المؤتمرنت - جميل الجعدبي -
انقلاب ديمقراطي في قلعة الأدباء
انتخب أعضاء المجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين –أمس- أعضاء الأمانة العامة للاتحاد، بطريقة الاقتراع السري المباشر، تتويجاً لأعمال مؤتمرهم العام التاسع، ومهرجان الأدب اليمني الرابع، المنعقد أواخر مايو الماضي، بمشاركة أكثر من مائة أديب، وكاتب يمني من مختلف محافظات الجمهورية، وحضور نخبة من أدباء المملكة العربية السعودية.
وشهدت انتخابات الأمانة العامة للاتحاد تنافساً قوياً قدم فيه الأدباء صورة ديمقراطية رائدة، ونموذجاً قلما يتبع لدى بعض منظمات المجتمع المدني الأخرى.
وكان موعد اختيار الأمانة العامة أرجئ منذ الخميس الماضي جراء اختلاف أعضاء المجلس التنفيذي حول كيفية الاختيار ذاتها، ففيما كان يرى فريق أن يتم اختيار الأعضاء وفق أغلبية الأصوات التي حصدوها لعضوية المجلس التنفيذي كان فريق آخر يصر على ضرورة الاقتراع السري مجدداً لاختيار الـ(11) عضواً للأمانة العامة ليكون الصندوق هو صاحب القرار الأخير.
وعلى عكس مرحلة التنافس والكولسات الانتخابية، فما إن أعلن مندوب الشئون الاجتماعية أسماء الفائزين بعضوية الأمانة صباح أمس بقاعة العفيف حتى سارع زملاؤهم الذين لم يحالفهم الحظ، لتقديم تهانيهم ومباركة النتائج بروح أدبية ديمقراطية جسدها رجال التنوير والفكر، وأعضاء أول مؤسسة مدنية وحدوية في اليمن.
وفي تعليقه على الأجواء التنافسية التي سادت الانتخابات يقول/ عبدالكريم قاسم-صاحب المركز الأول في انتخابات الأمانة العامة للاتحاد هذه هي تقاليد الاتحاد، فهو دائماً يلتزم بالديمقراطية في حياته الداخلية، ويضيف لـ"المؤتمرنت": (ربما يكون اتحاد الأدباء والكتاب في طليعة المنظمات الجماهيرية والإبداعية، التي تجسد الحياة الديمقراطية تجسيداً حقيقياً).
ولا ينسى الكاتب والأستاذ المساعد بجامعة صنعاء عبدالكريم قاسم –الذي حصد (28) صوتاً، وجاء في المركز التاسع- أن يحيي جميع زملائه على الروح الطيبة قائلاً: (قبل زملاؤنا جميعاً بالاقتراع السري، فتحية لمن نجحوا، والذين لم يحالفهم الحظ نحييهم –أيضاً- على هذه الروح الطيبة، والجميلة، والتي سادت الانتخابات).
من جانبه أعلن سلطان الصريمي –الذي جاء في الاحتياط بحصيلة (14) صوتاً- أعلن اقتناعه وترحيبه بالنتائج، مشيراً إلى أن المجلس التنفيذي هو قيادة الاتحاد، ومعتبراً زملاءه الفائزين بعضوية الأمانة العامة (قيادة يومية، ومنفذين فقط).
وعن الكولسة الانتخابية يقول الأديب الصريمي لـ"المؤتمرنت": (أهم شيء أن النتائج كانت بالاقتراع السري)، فهو يرى أنها الطريقة الصحيحة للانتخابات، إلاَّ أنه يشير إلى ترتيب مسبق، (بالرغم من أنه في تكتل حصل على جزء من الأصوات)، لكنه يعتبر أيضاً أن ذلك مشروعاً، طالما النتائج كانت خاضعة للصندوق.
ووصفت أوساط أدبية وثقافية قيادات الاتحاد الجديدة باتحاد المحافظات في إشارة إلى أن معظم أعضاء الأمانة العامة الفائزين قدموا من فروع الاتحاد في المحافظات.
وبخصوص الانقلاب الجذري الذي أفرزته نتائج الانتخابات يشير الكاتب وصاحب كتاب الدندنات والبحر، محمد ناصر العولقي إلى أن ما حدث من تغيير يحدث في أي انتخابات: "تطلع وجوه جديدة، والعملية هي حياة وتجدد، وليست احتكاراً".
وحول وصول (3) نساء إلى الأمانة العامة للاتحاد يرى العولقي –الذي حصد 18 صوتاً- أن ذلك دليل على ما يتمتع به الأدباء والمثقفين في اليمن من عقلية صافية –حسب وصفه- هذا غير أنه جزء من اهتمامات النظام السياسي عامة، الذي يتجه نحو تمكين المرأة ريادتها في الحياة، مثلها مثل الرجل.
وعَّبر العولقي عن سعادته –ليس الشخصية فقط: "بل سعيد لهذه الوجوه الديمقراطية، وهذه المنافسة الحرة، والمسألة في الأول والأخير من يخدم الاتحاد، ومن يبذل جهده في سبيل الاتحاد".
وفيما اعتبرت هدى أبلان –المركز الثالث 20 صوتاً- صعود ثلاث نساء إلى عضوية الأمانة العامة بمثابة إعادة الثقة بالمرأة ترى زميلتها هدى العطاس أنه رهان عليهن الوفاء به.
وحول الاتفاق الأخير تقول العطاس –18 صوتاً- احتكمنا للصندوق الذي أسفر عن هذه النتيجة، مشيرة إلى أنها لاتزال عند رأيها السابق؛ حيث تقول: (رغم أني لازلت عند رأي الأول فالأغلبية أفضل).
وعبَّرت أبلان عن سعادتها وشعورها بالمسئولية المناطة على عاتقها وزميلاتها لتحقيق عدد من تطلعات الأدباء، وتضيف بتواضع: (ومع ذلك يظل المجلس التنفيذي مرجعية الأمانة العامة) منوهةً الى أن أعضاء الأمانة العامة الفائزين (مجرد أداة لتسيير العمل اليومي)، حسب رأيها، فيما سيظل المجلس التنفيذي هو المرجع الأساسي.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 05:38 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/22233.htm