االمؤتمرنت -
القدس العربي : بغداد تعيش مأتما كبيرا والمقابر تستقبل مئات الجثث
بعد دقائق من إذاعة خبر كارثة الكاظمية في بغداد التي ذهب ضحيتها اكثر من 800 شخص بسقوط حواجز جسر كبير، شهدت بغداد توافد الآلاف من المدن القريبة التي كان الزوار قد أتوا منها قبل يوم من الحادث لمعرفة مصير أبنائهم، ما اضطر أجهزة الامن العراقية، الي قطع الطرق الرئيسة في بغداد والمؤدية الي مكان الحادث خوفا من تسبب الزحام بحوادث اخري ولتسهيل عمليات إخلاء الجثث.
وقد هرع عشرات الآلاف من العراقيين إلي المستشفيات القريبة من منطقة الكاظمية في بغداد بعد سماعهم نبأ الكارثة في سقوط حواجز جسر، يربط بين منطقتي الاعظمية والكاظمية التي كانت تغص بأكثر من مليون شخص توافدوا من مختلف مدن العراق لاداء الزيارة بمناسبة وفاة الأمام السابع لدي الشيعة الأمام موسي بن جعفر الصادق (رض)، حيث ادي التزاحم فوق الجسر الي سقوط اسيجته الحديدية وإلي سقوط المئات منه الي مياه النهر من ارتفاع اكثر من عشرين مترا، وقد قذف المئات من أبناء الاعظمية والكاظمية والزوار المتواجدين في المنطقة بأنفسهم الي مياه النهر لإنقاذ الغرقي الذين كان بينهم مئات الاطفال والنساء، بينما كانت سيارات الإسعاف وبسبب الزحام تشق طريقها بصعوبة بالغة الي مكان الحادث الذي تناثرت الجثث حوله دون ان يتمكن العراقيون من نقلها بسرعة الي المستشفيات القريبة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية الناس وهم يتدلون من الجسر للفرار من التدافع وأعدادا من الاحذية التي خلفها الضحايا الذين ماتوا سحقا تحت الاقدام. وجثة امرأة تصرخ في هيستيريا علي جثث في حين هرعت سيارات الاسعاف وهي تطلق أبواقها الي مكان الحادث فيما وضع الناس الجثث علي محفات بينما اصطف اخرون علي ضفاف النهر واحتشدوا علي الجسر.
وسجيت عشرات الجثث علي الارض مغطاة بمختلف الاغطية من ملابس الي أغطية بلاستيكية وغيرها.
وفي وقت سابق من امس قتل سبعة علي الاقل في ثلاث هجمات متفرقة بقذائف المورتر علي الحشد أثناء توجه ألوف الي المسجد.
وغير بعيد عن مكان الحادث كانت أماكن غسل الموتي وتكفينهم في بغداد قرب منطقة الكاظمية قد شهدت طوابير التوابيت التي وقفت بانتظار دورها، في وقت كانت حشود من النساء والرجال تتصارخ بالبكاء علي أبنائها الذين قتلوا في الحادث، ولم تكن أماكن غسل الموتي قد استعدت لمثل هذه الكارثة التي حولت بغداد الي مأتم كبير حيث ان نصف عدد الضحايا هم من أبناء بغداد، وحتي ساعات الغروب من يوم الأربعاء ظل آلاف من العراقيين يقفون علي ضفاف دجلة في منطقة الاعظمية بحثا عن جثث طافية او في الأعماق ممن سقطوا من الجسر ولم يتم استخراج جثثهم، فيما كانت المنازل القريبة من الجسر قد استعدت لتقديم الطعام والماء لهؤلاء القادمين من مناطق بعيدة لمساعدتهم في التغلب علي صعوبات الانتظار المر.
وفي أحياء بغداد الأخري كانت تتعالي صرخات من بيوت عدة بعد ان ينقل إليها خبر وفاة أحد أفرادها في الحادث ما جعل بغداد تعيش مأتما كبيرا لا يسمع فيها سوي الأنين مع هدوء ساعات الليل، فقد، تحولت العاصمة الي مأتم كبير وما زال الناس يراقبون مياه دجلة بحثا عن جثة او بقايا جثة وهو وجع ربما سيستمر في بغداد قبل ان يندمل جرح المصيبة.
واعلن مقتل 848 شخصا قال مسؤول بوزارة الداخلية ان معظمهم من النساء والاطفال.
وتوقع الدكتور جاسب لطيف علي مدير عام بوزارة الصحة العراقية ان تصل حصيلة القتلي الي 1000 شخص .
وقال وزير الداخلية العراقي باقر صولاغ جبر ان ارهابيا كان وراء نشر شائعة بأن مهاجما سيفجر نفسه وسط الحشود الشيعية مما أحدث التدافع علي الجسر ببغداد. ولكن وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي قال ان التدافع لا علاقة له بالتوترات الطائفية التي تخيم علي البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 .
ودعا وزير الصحة العراقي عبد المطلب محمد علي امس وزيري الدفاع والداخلية العراقيين الي الاستقالة من منصبهما بسبب الحادث.
وقال الوزير العراقي في مؤتمر صحافي في بغداد انا احمل زملائي في الداخلية والدفاع مسؤولية ما حدث .
لكن وزير الداخلية رفض تحمل اية مسؤولية عن الحادث وحمل المسؤولية لوزارة الدفاع. وقال في تصريحات للتلفزيون العراقي الحكومي في الواقع ان قوات وزارة الداخلية غير معنية بالمنطقة التي وقع فيها الحادث، والكاظمية امنيا من حصة وزارة الدفاع ونحن نتحمل مسؤولية مناطق الدورة ومناطق اخري لا اود ان اشير اليها بالتحديد .
واستنكر رئيس الوزارء العراقي ابراهيم الجعفري في مؤتمر صحافي عقده امس الاربعاء مع السفير الامريكي في بغداد زلماي خليل زاد الاتهامات التي وجهها وزير الصحة لوزيري الدفاع والداخلية في حكومته.


تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-يناير-2025 الساعة: 02:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/23848.htm