في حوار ساخن مع"المؤتمرنت"

المؤتمر نت- حوار: نزار العبادي -
ليث شبيلات- يشن الحرب على الزعماء ويتنكر للديمقراطية ويتحدى ثقافة الإبادة بالقرآن
في إطار اللقاءات والحوارات التي تجريها صحيفة "المؤتمر نت" مع المثقفين والسياسيين المشاركين في المؤتمر القومي العربي الذي يعقد دورته الرابعة عشرة في صنعاء للفترة من 23-26 يونيو الجاري، التقت الصحيفة بالنائب البرلماني السابق والسياسي الأردني المعروف الأستاذ: ليث شبيلات قائد الحركة الإسلامية وأجرت معه الحوار الآتي:
· المؤتمر نت: يبدو أن الوضع القومي العربي بلغ الدرك الأدنى من الانحطاط، فهل آن الأوان ليبدأ بالارتقاء وتجاوز الأخطاء؟
شبيلات: الكل يدرك أننا في أحط الأوضاع، أو أن أوضاعنا المنحطة قد انكشفت أكثر بكثير مما كانت بالسابق، فالأنظمة العربية التي تمثل المصالح الأمريكية المباشرة الرئيسية، وليست المصالح الأخرى التي يحكون عنها باتت وكيلة للإرادة الأمريكية، وأنا أشبههم بزعماء الهنود الحمر لأن بعض زعماء الهنود الحمر اعتقدوا أن ممالأة أمريكا ستوقف زحف أمريكا عليهم.. وبالمناسبة الهنود الحمر في أمريكا وقعوا أكثر من 380 معاهدة دولية مع الحكومة الفيدرالية لأمريكا تنقض كلها، وفي الأخير هؤلاء الهنود الحمر الذين وقفوا مع الأمريكان لمحاربة الهنود الحمر تمت إبادتهم أيضاً.. أنا كلما أرى زعيما عربيا أرى على رأسه ريشاً أحمراً منفوخاً، مبسوطاً لأن أمريكا- على ما يبدو- راضية عنه الآن، ولا يعرف أنه يُسمّن معنا أيضا لكي يذبح.
· المؤتمر نت: ألهذه الدرجة أنت ناقم على القيادات العربية المتخاذلة؟
- شبيلات: في الحقيقة- حتى لا أستعمل كلمة أحتقر- أنظر بمنتهى الاشمئزاز إلى مستواهم الثقافي, أعني القيادات العربية التي لا تعرف أن حضارة أمريكا هي حضارة إبادة جماعية.
· المؤتمر نت: ما تفسيركم للأزمة الديمقراطية في العالم العربي؟
شبيلات: هناك أزمة قيادات سياسية .. الشعب العربي متقدم على قياداته جميعا السياسية الموالية والسياسية المعارضة، هناك أزمة حملة رايات.. هنالك جيش ولكن ليس هناك جنرالات, والجيش مستعد لكي يستنفر ويتحرك.. انظروا إلى مشاعره كيف تتحرك مع العراق, مع "جنين" في كل مكان.. لكن هناك نقص كبير في القيادة الثقافية والقيادة الاجتماعية الشعبية لقيادة هذه النضالات ولتقديم التضحيات اللازمة التي تغذي هذه النهضة الشعبية لتبقي نهضة.. النهضة الشعبية مثل ( موتور) تحتاج إلى تضحيات, والتضحيات الرئيسية هي تضحيات القيادات.. يعني تضحية قيادي وهو يقود شعب مثل مسك غرامات أو كيلو غرامات من الطاقة النووية أهم بكثير من مئات الأطنان من طاقة الفحم.
لا نحقرن تضحيات القيادات, فالقيادة إذا ضحت أمام الجماهير فالجماهير تنقلب من فحم إلى بترول, وتنقلب إلى طاقة نووية.
· المؤتمر :ولكن هناك تجارب ديمقراطية عربية – وإن كانت محدودة – فهي على المسار.
شبيلات: ( مندهشاً) هل هناك تجارب ديمقراطية في العالم العربي..!؟
· المؤتمر نت : نعم هناك تجارب وانتخابات.. فهل أنتم تعتقدون إنها في طور النمو أم مبنية على أسس غير واقعية؟
- شبيلات: تسميتها تجربة تعني أن الأصل غير موجود وأننا نجرب أمرا حديثاً الديمقراطية ( يا سيدي) -وأنا لا أحب أن استعمل هذه الكلمة- لقد ابتذلت. ولأن الديمقراطية التي يزعمون ويفتخرون بها، وجاءت من أثينا وروما، هي ديمقراطية عنصرية, فقط لطائفة تستعبد طائفة أخرى, وهي الديمقراطية الموجودة في العالم, فليس الديمقراطية بمعنى المساواة الشعبية ولكن أقول الحرية أو سيادة الشعب. الديمقراطية هي سيادة الشعب وليست سيادة الملك, وليست سيادة رئيس الجمهورية, وليس سيادة النظام السياسي, رمز السيادة هو الشعب. لذلك عندما تقول ديمقراطية, أو ما هو إلى ذلك ونسميها تجربة, هو ابتداء عدم إيمان بأننا نحن الأسياد كما تقول للسيد المسلوبة سيادته، نريد أن نجربك لنعيد لك بعضاً من سيادتك
· المؤتمر نت :لم لا نسمّي ذلك تمكيناً للشعب وإنماء تجاربه لاسترداد هيبته السيادية؟
- شبيلات- من أنت حتى تعطيني هذا ؟ أنا الذي أحاسبك, وأنا الذي أعطيك تجربة.. سيدي الحاكم تجربتنا معك في حكمنا, نحن سيادة الشعب، غير موفقة يا سيدي الحاكم.. ليست تجربة الفرع مع الأصل نتسميها تجربة.. هو تجربة ونحن لسنا تجربة.. ولهذا ليس هناك تجارب ديمقراطية هذه مهازل ديمقراطية, ومن أجل ذلك أنا انسحبت من هذه الحياة وأعلنت أنها مختطفة مثل الطائرة المختطفة.. فهل أنا أحمق لأركب طائرة قد اختطفت.. وقال أين هي ذاهبة الطائرة؟ – إلى مكة المكرمة وأنا أعرف أنها اختطفت إلى واشنطن.. الكلام مع الحكام هو عودة سيادة الشعب. إن أنظمتنا نيابية حقيقة أو سيادَّيه للشعب, والأصل هو النيابة.. وانتهاك سيادة الشعب، ليست فقط الاعتداء على الحاكم, فالاعتداء على الحاكم قد تكون جريمة- , لكن الاعتداء الأعظم هو اعتداء الحاكم على شعبه.
· المؤتمر نت: وماهي في رأيك وسائل تمكين الشعوب لاسترداد إرادتها؟
- شبيلات: النضال.. نضال قياداته الثقافية.. ( متنهدا) والشبه المعدومة.. إن أعظم سلاح في العالم هو الكلمة, ولقد جاء الأنبياء بالكلمة, وسيدنا عيسى -عليه الصلاة والسلام- هو ( كلمة الله ) وحتى في الثقافة الإغريقية ( اللوجوس) – الكلمة – لها المركز المتقدم.. نحن أصحاب علم الكلام.. نحن أصحابه الذين نزعم أننا سياسيون. نحن كلمتنا في وجه السلطان الجائر هي أعظم سلاح "نووي" يساعد شعبنا لكي يعيد حقوقه, لكننا نضنُّ على شعوبنا بذلك، وكذلك نبقى متشبثين بكراسينا القيادية الجماهيرية كما يتشبث حكامنا بمراكزهم السياسية.
· المؤتمر نت: في إطار انعقاد المؤتمر القومي العربي, كيف تفهمون قدرة هذا المؤتمر على إيصال صوت أو تحقيق شيء في ظل الظروف المأساوية التي نعيشها؟
- شبيلات: قيمة المركز بمن يملأ المركز. قد ياتيك في الوزارة وزير لا تشعر بأثره, وقد يأتيك في وزارة وزير له أثر واضح.. هذا المؤتمر قيمته وقوته في أعضائه, فإن كان هؤلاء الأعضاء مناضلين في أقطارهم ويقفون لحكامهم.. مناضلين لا أعني عسكريا ولا عنفيا ولا أعني حتى المظاهرات.. نطلب من الجماهير أن تتظاهر- ولكن حتى ذلك أنا مستعد لأتنازل عنه وأتركه للجماهير..نضالي الرئيس هو أن أقول كلمة الحق في وجه الحاكم الظالم.. فسيد الشهداء حمزة هو رجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله.. الأمة العربية والإسلامية تفتقد هؤلاء "الحمزوات". نحن متسلطون ننظر على شعوبنا, ونتكلم عن شعوبنا من علٍ.. شعوبنا أفضل منا, شعوبنا متقدمة علينا. اسأل أبسط شخص, اركب تاكسياً واسأله عن السياسة العربية والسياسة الدولية عن العراق, عن فلسطين يتكلم لك بأعمق مما يتكلم به هؤلاء المنظرون الذين يريدون أن يوعوا شعوبهم.. لا يا حبيبي الشعب يريد أن يوعيك أنت لمسئولياتك.
· المؤتمر نت: هل من أمل قريب يراودك في تغيير عربي جذري سواء من قبل الجماهير أن تفرض إرادتها أم بأي شكل أخر؟ -
- شبيلات: لاشك , وسبب ذلك انكشاف عمق العدوان الأمريكي الإبادي.. استمعت أنت الآن إلى أهم جلسة ( الثقافة الأمريكية والحضارة الأمريكية حضارة إبادة.. وقد يستعملون إسرائيل للإبادة.. وقد جاءوا أيضا لآن للعراق للإبادة- الإبادة الثقافية الإبادة العرقية, وهم لا يتراجعون عن هذه السياسة.. وهذه السياسة بكل تأكيد ستصطدم مع مصالحنا, وسننهض.
الآن بتنا نفهم ونتذوق معنى الآية الكريمة " يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواهم"
ما كنا نتذوقها. أنا كنت أقول لنفسي كيف بأفواهم؟ يطفؤونها بالماء , بالتراب .. أي أن الحرب حرب كلام.. حرب ثقافة .. يريدون تغيير منهجنا التعليمي .. وهنا نفهم العظمة الإلهية والمعجزة العظيمة" إن نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" صدق الله العظيم
لن يستطيعوا أن يمحو أهم موقد ثوري فكري في العالم " القرآن الكريم"
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 02:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/2079.htm