المرأة التركية داعية بعد السماح للمرأة التركية بتولي وظيفة نائب مفتي عام 2004، بدأت تتجه نحو ممارسة المزيد من الأدوار والأنشطة الدينية، مثل الوعظ والإرشاد وتنظيم رحلات الحج، بحسب تقرير لصحيفة "كريستيان ساينس مونيتور". وأوردت الصحيفة الأمريكية الأربعاء أمثلة على الدور الديني المتزايد للمرأة في تركيا مثل توليها منذ نحو عامين ولأول مرة مهمة تنظيم رحلات الحج، إلى جانب وجود نحو 400 امرأة يعملن حاليا في وظيفة داعية بالعديد من المساجد التي تديرها الدولة. وعينت هيئة الشئون الدينية (ديانات) التي تشرف على المساجد التي تديرها للدولة وعلى تأهيل المشايخ، عام 2004 نحو 150 امرأة في وظيفة داعية. وتقوم الهيئة حاليا باختيار سيدات ليشغلن منصب نائبات للمفتين في المحافظات التركية، ليقمن بالإشراف على أنشطة أئمة المساجد على المستوى المحلي خاصة في المسائل المتعلقة بقضايا المرأة. يشار إلى أنه لا يوجد مفتٍ عام لتركيا منذ إعلان الجمهورية عام 1923، ويوجد عوضا عن ذلك أقسام للإفتاء في المحافظات مرتبطة بهيئة الشئون الدينية؛ حيث يوجد مفتٍ لكل محافظة. وتعمل لدى مكتب المفتي في مدينة إستانبول 583 امرأة يقمن بتدريس القرآن في جميع أنحاء المدينة، إضافة إلى أن المرأة تشكل حاليا أغلبية دارسي العلوم الدينية في العديد من جامعات تركيا. وذكرت "كريستيان ساينس مونيتور" أن "زليخة شكر" وهي داعية تعد الأكثر شهرة بين سيدات تركيا التي تقود الحملة الداعية لمنح المرأة التركية مزيدا من الأدوار الدينية. وتقول "زليخة": إن ما تقوم به مع غيرها ينظر إليه على أنه عمل تقدمي وثوري فيما يتعلق المسائل الدينية. وزليخة أستاذة جامعية وداعية من بين 18 أخريات في إستانبول، وهي لا تقوم بدور الوعظ في المساجد، إلا أنها تساهم في تنظيم الحلقات العلمية، وفي تعليم الدروس الدينية للمرأة، و"تقول إننا أصبحنا متنورين ونريد تحقيق مطالبنا الجديدة بزيادة الدور الديني للمرأة". أسباب الصعود الديني ويرى "محمد جورميز" نائب رئيس "ديانات" أن المؤسسات الدينية التركية منحت المرأة المزيد من الأدوار والأنشطة الدينية في الفترة الأخيرة استجابة لطلباتهن. وفي هذا الصدد تقول "نيفين" إحدى أعضاء مكتب المفتي في إستانبول: "النساء أصبحن أفضل تعليما، وأصبحن أكثر دراية ومعرفة بحقوقهن؛ ومن ثم يطالبن بدور متزايد في المسائل الدينية". أما "بوكيت تركمن" وهو متخصص في علم الاجتماع بجامعة "جالطا سراي" في إستانبول وله دراسات حول دور المرأة في المجال الديني بتركيا فيرى أن هناك سببا وراء اتجاه المرأة نحو ممارسة المزيد من الأدوار والأنشطة الدينية. وقال: "التعليم الديني بات يمثل مدخلا لمنح النساء مزيدا من الاستقلال والتحرر من القيود اللاتي يعانين منها، خاصة بالنسبة لمن نشأن منهن في بيئة محافظة أو تقليدية". "يوردي جول محمد أوغلو" نائب عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة مرمرة التركية قال من جانبه: إن تلك التغييرات التي طرأت على مؤسسة "ديانات" تضع تركيا في موقع الريادة في العالم الإسلامي فيما يتعلق بشئون المرأة، مضيفا أن تركيا أصبحت أكثر انفتاحا لإجراء تغييرات دينية. ويرى مراقبون أن قرار السماح للمرأة بشغل وظائف الوعظ والإرشاد والإفتاء يأتي في إطار حركة الإصلاحات القائمة بتركيا حاليا على كل المستويات التي تهدف إلى دعم طلب تركيا الانضمام للاتحاد الأوربي. جائز شرعا ويرى الأستاذ مسعود صبري -الباحث الشرعي بموقع "إسلام أون لاين.نت" - أن "عمل المرأة كنائب للمفتي أو مساعد له ليس فيه ما يحظر شرعا، ما دامت تمتلك أدوات الاجتهاد الفقهي، وقادرة على بيان الأحكام الشرعية والفتاوى فيما يخص المسائل الجزئية للناس، أو القضايا العامة؛ فهي مثل الرجل في هذا". اسلام اون لاين |