الارهاب والجهل الجهل من الأسباب الرئيسية للإرهاب ويشمل الجهل بأمور عديدة فتجد إن الإرهابيين والمتطرفين مصادر المعرفة والمعلومات عندهم محصورة في أشرطة خطب وأحاديث أو حديث يسمعونه من متطرف يعتبرونه مقدسا وصادقا في كل ما يقول، بينما هو يكذب ويحرف الحقائق، وهم يجهلون واقع العالم الحالي ويعيشون في الماضي ولا يعرفون قدرات الدول والحكومات ولا قدرات الدول الكبرى ولا يعرفون ما في القرآن الكريم والحديث النبوي من آيات تحرم القتل والعدوان ولم يطالعوا كتب التاريخ ويعرفوا تفاصيل الحياة في العصر النبوي، فمثلا مطالبة عصابة القاعدة بإخراج الكفار من جزيرة العرب، نجد الحقيقة التاريخية أن الكفار عاشوا في جزيرة العرب في العهد النبوي وفي عصر الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يزور مدرسة اليهود في المدينة ويتحاور ويتجادل معهم، وفي العصر الأموي والعباسي عينوا في مناصب في الدولة. ثم أن إخراج الكفار من بلد أو قتل مسيحي أو أمريكي لن يغير من واقع المسلمين ومشاكلهم شيئا، بل أن إخراج الكفار يعطل الكثير من الخدمات العلمية والتكنولوجية وكيف يمكن للمسلم أن يبغض ويحارب الكافر أو المسيحي إذا كان هذا المسيحي معلم علمني أو طبيب عالجني أو جار يحسن معاملتي أو صانع أو مخترع أتمتع بإنتاج علمه من سيارات وطائرات وبنايات وأدوية وأجهزة طبية وغيرها. والإرهابيون يجهلون أن المسيحيين واليهود في العالم عندهم ضمائر مثل المسلمين وعندهم قيم أخلاقية مثل المسلمين، وكثير منهم يعارضون وينتقدون ما يحصل للمسلمين من مظالم ولكنهم لا يملكون السلطة أمام حكامهم لإزالة المظالم، وليس مطلوب منهم أن يقوموا بالنيابة عن المسلمين بحل هذه المشاكل. والإرهابيون يجهلون بل يتجاهلون أن كل مسيحي أو يهودي أو كافر، ليس مسئولا عن مشاكل المسلمين والمظالم التي وقعت لهم في العراق وفلسطين، وإنما المسئول قيادات سياسية من المسيحيين واليهود والمسلمين أيضا. والإرهابيون يجهلون أنهم قلة صغيرة جدا، وان الشعوب الإسلامية لا تدعمهم ولا تؤيدهم، وإنما تقدر الشعوب قيمة السلام والأمن والأمان، وتتضامن مع الحكومات لان هناك مصلحة مشتركة في الأمن الذي به تسير الحياة وإنهم يجهلون أن قوة الحكومات وإمكاناتها كبيرة جدا فلديها مئات الآلاف من الجنود والضباط والخبراء العسكريين الذين تعلموا الأمور العسكرية والأمنية في ارقي الجامعات، في مقابل معلومات بدائية وخطط غبية للإرهابيين، ويجهلون أن الدول الإسلامية ترفض الدخول في صراعات مع الدول الكبرى لأنها تعرف أن النتيجة هي خراب ودمار البلاد الإسلامية، والذي يقرأ التاريخ الحديث يعرف ما حدث لإيران والعراق ومصر عندما دخل حكامها وهم الخميني وصدام وعبد الناصر في صراعات مع الدول الكبرى . وهم يجهلون ويتجاهلون أن إعمال الإرهاب في بلاد المسلمين إجرام وخراب لديار المسلمين، وقتل المسلمين وغير المسلمين، يجلب للإرهابيين السخط والغضب من الله والناس، وإعمال الإرهاب في بلاد غير المسلمين لم تحقق أي فائدة وإنما جلبت الإيذاء والضرر للمسلمين في العالم أجمع. إن مقاومة الظلم والاحتلال الواقع على المسلمين في العراق وفلسطين واجب، ولكن لا يمكن مقاومة الظلم في فلسطين بالتخريب والقتل في جاكرتا أو مدريد أو بغداد أو الرياض أو القاهرة، يجب أن تكون مقاومة الظلم والاحتلال باستخدام العقل وبأساليب تحقق فوائد ومنافع للمظلومين وتساهم في رفع الظلم عنهم، وليس بأعمال إجرامية وكوارث وخراب للأمة. إن مشكلة الإرهابيين مركبة تقوم على الاندفاع العاطفي والجهل بالتاريخ والواقع والغرور الشديد والاستخفاف والاحتقار للآخرين وحقوقهم وقوتهم وقدراتهم. الوكالة الاسلامية |