى انتشارها غير معروفة إلى حد الآن، حيث اعترف بعض المشتبه بهم أنهم متزوّجون من أكثر من امرأة لكن بدون عقد زواج، والسبب عدم اعترافهم بالقوانين الوضعية. وقد كشفت جمعية تعني بشؤون "الأمهات العازبات" وجود حالات كثيرة تزوجت في إطار ظاهرة ما أصبح يعرف بـ "زوّجتك نفسي على سنة الله ورسوله"، أي الزواج بالفاتحة دون شهود وبلا عقد، أي زواج بدون أي وثيقة قانونية تضمن للطفل المولود حق النسب وللأم الحق في النفقة لرعاية طفلها في حال الطلاق. وتقول (مباركة) إحدى ضحايا ظاهرة "زوجتك نفسي"، التي تعيش حاليا ضمن تلك الجمعية أن "متطرفا" أقنعها بأن الزواج بواسطة عقد رسمي هو "بدعة محرمة"، وأكدت مباركة أن سبب قبولها بذلك الزواج هو رؤيتها لذلك الرجل وهو يواظب على الصلاة ورجوعه إلى الكتاب والسنة في كل الأمور لإقناعها بقبول الزواج وتسلل الطمأنينة إلى قلبها. وبعد انقضاء عامين على الزواج وعندما حملت مباركة طلب منها "زوجها" الإجهاض، "ولما رفضت تخلّى عني وعن ابنتي، صحيح أنني أخطأت لأنني وثقت فيه، ولم أعط أي اعتبار للقانون، لأنه كان يقنعني بآيات قرآنية وبأحاديث نبوية، لسنا بحاجة إلى أي عقد، لأن الله شاهد علينا وعلى زواجنا، وكان كلما يريد يمارس الجنس يقنعني بآيات قرآنية". وتضيف (مباركة) والدموع تغالب عينيها "ما حصل لي جعلني أكره كل الملتحين، ودفعني إلى نزع الحجاب لأن تلك اللحية كانت بالنسبة لي مجرد قناع لإخفاء نزعات شر لدى هؤلاء، ووسيلة من وسائل الإغراء لبلوغ أهدافهم". ولم تكن (مباركة) هي الضحية الوحيدة التي تخلت الحجاب، بل أغلب الضحايا اللواتي تم لقاؤهن فعلن ذلك ولنفس الأسباب التي ذكرتها مباركة. ومن ضمن الحالات القليلة التي قبلت البوح بسرّها لـ"العربية.نت" فتاة قاصر اسمها نوال (16 عاما)، حيث اضطرها وضعها الاجتماعي للعمل كخادمة في بيت أناس كانت تظنهم ملتزمين دينيا، فاغتصبني الابن البكر للعائلة، وهو ملتزم ولديه لحية، وعندما أخبرت أمه لم تصدقني وردت أن ابنها يعرف حدود الله وبعدها تزوّج، فبدأ أخوه الصغير بالاعتداء عليّ، وهو أيضاً ملتحٍ وملتزم دينياً وبقي يمارس الجنس معي إلى أن حملت فطردوني عندها من المنزل". وترى المساعدة الاجتماعية سعاد الطاوسي (جمعية التضامن النسوي) أن ظاهرة (زوجتك نفسي) تعد استغلالا للدين، "لإضفاء الطابع الشرعي على علاقة غير شرعية لعدم قدرة الملتحي على ربط علاقة عادية مع فتاة يتم استقطابها من خلال تكفير محيطها الاجتماعي للانفراد بها واستغلالها، ويتم هذا الزواج بدون عقد نظراً لرفض ما يسميه بالطاغوت أي السلطات، ويوهمها بأن الشاهد الوحيد هو الله على هذه العلاقة وتنتهي كما بدأت بطلقتك نفسي". وعبرت الطاوسي عن أسفها وأساها لمعاناة تلك النسوة البسيطات اللواتي لم ينلن تعليما كافيا ومعرفتهن بالدين بسيطة مما أضاع عليهن حقوقهن، "إلى حدّ الآن لم نتوصل إلى حل المشكلة الاجتماعية لضحايا زوجتك نفسي لاعتبار أن أغلب الآباء داخل السجون، وكذلك حتى الذين نصل إليهم يتم الرفض بشكل عنيف، لأنه يعتبر طفل خطيئة، ابن سفاح لا يتم نسبه إلى أبيه". أما عضو رابطة علماء المغرب أحمد الريسوني، فيؤكد أنه لا يمكن التساهل أو الاعتراف بهذا الزواج المخالف للشرع والذي "يستخف بالحرمات وبالتبعات التي ستترتب عن مثل هذا الزواج المتهور الذي هو أقرب شيء إلى العلاقات المتسيبة". |