أمريكا تقبل بمشاركة الإسلاميين في الإصلاح أكد خبراء ومسئولون أمريكيون مشاركون في "منتدى أمريكا والعالم الإسلامي" بالدوحة أن واشنطن مستعدة "للقبول" بمشاركة قوى إسلامية مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني في عملية الإصلاح بالشرق الأوسط شريطة أن يلقوا السلاح. كما أكد هؤلاء الخبراء والمسئولون أن بلادهم مستعدة أيضا للقبول بوصول القوى الإسلامية للحكم بطريقة ديمقراطية. وقوبل هذا الطرح بتشكك بعض المشاركين بالمنتدى الذي شارك في تنظيمه مركز بحثي أمريكي. وخلال جلسة بعنوان "الانتخابات ونتائجها" في آخر أيام المنتدى التي عقدت الثلاثاء الماضي قال "بيتر سينجر"، من معهد بروكينجز القريب من دوائر صنع القرار الأمريكية: إن الولايات المتحدة مستعدة للقبول بمشاركة القوى الإسلامية مثل حماس وحزب الله في عملية الإصلاح والديمقراطية بالوطن العربي "شريطة أن يلقوا بالسلاح أولا ثم ينضموا بعد ذلك إلى العملية الديمقراطية السارية في بلادهم". وفي هذا السياق أيضا أكد "سكوت كاربنتر" نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمال عزم بلاده مساعدة القوى المؤيدة للإصلاح في المنطقة، وأنها مستعدة للقبول بالتعامل مع تلك القوى "حتى وإن كانت إسلامية". كما أكد على أن واشنطن مستعدة لتقبل نتائج الانتخابات الديمقراطية في المنطقة حتى وإن أدت نتائجها إلى وصول قوى إسلامية إلى سدة السلطة في الدول العربية، وهو ما سبق أن أشارت إليه أواخر مارس 2005 وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس. وضرب مثالا على ذلك قائلا: "لم نتدخل في نتائج الانتخابات في العراق ورئيس الحكومة الذي تم انتخابه إسلامي"، في إشارة إلى إبراهيم الجعفري رئيس حزب الدعوة الشيعي. وتابع كاربنتر قائلا: "خلال اجتماعات المنتدى تساءل كثيرون عما إذا كانت واشنطن مستعدة بالفعل للقبول بتبعات الديمقراطية في المنطقة؟ والإجابة هي: نعم". انعدام ثقة: روبرت بلاكويل أحد كبار المسئولين بالبيت الأبيض سابقا من جانبه اتفق "روبرت بلاكويل" أحد كبار مسئولي البيت الأبيض السابقين والمختصين بشئون العراق مع سينجر وكاربنتر مضيفا أن "الديمقراطية والتعددية بدأتا بالفعل في مد جذورهما بالشرق الأوسط". ونقلت صحيفة "جالف نيوز تايمز" على موقعها الإلكتروني الثلاثاء الماضي عن بلاكويل قوله: "الموقف آخذ في التحسن سواء على الصعيد العراقي أو بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو في أفغانستان". إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن انعدام الثقة بالولايات المتحدة ونواياها في التدخل بالعالم الإسلامي لا يزال شائعا، وهو ما بدا من خلال المنتدى. تشكك.. لكن مشاركين بالمنتدى تشككوا في الأطروحات التي قدمها الأمريكيون واستشهدوا على ذلك بتجاهل معهد "بروكينجز" دعوة رموز الحركات والتيارات الإسلامية المعتدلة للمنتدى إلى جانب الشخصيات البارزة أمثال العلامة الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ راشد الغنوشي. وقال الصحفي التونسي صلاح الدين الجورشي : "إن نحو 28 من ممثلي التيارات الإسلامية حضروا منتدى العام الماضي في حين لم يحضر هذا العام إلا حوالي 10 أشخاص". وتساءل مستنكرا: "لماذا هذا التراجع؟". الدكتور "خورشيد أحمد" ممثل "الجماعة الإسلامية" الباكستانية تشكك أيضا في النوايا الأمريكية، معتبرا أن واشنطن "لا تزال تمارس سياسة الاستثناء ضد الإسلاميين، حيث قصرت رئاسة جلسات المنتدى على القوى العلمانية.. ما تزال (واشنطن) لا تتقبلنا". الدكتور "حسام بدراوي" رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشعب المصري (البرلمان) وقيادي بارز بالحزب الوطني الحاكم، رأى ضرورة أن تكون هذه الحركات الإسلامية ممثلة في المنتدى "حتى يمكن معرفة كيف يفكر هؤلاء (الإسلاميون)"، مشيرا إلى أن "القوى الإسلامية فاعلة في المنطقة وبالتالي فإن هناك حاجة لإدماجها في العملية الديمقراطية". |