المؤتمر نت - وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي
المؤتمر نت - ترجمة : نزار العبادي -
القربي: إسلاميو اليمن هم الأكثر اعتدالاً
أكد الدكتور أبو بكر القربي – وزير الخارجية- أن التيار الرئيسي للحركات الإسلامية في اليمن هو الأكثر اعتدالاً من الجماعات الإسلامية في بلدان عربية كثيرة؛ مشيراً إلى أن أكثر الشباب الذين تم اعتقالهم على ذمة قضايا الإرهاب كانوا مضللين وليسوا إرهابيين، وأن أحد أسباب نجاح اليمن في مكافحة الإرهاب هو وعي الشعب اليمني بأن الإرهاب لا يهدد الحكومة وحدها بل أمنهم وتنميتهم الوطنية أيضاً، منوهاً إلى أن التعاون الأمني اليمني الأمريكي لا يتعدى تبادل المعلومات والتدريب؛ مؤكداً أن ما تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية هو أقل بكثير مما تستحقه اليمن.
جاء ذلك في حوار نشرته "اليونايتيد برس أنترناشيونال" أمس الأول فيما يلي نص ترجمته:
· ما هو طبيعة التعاون القائم بين اليمن والولايات المتحدة؟
- منذ حادثة تفجير المدمرة يو أس أس كول في أكتوبر 2000م بدأت اليمن بالتعاون أمنيا مع الولايات المتحدة، حيث أن استهداف السفينة الأمريكية في المياه اليمنية لم يلحق الضرر بمصالح الولايات المتحدة فقط بل أيضا بالمصالح اليمنية. وكان واضحا منذ البدء أن الإرهاب مسألة تهدد الاستقرار اليمني، والتنمية وعلاقات اليمن بالعالم الخارجي. وهكذا فتح طريق التعاون الأمني في المجتمع الدولي، وبالدرجة الأولى مع الولايات المتحدة.
إلا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر عززت من أهمية تعاوننا هذا فشددت اليمن على أهمية التعاون الدولي وتبادل المعلومات الأمنية من أجل تحقيق نصر على الإرهابيين. وعلى هذه الأسس أصبح لدينا الآن تعاون، يشتمل تدريب أجهزة الأمن اليمنية، وتبادل المعلومات بين أجهزة الأمن اليمنية والولايات المتحدة بالإضافة إلى الكثير من الدول الأوروبية مثل بريطانيا وألمانيا وإيطاليا.

· كم عدد الخبراء الأمريكيين العاملين حاليا في اليمن؟
- هناك منسقون من مكتب التحقيقات الفيدرالية، ووكالة المخابرات في السفارة الأمريكية بصنعاء إلى جانب حوالي 12 خبيراً، ومهمتهم قاصرة على تبادل المعلومات. هؤلاء لا يعملون في الميدان بل هم يعملون كمنسقين بين أجهزة الأمن اليمنية والتحقيقات الفيدرالية ووكالة المخابرات في الولايات المتحدة.

· هل أحرزت اليمن تقدما في مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية الموجودة على أراضيها؟
- خلال العامين والنصف الماضيين استطاعت اليمن السيطرة على الوضع الأمني، وملاحقة جماعات من الخلايا النائمة، وإلقاء القبض على إرهابيين وتقديم آخرين للمحاكمة. واعتقد أن هناك عدداً من العوامل وراء ذلك:
1- تحسن استعدادات الأجهزة الأمنية على نحو كبير.
2- أظهر الحوار مع هذه العناصر المتطرفة بأن الكثير من أولئك الشباب كانوا مضللين وهم ليسوا إرهابيين.
3- بدأ الشعب اليمني خاصة في المناطق الريفية يشعرون بأن الإرهاب لا يهدد الحكومة وحدها بل أيضاً أمنهم وتنميتهم. وهذا كله قاد إلى النجاح الذي حققته اليمن.

· وهل ما زال هناك خلايا نائمة للقاعدة في اليمن؟
- في كل مكان.. لا يوجد مكان إلا وفيه خلايا نائمة.

· ما مدى قوتها بحسب رأيك؟
- إن من الصعب تحديد درجة خطواتها لكن ما يمكن أن نقوله هو أن في كل يوم تتعزز القدرات الأمنية اليمنية، وتجري الحكومة المزيد من الحوار المفتوح مع أولئك الشباب المضللين. علاوة على ذلك فقد أطلقنا سراح مجموعة من هؤلاء المغرر بهم، وعلى الرغم من أن بعضهم تم إطلاق سراحه قبل أشهر اكتشفنا بأنه ليس هناك تزايد بالعمليات الإرهابية، وهذا يعني أنه كان هناك تجاوب، وعزم لدى الحكومة لتسوية أوضاع هؤلاء.

· كم تقدرون أعداد التابعين لتنظيم القاعدة من الرسميين فيه والمضللين ممن تعتقلهم اليمن؟
- لا أستطيع إعطاء رقم محدد لأن بعضا منهم ما زال معتقلا وبعضا آخر أطلق سراحه.

· ماذا عن إغلاق المدارس الدينية الإسلامية؟
- مثل هذا الإغلاق بدأ قبل الحادي عشر من سبتمبر. فهذه المراكز والمدارس الدينية الخاصة بتدريس القرآن تحولت من كونها مهمة لتعزيز الوحدة بين المسلمين اليمنيين إلى تعميق الخلافات الدينية والأيديولوجية بينهم. ولسوء الحظ أن هذا الخطر ظهر بسبب أن اتجاهات سياسية تغلغلت في هذه المدارس وسعت إلى استغلالها سياسياً.

· هل هناك جهات أجنبية تمول هذه المدارس الدينية؟
- ليس مهماً فيما إذا كانت يتم تمويلها من جهات أجنبية أم لا. نحن كسياسيين ورجال دين ينبغي أن نكون على مستوى في المسئولية ونرفض أي شيء يؤدي إلى تفريق اليمنيين.

· كم عدد المدارس التي تم إغلاقها؟
- عدد الطلاب الذين كانوا منضوين في هذه المراكز الدينية يزيد عن 300.000 ويدرسون مناهج وزارة التربية بالإضافة إلى الموضوعات الدينية. وكانت المسألة خاضعة لسيطرة الحكومة ولكن لسوء الحظ تم وضعها لاحقا تحت إشراف جماعات إسلامية خلال المواجهات بين شمال وجنوب اليمن. وبعض أولئك الذين تولوا الإشراف على هذه المراكز والمدارس ربما كانوا يدعمون الأفغان العرب عندما توجهوا لمجابهة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان. وأولئك اليمنيين الذين ذهبوا إلى أفغانستان في الثمانينات كانت لديهم توجهات مختلفة بالكامل.
نحن نعتقد أن غالبية الشعب اليمني يدعمون قرار الحكومة بهذا الصدد كونهم لا يتقبلون تشكل جماعات من شأنها خلق صراعات في البلد.

· ما مدى قوة وتأثير الحركات الإسلامية في اليمن؟
- لو ننظر إلى التيار الرئيسي للحركات الإسلامية في اليمن سنجد بأنها أكثر اعتدالا من الجماعات الإسلامية في بلدان عربية كثيرة، وهذا عائد للبراغماتية التي تتعامل بها مع التطورات السياسية. وهذا ما يفسر اشتراكها في حوار مع الأوروبيين والأمريكيين وتشديدها على الالتزام بالمبادئ الديمقراطية. وهذا يعكس نواياها الحقيقية وليس مجرد كلام وتكتيك سياسي فالأيام القادمة ستثبت ذلك خلال الانتخابات النيابية والرئاسية.

· هل أضعف مقتل سالم الحارثي أحد كبار زعماء القاعدة بهجوم صاروخي نفذته المخابرات الأمريكية شمال غرب اليمن في نوفمبر 2002م القاعدة في اليمن؟
- إلقاء القبض على أي قائد لأي تنظيم بلا شك سيضعف أداء من يقودهم ويخلق اختلال لحين ما المجموعة تعيد تنظيم صفوفها. نحن لا نعتبر قضية الحارثي هي النهاية، فالحكومة واصلت تعقب ومراقبة أي مجموعة إرهابية في اليمن.

· ماذا تريد الولايات المتحدة من اليمن؟
- لا أعتقد أن الأمريكان اليوم يريدون في اليمن أكثر مما تعمله. فالرئيس جورج بوش والمسئولون بالإدارة الأمريكية أثنوا على اليمن لما حققته في مواجهة الإرهاب واعتبروا أن اليمن في حقيقة الأمر نجحت في السيطرة على العمليات الإرهابية. ولا يوجد هناك مطالب جديدة.

· تقول المعارضة اليمنية أن الولايات المتحدة تريد إقامة قواعد عسكرية في اليمن. فهل ذلك صحيح؟
- لا أعتقد أن الأمريكان بحاجة إلى قواعد أكثر مما لديهم الآن. فناقلاتهم المنتشرة في كل مكان تجعل من كل منطقة في العالم تحت يدهم.

· هل تضغط واشنطن على اليمن للقيام بإصلاحات سياسية؟
_ منذ تحقيق الوحدة تبنت اليمن القيام بإصلاح سياسي واقتصادي، من خلال قبولها بالتعددية السياسية والتسابق على طريق الديمقراطية، وحقوق الإنسان والحريات. الآن الرئيس يتم انتخابه بشكل مباشر من قبل الشعب، ولدينا مجالس محلية. بالطبع نحن ندرك بأنه ما يزال هناك متسع لتطوير الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. أنها عملية إجراءات ونحن نسير بالاتجاه الصحيح. لكن اليمن تحتاج إلى الدعم والمساعدة الدوليين. فالولايات المتحدة تقدم أقل بكثير مما تستحقه اليمن بالمقارنة مع المساعدة التي تقدمها البلدان الأخرى مثل ألمانيا، هولندا واليابان. ففي السنوات الماضية ارتفعت المساعدات الأمريكية ولكن لم تصل بعد إلى المستوى الذي نريده.

· هل تمارس الولايات المتحدة ضغوطات على اليمن لتغيير لغتها بمعنى عدم اعتبار ما يجري في العراق وفلسطين بمثابة مقاومة؟
- أنه كلام عام وليس موجها لليمن فقط. أنهم لا يريدوننا أن نعتبر المقاومة الفلسطينية كمقاومة بل كإرهاب، وهذا ما يفسر لماذا نحن نريدهم أن يعرفوا الإرهاب إذن عليهم أن يتركون كل واحد منا يعرف الإرهاب بالطريقة التي تعجبه. نحن قلنا منذ البداية نحن ضد الحرب على العراق ونحن مع حقوق الفلسطينيين، الاختلافات حول هذه المبادئ لا يعني بأن ذلك يجب أن يؤثر على العلاقات بين اليمن والولايات المتحدة. ربما هي لا تُرضي واشنطن التي من حقها إن تستمر بضغوطاتها ومن حقنا نحن أيضاً أن نتفادى هذه الضغوطات.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 07:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/22056.htm