إرادة الشعوب لا تنكسر.. والمطلوب المحافظة على التيار القومي من التذويب على هامش حفل استقبال وفود المؤتمر القومي العربي التقت الصحيفة بالأخ السيد نواف الموسوي مسئول العلاقات الدولية لحزب الله في لبنان الشقيق، وكان لنا معه الحوار التالي: المؤتمر نت: ماذا يعني لكم انعقاد المؤتمر القومي العربي في هذه الفترة بالذات، وفي صنعاء اليمن بالذات؟ الموسوي: أولاً نتوجه إلى الاخوة القائمين على تنظيم المؤتمر، الاخوة في المؤتمر الشعبي العام الذين تفضلوا باستضافة فعاليات هذه الدورة السادسة عشرة للمؤتمر القومي العربي.. واعتقد أن انعقاد المؤتمر في هذه المرحلة التي أقصد بها انهيار النظام في العراق ومحاولة التأسيس على هذا الانهيار لتقويض إرادة الأمة العربية وفرض وجهة الاستسلام على الاتجاهات السياسية العربية.. في هذه المرحلة يأتي هذا الانعقاد لكي يستنهض من جديد المواقف ويستنهض الارادات التي لا تريد أن ترى ما جرى في العراق على أنه تقويض لإرادة المقاومة بقدر ما كان سقوط لتجربة وصمت بالاستبداد السياسي لذلك في هذا المؤتمر ستكون هناك فرصة مهمة جدا لإعادة إطلاق هذه الروع من جديد روع مقاومة الإملاءات الأمريكية وتجديد العزم على مواصلة هذه المقاومة. فإن يقوم اليمن السعيد باستضافة هذا المؤتمر لهو دليل على أن الشعب اليمني لا زال ينبض مقاومة لهذه الهجمة الأمريكية التي لا تستهدف بلدا بعينه بقدر ما تستهدف الأمة جمعاء وما يؤكد مقولتنا على الدوام أن إرادة الشعوب لا تنكسر ولو أن إرادة بعض الأنظمة تتجه إلى الاستسلام أو تتجه إلى الهزيمة السريعة. أعتقد أن المبادرة التي قام بها الأخوة في المؤتمر إنما تعبر عن إرادة الشعب اليمني الحقيقية في مواصلة نهج المقاومة ضد المستعمرين الذين يشنون هجمتهم الجديدة. المؤتمر نت: ما مدى التنسيق الذي ترونه بين المد القومي والمد الإسلامي في هذه المرحلة؟ وهل تأملون أن تتعمق الثقة والعلاقات بين الجانبين في هذه الفترة العصيبة؟ الموسوي: لقد أتيح لي خلال اجتماعات الأمانة العامة للمؤتمر القومي الإسلامي أن أقدم وجهة نظري التي تقول بأن في هذه المرحلة بالذات لم يعد المطلوب فقط التعاون بين التيار القومي والتيار الإسلامي بل المطلوب أيضاً المحافظة على التيار القومي من التذويب والتقويض والإبادة والتلاشي ومن محاولة إلحاقه أو قلبه عن التزاماته نحو أن يكون منخرطا في السياسة الأمريكية الجديدة التي ترفع لها شعارا التغيير السياسي وإفشاء الديمقراطية في العالم العربي.. لذلك ما أعتقده في هذه المرحلة ليس التعاون فحسب بما هو مطلوب، بل المطلوب أن يقوم التيار الإسلامي الذي لا يزال في حال من القوة المتقدمة على هذا التيار أن يواصل التعاون على النحو الذي يحافظ للتيار القومي على كينونته لذلك من الأهمية بمكان اليوم أن نتصرف بمنطق التراحم، بمنطق التواد، بمنطق الانخراط في جبهة واحدة لمواجهة هذه الهجمة القادمة. المؤتمر نت: هناك هجمة شرسة ليس على الأمة وحدها، بل على الحركات الثورية التحررية- وفي مقدمتها حزب الله.. فما هي نظرة حزب الله إلى الواقع السياسي العربي، وما مدى تفاؤله في قدرته على البقاء في ظل هذا الواقع؟ الموسوي: نحن نعتقد أن الاستهداف الأمريكي المعلن لقوى المقاومة في لبنان وفلسطين هو في الحقيقة استهداف لإرادة المقاومة في الأمة العربية والإسلامية بأسرها، وليس استهدافا لفئة بعينها أو لحزب بعينه.. فلو أن راية المقاومة كان يحملها حزب آخر أو أي اتجاه آخر لكان سيكون في موضع الاستعداد الأول. إن ما تهدف إليه الإدارة الأمريكية هو دفع هذه الشعوب إلى الاستسلام أمام مشيئتها التي تجعل من الكيان الصهيوني الكيان الأول في المنطقة. لذلك ما نعتقده نحن أننا عندما نستهدف فإن أمتنا هي التي تستهدف، ونعتقد أن قدرتنا على مواجهة هذه الهجمة هي من صميم القدرة الشعبية العربية والإسلامية على مواجهة هذه الهجمة.. فكما أن الشعب الفلسطيني المحاصر من كل جانب الذي لا يتلقى دعما فعليا أبى الاستسلام برغم كل ما يعانيه من عنف وعسف وجور وارتكابات مخالفة لأكثر القيم والأعراف أبى الاستسلام برغم كل ما يعانيه من عنف وعسف وجور وارتكابات مخالفة لأكثر القيم والأعراف الإنسانية بداهة وبساطة وبالرغم من ذلك فهو لا يزال يواصل مقاومته.. وكذلك من موقعنا نحن نواصل مقاومتنا حتى يكتب لهذه الأمة لأن تكون سيدة حرة مستقلة. المؤتمر نت: إن شاء الله تعالى.. إننا في الحقيقة لا نتعاطف بل أصبحنا نعيش القضية برمتها.. الموسوي: نحن نشعر دائماً بأن الشعب اليمني هو في الصفوف الأولى في محبته وفي وقفته الشجاعة وهي مناسبة بالفعل أن أتوجه إليه باسمي وباسم إخواني- وبالتأكيد باسم سماحة الأمين العام بأحر التحيات والتهاني على مواقفه الجليلة والهامة. المؤتمر نت: كيف تأملون من هذا المؤتمر أن يخدم قضايانا العربية الحالية؟ الموسوي: يكفي هذا المؤتمر –أيها الأخ العزيز- أن يعلي الصوت في العزم على مواصلة الالتزام بخيار المقاومة حتى يكفيه نجاحا.. لأن ما يسعى إليه الأمريكيون هو حد أنهم يرفضون إطلاق تسمية المقاومة على أفعال المقاومة، ومارسو أشد الضغوط على شخصيات عربية وعلى أنظمة عربية لكي تنعت أعمال المقاومة المشروعة بأنها إرهاب.. فإن يقف بلد مثل اليمن بأهله وبأحزابه وبناسه وعلى رأسهم المؤتمر الشعبي العام لكي يحتضن مؤتمرا يقف ليقول أن هذه الأعمال هي أعمال مقاومة ومشروعة وينبغي دعمها وتأييدها، فهذا الموقف بحد ذاته نجاح لا بد من التنويه والتأكيد عليه. |