المؤتمر نت -
محاكمات ومداهمات لـ"إسلاميين" بدول أوربية
تشهد ساحات المحاكم الهولندية هذه الأيام عدة محاكمات لأفراد من الأقلية المسلمة تتهمهم السلطات الأمنية بأن لهم علاقات مع تنظيمات إسلامية متشددة. في الوقت نفسه دهمت قوات الشرطة الخميس 14-4-2005 عشرات المنازل خلال حملة منظمة بين السلطات الأمنية في ألمانيا وبلجيكا تستهدف "متشددين إسلاميين" يشتبه في ضلوعهم في توفير أموال لمساندة "منظمات إسلامية إرهابية".
وعلى رأس المحاكمات في هولندا تأتي الجلسة الثانية ضمن ملف محاكمة الشاب الهولندي من أصول مغاربية "محمد بوياري" المتهم بقتل المخرج الهولندي "تيو فان جوخ" يوم 2-11-2005. ووجهت المحكمة اليوم الخميس للمغربي "بوياري" (26 عاما)، بالإضافة إلى تهمة قتل "فان جوخ"، تهما بالانتماء إلى منظمة إرهابية، ومحاولة قتل رجل أمن، والتهديد بقتل البرلمانية الهولندية من أصول صومالية "هرسي علي"، فضلا عن تهم أخرى كامتلاك أسلحة غير مرخصة.
ويتوقع أن تستمر محاكمته عدة أشهر نظرا لتشعب القضية والأبعاد التي يمكن أن تبرز في أثنائها، حيث يترافع في هذه القضية محامون مشهورون، كما يبت فيها أشهر القضاة في المحاكم الهولندية، وعلى رأس فريق المحامين الذي يتولى قضية "محمد" المحامي "بيتر بلازمان" المتخصص أساسا في القضايا الجنائية.
ويريد القضاء الهولندي الذي يردد أنه شبه متأكد من ثبوت تهمة قتل المخرج الهولندي على "بوياري" معرفة مدى ارتباط المتهم بشبكة إرهابية، أو تلقيه أي دعم معنوي أو مادي من أي شخص أو جهة للقيام بهذا الفعل، خاصة مع تنظيم يسمى بـ"مجموعة هوف ستاد"، تعتقد المخابرات الهولندية أنه كان يحضّر لتنفيذ هجمات إرهابية ضد كبرى مباني الدولة.
وقال "بلازمان" يوم 12-4-2005: "القضية ليست سهلة، ويحتاج الأمر إلى وقت لإثبات أو نفي أي من التهم".
يذكر أن "بوياري" يقبع حاليا في مركز للصحة النفسية، وحسب تقارير المركز فإنه يرفض التعامل مع الأطباء أو الباحثين.
وكان المخرج الهولندي قد أخرج فيلما يتضمن إهانات للمسلمين، ويتهمهم فيه بتشجيع العنف ضد النساء، ومنذ مقتله تعرض ما لا يقل عن 20 مدرسة ومركزا إسلاميا في أنحاء هولندا لأعمال حرق وانتهاكات من خلال كتابة عبارات عنصرية ضد المسلمين، وأرجع متابعون لشئون الأقلية المسلمة بالبلاد هذه الاعتداءات إلى عناصر يحركها اليمين المتطرف في هولندا.
وفي مدينة "روتردام" برأت إحدى المحاكم يوم 6-4-2005 الشاب الهولندي من أصول مغاربية "سمير عزوز" -18 عاما- من تهم الإرهاب التي وجهتها له النيابة العامة، والمتعلقة بالتخطيط لتفجير مبنى البرلمان والمطار ومركز المفاعل النووي ومبنى المخابرات الهولندية لعدم ثبوت الأدلة، حسبما جاء بحيثيات الحكم.
وأثار قرار المحكمة بإطلاق سراح عزوز ردود فعل شعبية ورسمية بما في ذلك أجهزة المخابرات ووسائل الإعلام التي ظلت لأشهر طويلة تصدر بحقه الحكم تلو الآخر. وقد تم اعتقال عزوز في الشهر نفسه التي قتل فيه "فان جوخ"، غير أنه من المتوقع أن تلجأ النيابة العامة إلى الاستئناف، وإن كانت المحكمة قد برأت عزوز من تهمة التحضير لعمل إرهاب فإنه من المتوقع أن يعود إلى المحكمة بتهمة جديدة، وهي قيادة جماعة إرهابية مع 12 من المتهمين الآخرين.
ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يعتقل فيها عزوز؛ إذ سبق اعتقاله أكثر من مرة، غير أنه كان يتم إطلاق سراحه في كل مرة لعدم كفاية الأدلة.
ومن المتوقع في غضون الأيام القليلة المقبلة أن يمثل أمام القضاء الهولندي مترجم هولندي من أصول مغربية كان يعمل مع المخابرات الهولندية بتهمة تسريب معلومات سرية إلى تنظيم في أمستردام يعتقد أنه إرهابي، حسبما أعلنت أجهزة المخابرات الهولندية يوم 8-4-2005.
ويبلغ عدد سكان هولندا 16 مليون نسمة، بينهم مليون مسلم، 80% منهم من أصول تركية ومغاربية، أما لـ20% الباقون فلهم أصول قومية وعرقية وطائفية أخرى.

اعتقالات بألمانيا وبلجيكا

وخلال عملية منظمة بين ألمانيا وبلجيكا دهمت قوات الأمن بالبلدين صباح اليوم الخميس 30 منزلا وشركة خاصة ومسجدا في مدن ميونيخ وبريمن وهامبورج والعاصمة البلجيكية بروكسل.

وقالت ناطقة باسم الشرطة في ميونيخ: "الشرطة اعتقلت تونسيا ومصريا كمشتبهين أساسيين في عمليات غسل أموال، والتهرب من دفع الضرائب من أجل توفير ما يكفي من المال لمساندة منظمات إسلامية إرهابية في الخارج".
وكان مركز هذه العملية في إقليم بافاريا حيث اقتحمت الوحدات الخاصة وفتشت 16 مكانا من بينها مسجدان، كما وضع تحت المراقبة 8 أماكن في برلين ومكان في إقليم بادن فورتنبيرغ، أما المنازل والشركات التي اقتحمت في مدن أخرى ألمانية وفي بروكسل فيقال إن "للمعتقلين علاقة بها".
وقد تمت مصادر كميات كبيرة من الأوراق والمستندات من بينها مستندات تتعلق بالضرائب وصفقات تجارية ومبالغ من المال وجهاز كمبيوتر.
وتعد هذه ثالث أكبر عملية اقتحام تتم في ألمانيا منذ مطلع هذا العام (2005) تحت إشراف شرطة ميونيخ، وتتعلق العمليتان السابقتان بالتهرب من دفع الضرائب وغسل المال.
وقد شددت ألمانيا من مراقبتها للأقلية المسلمة بالبلاد، والتي يقدر عددها بـ ثلاثة ملايين شخص، منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 التي تعرضت لها الولايات المتحدة، حيث كان 3 من منفذي هذه الهجمات التي استخدمت فيها طائرات مخطوفة يدرسون في مدينة هامبورج بشمال ألمانيا.
المصدر اسلام اون لاين
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 08:34 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/20807.htm