المؤتمر نت - مؤلف هذا الكتاب الدكتور أبوبكر أحمد باقادر باحث متخصص في العلوم الاجتماعية. يحاول في كتاباته أن يجمع ما بين علم الاجتماع والفلسفة أو الدين. في هذا الكتاب «الإسلام والانثروبولوجيا» يهتم باقادر في توظيف علم الاجتماع لدراسة المجتمعات الإسلامية، وعلاقة هذه العلوم وتطبيقاتها على هذه المجتمعات بصياغاتها الأوروبية...
عرض وتقييم -
الإسلام والانثروبولوجيا
مؤلف هذا الكتاب الدكتور أبوبكر أحمد باقادر باحث متخصص في العلوم الاجتماعية. يحاول في كتاباته أن يجمع ما بين علم الاجتماع والفلسفة أو الدين. في هذا الكتاب «الإسلام والانثروبولوجيا» يهتم باقادر في توظيف علم الاجتماع لدراسة المجتمعات الإسلامية، وعلاقة هذه العلوم وتطبيقاتها على هذه المجتمعات بصياغاتها الأوروبية.
وكذلك المفاهيم المطروحة وأدوات التحليل والنظريات إلى جانب نقد للدراسات المهمة التي كتبت عن المجتمعات الإسلامية، إضافة إلى الدفاع عن هذه المجتمعات إزاء ما أصابها من تشويه لصورتها. وقد قسم كتابه إلى ثلاثة عشر فصلاً، أبرزها أسلمة العلوم الاجتماعية، حيث يبدأ الباحث من أهمية العلوم الاجتماعية في الحياة المعاصرة، ومحاولة الاستفادة من هذا العلم في نمو المجتمعات وتحضرها وتخليصها من شوائبها.
لذا فهو أيضاً يعالج بعض العوائق التي شتحول دون تطور هذه المجتمعات ويعزي السبب إلى النخب المثقفة على حسب رأيه. وهو يكتب عن وضع الباحث العربي، واختياره لواحدة من المدارس الغربية ومناهجها. ثم ارتباط الباحث العربي بالمدرسة التي يختارها وآمن بنظرياتها وفرضياتها.
واهتمام الباحث العربي بنقل المدارس الاجتماعية نقلاً حرفياً دون الخروج عن قوالبها بما يتناسب وطبيعة المجتمعات العربية، واختفاء الاهتمام بقطاعات دراسية. واختفاء وجود تيار ثقافي ملتزم بجدية قيم وأخلاق المجتمع العربي، إضافة إلى فشل تطبيق هذه النظريات. وأمام ما يعتقد بتحيز العديد من العلوم الإنسانية التي لا تتماشى مع الأبعاد الإسلامية للمجتمعات العربية.
يقول المؤلف: كيف يمكننا أن نستفيد مما هو قائم؟ وهو ما تعودّه آباؤنا في دراستهم للعلوم الأصلية، في اللغة العربية، والتفسير والفقه والأخلاق وغيرها، فإنهم وجدوا أن عند الأقوام الماضية أدواتهم فأعادوا النظر فيها بالنقد وسعوا لأن يجربوا بعضها، بما يتوافق مع البيئة المحلية التي يعيشون فيها.
ثم خصص الباحث الفصل الثالث في كتابه للرؤية المتبادلة بين الإسلام والغرب من خلال زوايا مختلفة ونظريات عدة، فهو يكتب عن الانثروبولوجيا والعالم الإسلامي ومجتمعاته.
ثم يتناول بالتفصيل النظريات المعتمدة في أبحاث علم الاجتماع مثل النظرية الانقسامية، والبطريكية، والنظرية الفسيفسائية ونظريات أسلوب الإنتاج الآسيوي كما تحدث عن السلطانية ونظرية السوق، والاستعمار والتنمية، والتخلف، وتغييب العالمين العربي والإسلامي إلى جانب نظرة المسلمين إلى الغرب.
في نظر هؤلاء تقوم العلاقة مع الغرب على أساس جعل العالم الإسلامي مجرّد مزوّد بالمواد الخام، وبالذات الطاقة، وسوقاً مفتوحة ـ من دون مقاومة ـ لكماليات وسلع الغرب المبالغ في أثمانها ومرتعاً لمتعها وسوء سلوكها وأخلاقها، ومثل هذه العلاقة غير المتكافئة تكبل العالم الإسلامي وعند سعي المسلمين للاستقلال بمصيرهم أو التعبير عن استنكارهم أو اعتراضهم فإنهم سينعتون بالتطرُّف والتخلف والآن بالإرهاب.
يأتي الفصل الرابع باحثاً في الإسلام والخطاب الانثروبولوجي المعاصر منتقلاً ما بين مفهوم الاستقلال والخضوع أو الانعزال، ثم المعارضة والحزبية والعلاقات الطبقية إلى جانب ما تعنيه النخبة، في حين يحدد الفصل الخامس عن «العلماء من خلال الدراسات التاريخية وصولاً إلى الدراسات الانثروبولوجية.
ثم يعود باقادر ليبحث في المجتمعات المدنية، ابتداء من مفهوم المجتمع المدني، ثم علاقته بالمجتمعات المسلمة من خلال الكتابات الغربية عبر المجتمع المدني وعلاقته بالمجتمع السياسي العربي.
ثم نقرأ في فصول لاحقة من الكتاب دراسة عن العالم العربي والنص الانثروبولوجي والسجلات العدلية، وأهميتها في دراسة الخطاب الانثروبولوجي، وكذلك تاريخنا الاجتماعي ـ الثقافي.. إلخ لينتقل في الفصل التاسع ويخصصه عن الباحث، والبحث عن هويته، ونشأته وتكوينه ووسطه العائلي والمدرسي وتحصيله الجامعي ثم في تخصص دقيق عن الوسط الجامعي الأميركي، والحياة الجامعية. لينقلنا الباحث في الفصل العاشر إلى الإسلام والغرب، في المواجهات المتكررة.
ويبدو لنا أن ما قال به الأمير تشارلز يوافق عليه العديد من العقلاء والسياسيين في الحضارتين، فالعالم في حاجة إلى تعاون وتقارب وتكامل وحوار وليس إلى عداء وحرب وتشاحن، وبدلاً من توجيه الطاقات وحشدها للحرب والمواجهة ربما كان على الحضارات توجيه طاقاتها وقدراتها نحو مشاكل الفقر والمرض والتخلف والمشاكل البيئية، وهي أمور بدأ العالم يفكر فيها.
صورة العرب في بعض الكتابات الغربية كانت موضوع الفصل الحادي عشر حيث نتعرف على دراسات مختلفة لعدد من الكتاب الغربيين من مختلف الدول إلا ان الباحث يخصص الفصل الثاني عشر للتأمل في أطروحات فرانسيس فوكوياما حول نهاية التاريخ، ابتداء من خطاب النهاية أو الكمال، ومن ثم الانتقادات الأميركية والأوروبية لأطروحات فوكوياما.. لينهي الفصل بانتقادات السوفييت.
هل يشكل الإسلام عائقاً دون اندماجنا وانصهارنا في العالم أم أنه مدعاة ومصدر تميزنا وتفردنا؟
وهل تكون الخيارات بالضرورة على هذه الشاكلة؟ يقودنا هذا السؤال إلى سؤال أعمق وأكثر جذرية، ما الذي يمكن أن يقدمه الإسلام لحياتنا المعاصرة ولمستقبلنا في ظل كم التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم؟
هل سيمكننا من المساهمة ويشكل فاعل في هذه التحولات أم سنكون مجرد مراقبين أو شهود لما يجري أمام أعيننا؟
في الفصل الأخير يبحث الكاتب في سوسيولوجيا الرياضة، ونقرأ معه عن علم اجتماع الرياضة، وظهوره وإسهاماته وعلاقة الرياضة بالمجتمعات الحديثة، وعلاقة الرياضة بالسلوك السياسي، وبالاقتصاد، وبالطبقات الاجتماعية المختلفة.
ثم ينتقل لدراسة الأندية الرياضية، ونماذج للمؤسسات الرياضية، ثم علاقة الإعلام بالرياضة، لينتقل الباحث د. باقادر إلى ظاهرة العنف في الملاعب الرياضية».
هذا ويظهر أن فكرة المنافسة وتقبل النتائج بروح رياضية تتناقض مع توجه المؤسسات الرياضية المطالبة بالفوز وتحقيق مراتب عالية، مما جعل الجماهير ترى المتعة في إظهار أكبر قدر من العنف داخل الملاعب، على أن الجدل هو بين من يكون ذلك العنف، بين اللاعبين الذين يعني لهم الفوز مزيداً من الاحتراف، والحصول على رواتب أعلى أم عنف بين المشاغبين من الجمهور ومن ثم مزيداً من الخسائر في الأنفس والممتلكات.


عبدالإله عبدالقادر


الكتاب: الإسلام والانثروبولوجيا


الناشر: دار الهادي ـ بيروت 2004


الصفحات: 374 صفحة من القطع الكبير

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/22582.htm