لندن تتغلب علي جراحها وتكتسي بالورود عادت لندن لتلف أناسها بعد ليلتين متناقضتي الدمع ذرفت في الأولى دموع الفرح لفوزها باستضافة الألعاب الأولمبية لعام 2012 وذرفت في الثانية دموع الحزن علي تفجيرات أستهدفت المسافرين في أقدم مترو أنفاق في العالم. ومحت المأساة بهجة الليلة السابقة حيث عمت الاحتفالات كامل بريطانيا التي رقصت للفوز بحق استضافة الألعاب الأولمبية عام 2012. وساد جو بين الناس يدعو إلي متابعة حياتهم برغم ما حدث، فما أن خفت أخبار التفجيرات التي تابعتها المحطات التلفازية لحظة بلحظة عبر عشرات المراسلين الموزعين في المدينة وابتكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مراسلا طائراً عندما تابعت الأحداث عبر طائرة هلكوبتر وعدسات تنقل الصور من الأرض بكل وضوح ، حتى عاد رواد الحانات إلي المحادثات اليومية عن العقود والمشاريع والأعمال. وعادت شبكة مترو الأنفاق الي العمل بصورة شبه معتادة فيما استأنفت الحافلات العامة السير في الشوارع. ونزل اللندنيون أمس إلي محطات القطار، وإن بخطي مترددة للذهاب إلي أشغالهم واستعادة شيء من حياتهم الطبيعية، متحدين الخوف والإرهاب النفسي الذي تسببت به انفجارات الخميس التي خلفت خمسين قتيلاً و700 جريحاً وأدت إلي شلل تام في حركة المرور لساعات طويلة في المدينة التي يتكلم سكانها مئتي لغة. وتعد شبكة مترو أنفاق لندن اقدم شبكة مترو أنفاق في العالم، و انطلق أول قطار فيها في العاشر من كانون الثاني(يناير) عام 1863 بمحرك بخاري، وكان ينقل 30000 راكب يوميا. وتحول نظام مترو أنفاق لندن إلي نظام التشغيل بالكوابل ثم بالكهرباء عام 1890 وفي الوقت نفسه صار (تيوب) كما يعرف في لندن الوسيلة الأولى للنقل في مدينة يربو عدد سكانها علي الـ 7 ملايين نسمة. وينقل مترو أنفاق لندن الآن نحو 3 ملايين راكب يوميا ويضم 280 محطة و7 خطوط ويبلغ سرعة تقاطر وحداته في ساعات الذروة 90 ثانية فقط. واستقلت أعداد محدودة من المسافرين حافلات لندن الحمراء ذات الطبقتين في مركز المدينة بينما لم تتضر حركة النقل خارج المركز واستمرت علي نفس وتيرتها. وبدأ العدد القليل من البريطانيين الذين تواجدوا في محطات القطار، متجهمي الوجوه.حيث لا يزال هؤلاء الذين كانوا موجودين في المحطات بالأمس ونجوا من الانفجار، تحت تأثير مشاهد الإخلاء والتدافع والدخان. وفضل غالبية العاملين في حي التجارة والأعمال بمصنع أوروبا كما تسمي لندن قضاء ليلتهم في الفنادق والمطاعم بسبب توقف حركة النقل وصعوبة عودتهم إلى مساكنهم. ويقطن غالبية العاملين في مكاتب ومتاجر لندن في ضواحي يبعد بعضها ساعتين بالقطارعن مركز المدينة. وبدا التلاحم واضحا في شوارع لندن خلال المحنة وفي واحد من المواقف النادرة وغير المألوفة عادة، غرباء يساعدون غرباء علي الابتعاد عن مكان الانفجار، غريب يقدم هاتفه المحمول لآخر يود الاتصال لطمأنة عائلته، وصفوف طويلة جدا، غير متذمرة، في انتظار الحافلات القليلة التي تابعت نقل المسافرين. وقال المرشد السياحي، مايكل كاهيل، (سوف نستمر، نحن بريطانيون ولا يخيفنا هذا إطلاقا، هذه بريطانيا العظمي، ولم تطلق عليها صفة عظمي من لا شئ.) صفوف لا يمكن مشاهدة آخرها، مقابل قصر باكينغهام الملكي، وعيون نحو العلم البريطاني المنكس فوق السارية. الزمان |