الجزيرة : إسرائيل تنسحب عسكريا من غزة تستعد قوات الأمن الفلسطينية للانتشار خلال الساعات القادمة في المناطق التي تنسحب منها قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة منهية احتلالا دام نحو 38 عاما. وأفاد مراسل الجزيرة في المنطقة بأن قوات الأمن الفلسطينية بدأت تتخذ مواقعها في محيط مستوطنة كفار داروم قرب مدينة بيت البلح وسط القطاع، بينما تجمهر عشرات المواطنين استعدادا للمشاركة في احتفالات النصر والتحرير. وزير الشؤون المدنية الفلسطيني والمسؤول عن ملف الانسحاب محمد دحلان يقول إن هذه الكنس لم تعد كنسا، وبالتالي ما يجري على المباني البالية سيجري عليها "ووضعت السلطة خطة لإجراء مسح ميداني للأراضي المحررة ومنع أي محاولات لوضع اليد على أراض أو ممتلكات. واحتجت السلطة الفلسطينية على عدم قيام إسرائيل بهدم المعابد اليهودية داخل المستوطنات, واتهمت تل أبيب بالسعي إلى تشويه صورة الفلسطينيين أمام العالم. وقال وزير الشؤون المدنية الفلسطيني المسؤول عن ملف الانسحاب محمد دحلان في مؤتمر صحفي بمدينة غزة إن "هذه الكنس لم تعد كنسا، وبالتالي ما يجري على المباني البالية سيجري عليها". واتهم إسرائيل بأنها تسعى إلى أن تظهر الفلسطينيين بوصفهم "شعبا غير حضاري" إذا قاموا بتدمير الكنس في ما بعد. والمعابد الباقية وعددها 24 هي المباني الوحيدة القائمة عمليا في المستوطنات الـ21التي تم إخلاؤها الشهر الماضي وإجلاء سكانها الـ8000. إنزال العلم وفي وقت سابق تم إنزال العلم الإسرائيلي خلال احتفال أقيم في مستوطنة نافيه ديكاليم. وتجري عملية الانسحاب التي أطلق عليها اسم "الحرس الأخير" بصورة متوازية من جميع مناطق قطاع غزة، ومن المتوقع أن تنتهي صباح الاثنين. ميدانيا أصيب ستة فتية فلسطينيين أحدهم في حال خطرة في خانيونس عندما أطلق جنود متمركزون في نافيه ديكاليم النار عليهم, وتجمع المئات من الفلسطينيين بالقرب من سياج المستوطنة بانتظار انسحاب جيش الاحتلال. وشوهدت تجمعات مماثلة حول مستوطنات الشمال والوسط والجنوب استعدادا للدخول إليها. وفي الشمال أطلق جنود الاحتلال النار باتجاه فتية حاولوا اجتياز سياج مستوطنة نسانيت, لكن لم تسجل إصابات. ومنعت الشرطة الفلسطينية عددا من الفتية من التقدم نحو مستوطنة نتساريم في الوسط. وفي رفح أصيب ثلاثة فلسطينيين بشظايا قد تكون ناجمة عن انفجار قذيفة دبابة أو انفجار قنبلة حسب مصادر طبية فلسطينية. كما أعطت الحكومة الإسرائيلية الضوء الأخضر للانسحاب من ممر صلاح الدين(فيلادلفيا) على الحدود بين قطاع غزة ومصر الذي كان يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي. وتستكمل مصر خلال الأيام القادمة نشر نحو 750 جنديا من حرس الحدود على الجانب المصري لحفظ الأمن ومنع ما يسمى بعمليات تهريب الأسلحة. مواقف متباينة وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" مواصلة البناء في التجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة رغم الاعتراضات المتوقعة من الولايات المتحدة. وكرر شارون عزمه الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية بموجب أي اتفاق سلام في المستقبل. الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن أن السلطة مستعدة لفرض سيطرتها الكاملة على الوضع الأمني ولن تسمح لأي شخص بدخول المستوطنات من جهته وعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريح لمجلة "نيوزويك" الأميركية بعدم السماح للفصائل الفلسطينية بفرض سيطرتها على المناطق المحررة في القطاع. وقال عباس إنه تم اتخاذ إجراءات لضمان عدم فرض حركة المقاومة الإسلامية(حماس) بصفة خاصة سيطرتها على المستوطنات. وأضاف أن السلطة مستعدة لفرض سيطرتها الكاملة على الوضع الأمني ولن تسمح لأي شخص بدخول المستوطنات. وأوضح الرئيس الفلسطيني أن الخطوة المقبلة في عملية السلام يجب أن تكون من خلال تطبيق خريطة الطريق، مشيرا إلى أنه كان هناك اتفاق بالانسحاب من بعض مدن الضفة ولم يتم تطبيقه. وطالب عباس بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ووقف الاستيطان في الضفة الغربية. الجزيرة نت |