القدس العربي:مباركه سعوديه للتطبيع الباكستاني عقدت اسرائيل أول محادثات علنية مع باكستان أمس الخميس، في خطوة اعتبرتها الدولة العبرية مكافأة لها علي انسحابها من غزة، وتنبأت باحتمال تحسن علاقاتها مع دول اخري في العالم الاسلامي أهمها السعودية. وقال وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمود قصوري بعد اجتماع علي مستوي عال في اسطنبول مع نظيره الاسرائيلي سيلفان شالوم ان بلاده قررت ان تتعامل مع اسرائيل بعد ان ظلت لسنوات واحدة من أشد منتقديها بشأن اسلوب تعاملها مع الانتفاضة الفلسطينية. وقال شالوم للصحافيين بعد الاجتماع ان اسرائيل تأمل في استخدام المحادثات كمنصة انطلاق لعلاقات دبلوماسية اكبر مع العالمين الاسلامي والعربي. وقد يستغل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تحسن العلاقات مع باكستان في حشد تأييد الاسرائيليين له وهو يواجه معركة مريرة علي زعامة حزب ليكود اليميني بسبب معارضة المتشددين للانسحاب من غزة. وفي اشارة اخري الي تحسن في العلاقات بالشرق الاوسط قال مصدر دبلوماسي اسرائيلي كبير ان من المتوقع ان يزور العاهل الاردني الملك عبد الله اسرائيل الاسبوع القادم ليؤكد دعمه لتفكيك شارون لمستوطنات غزة. وقال قصوري ان بلاده قررت بالتشاور مع الفلسطينيين والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اجراء محادثات مع اسرائيل بسبب ما تراه بداية لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية. من ناحيته قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف يتعين علينا مراجعة سياستنا باستمرار ويجب ان تتسق مع المناخ العالمي . وأكد ان الخطوة الباكستانية تحظي بتأييد العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وندد حزب المعارضة الاسلامي الرئيسي في باكستان بقرار بدء التعامل دبلوماسيا مع اسرائيل وقال انه سيرفع أعلاما سوداء في يوم احتجاج علي هذه الخطوة. وقال شهيد شمسي المتحدث باسم تحالف الاحزاب الاسلامية ندين اللقاء بشدة ودعونا الي تنظيم يوم احتجاجي في انحاء البلاد الجمعة للتعبير عن غضبنا واحتجاجنا علي هذه الخطوة . واضاف هذه الخطوة تتعارض مع مصالح الامة الاسلامية وتعكس سياسة الحكومة الموالية للامريكيين . وقالت مصادر رسمية اسرائيلية ان الباكستان سارت علي نفس النهج الذي سارت عليه المملكة الاردنية الهاشمية، التي انتظرت توقيع اتفاقية السلام مع اسرائيل بعد قيام منظمة التحرير الفلسطينية بالتوقيع علي اتفاق اوسلو في العام 1993. وشددت علي ان الدولة العبرية بصدد اقامة علاقات مع العديد من الدول العربية والاسلامية، وفي مقدمتها تونس والمغرب وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة. وحول امكانية اقامة علاقات مع السعودية قالت المصادر ذاتها ان اسرائيل معنية باقامة علاقات مع جميع الدول العربية والاسلامية، وهي تسعي من اجل تحقيق هذا الهدف. وقال شالوم ان اسرائيل تأمل ان يؤدي الاجتماع في نهاية الامر الي علاقات دبلوماسية كاملة مع باكستان مثلما نود ان نراه مع كل الدول العربية لكن ذلك يحتاج بالطبع لانجازه خطوة خطوة . واضاف حققنا انفراجة هائلة اليوم. هذا هو الوقت الملائم لكل الدول العربية والاسلامية لتعيد النظر في علاقاتها مع اسرائيل . ورغم ان الرئيس الفلسطيني لم يعلق علنا فقد قال نائب رئيس الوزراء نبيل شعث ان السلطة الفلسطينية لا تعتقد ان الوقت مناسب لمنح اسرائيل مكافآت قبل ان تبرهن علي التزامها الحقيقي بالسلام. وحثت حركة حماس باكستان علي اعادة النظر في قرارها. وجاء الاجتماع قبيل كلمة من المقرر ان يلقيها مشرف امام زعماء الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة اثناء زيارته لنيويورك في وقت لاحق هذا الشهر لحضور اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة. ولم تستبعد اسرائيل حدوث لقاء بين شارون ومشرف علي هامش الاجتماع. (تفاصيل ص 5) |