المؤتمر نت -
الازهر يؤكد وجوب تطعيم الاطفال ضد الشلل
أكد الأزهر الشريف امس الخميس وجوب التطعيم ضد شلل الأطفال، وأنه من غير الجائز أن يفتي البعض بتحريم هذا التطعيم باعتباره من قبيل التدخل في مشيئة الله.
وجاء في بيان لمجمع البحوث الإسلامية أعلى هيئة بالأزهرنقله موقع اسلام اون لاين "أنه إذا كان عصرنا قد اهتدى إلى الأمصال الواقية من بعض الأمراض، وخصوصا في مرحلة الطفولة مثل الأمصال الواقية من مرض شلل الأطفال، ومن الجدري ومن بعض الحميات ونحوها، فإن النظر الفقهي السليم يقتضي القول بوجوب تناول هذه الأمصال، ويوجب على الآباء والأمهات وأولياء الأطفال تطعيمهم بها صيانة لهم من الأمراض المهلكة أو المعوقة وفق سنن الله تعالى".
وأوضح المجمع في بيانه أن الإحجام عن تطعيم الأطفال بتلك الأمصال يخالف ما دعا إليه الإسلام من وجوب المحافظة على صحة الإنسان، ويضع المتسبب في عدم التطعيم في موضع المساءلة أمام الله؛ لأنه تسبب في هلاك هؤلاء الأطفال، أو في إصابتهم بأمراض مزمنة تعوقهم مستقبلا عن أن يكونوا مواطنين صالحين للعمل والإنتاج، وبناء مجتمعاتهم وتقدمها ورقيها.

وأضاف البيان أن الأدوية هي من قدر الله ولا تعارض في الأخذ بها مع الإيمان بالقدر الذي كان يعتقده المتدينون المعارضون للتداوي وطلب العلاج ظانين أن عليهم الصبر على البلاء، والرضا بالقضاء دون اللجوء إلى الدواء، مع أن الله قدر الأسباب والمسببات وجعل من سننه في خلقه دفع قدر بقدر، فيدفع قدر الداء بقدر الدواء.

وأشار البيان إلى أن "هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التداوي يجب أن يتبع لأن سنته هي النور الذي به يقتدى، حيث كان صلى الله عليه وسلم يفعل التداوي في نفسه ويأمر به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه".
وأضاف أنه "روي في الصحيح من حديث جابر -رضي الله عنه-: "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى أبي بن كعب طبيبا فقطع له عرقا، وكواه عليه"، كما روي عن أسامة بن شريك أنه قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير، فسلمت ثم قعدت فجاء الأعراب من هنا ومن هنا فقالوا: يا رسول الله أنتداوى؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (تداووا فإن الله لم يضع داء إلا له دواء غير داء الهرم)، ومن ثم فإن المسلم البصير الفقيه في دينه هو الذي يدفع قدر الله بقدر الله، ويفر من قدر الله إلى قدر الله".
وكان مجمع البحوث الإسلامية بحث موضوع شلل الأطفال بناء على طلب وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط للتعرف على رأي الأزهر الشريف إزاء فتوى بعض القيادات الدينية المسلمة في عدد من الدول الإفريقية بتحريم التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، بزعم أن ذلك من قبيل التدخل في مشيئة الله عز وجل.
وقد أوضح الطلب أن هذا الأمر قد أثير خلال مناقشات رؤساء الدول الإفريقية في قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت بالعاصمة النيجيرية أبوجا في نهاية يناير 2005، حيث أشار البعض إلى أن وجود مثل هذه الفتاوى يدفع بالأسر المسلمة إلى الامتناع عن تطعيم أطفالها، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة بهذا المرض الخبيث في المجتمعات الإفريقية، وهذا يعوق الجهود التي تبذل لتحقيق التنمية في تلك المجتمعات بسواعد أبنائها الأصحاء.
وكان بعض الولايات النيجيرية ذات الأغلبية المسلمة قد رفضت في 2004 تطعيم أطفالها ضد شلل الأطفال بعد مخاوف انتشرت على لسان علماء دين ونشطاء مسلمين بالشمال النيجيري من أن تكون تلك اللقاحات ضد شلل الأطفال "جزءا من مخطط غربي لتقليل عدد السكان المسلمين بنيجيريا".

لقاح جديد
ويتزامن بيان مجمع البحوث مع إعلان شركة سانوفي آفنتيس ثالث أكبر شركة دواء في العالم اليوم الخميس أنها حصلت على موافقة السلطات الفرنسية لإنتاج لقاح جديد لشلل الأطفال يجرب أولا في مصر.
وقالت الشركة: إن اللقاح سيستخدم أولا في مصر كجزء من برنامج لمنظمة الصحة العالمية يهدف إلى وقف انتقال شلل الأطفال في البلاد بحلول نهاية العام 2005.
وتقول وكالة "رويترز": إنه يعتقد أن اللقاح الجديد أكثر فعالية من اللقاحات الموجودة في السوق الآن؛ لأنه يركز على سلالة واحدة فقط من شلل الأطفال وهي السلالة الأولى بدلا من اللقاحات الموجودة التي كانت تستهدف أنواع شلل الأطفال الثلاثة.
وتم القضاء بالفعل على النوعين الثاني والثالث من مرض شلل الأطفال في مصر. وقالت سانوفي آفنتيس: إن من المتوقع بدء تجربة اللقاح في مصر في مايو 2005 بعدما توافق السلطات المصرية على استخدامه.
وتعد كل من أفغانستان ومصر والهند والنيجر ونيجيريا وباكستان أكبر الدول إصابة بشلل الأطفال حاليا.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 08:52 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/20481.htm