مكرمة الثورة عظيم هذا الوطن بثورته، وأُناسه، وقياداته، وقائده. عظيم هذا الوطن بصانعي نصره وانتصاراته وبزارعي يومه؛ بحاضره وآفاق مستقبله. عظيم هذا الوطن وعظيمةٌ ثورته التي انتصرت على الظلم والتخلف والجهل والقهر، والمرض. لكنها لم تحقد يوماً، ولم تمارس ردود أفعال سيئة، ولا أعمالاً ضد أحد. عظيم هذا الوطن والذي فيه، وعلى يد قائده فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ، تعلمنا الصفح والتسامح والعفو والمحبة والنظرة إلى المستقبل. أجل فإن العفو قبل أن تصمت بنادق مؤامرة الانفصال كان قراراً حكيماً؛ قراراً إنسانياً ووطنياً وأخلاقياً ، قراراً مدركاً فداحة ما حصل وكارثة ما قد يحصل، لو تُركت الأمور لحسابات التصفية الدموية التي سُحبت من زمن التشطير إلى زمن الوحدة بالدفاع عنها . علَّمنا فخامة الأخ الرئيس مبدأ العفو عند المقدرة، والمقدرة والعفو شيمةٌ من شيم الثورة، واليمن واليمانيين، وعليُّ قائدهم العافي عند المقدرة. وبالأمس -ونحن نحتفل بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر، وأكتوبر، ونوفمبر، وفي خطابه الرائع بمناسبة أعياد الثورة- أصدر فخامته قراراً بالعفو والإفراج عن المعتقلين على ذمة فتنة الحوثي: الابن والأب، وبقرار يعوض أسرة حميد الدين، وبقرار الإفراج عن المعتقلين على ذمة أحداث الشغب يومي 20-21 يوليو الماضي. هذه القرارات أكدت حرص الرئيس على وقف اقتتال الإخوة وحرصه على صون دم المغرر بهم، وعلى إخماد فتنة ليس لنا فيها - كوطن لا ناقة ولا جمل.. إنها فرضت علينا وفرض علينا مواجهتها، والإعفاء على مثيري الشغب في 20 و 21 يوليو 2005م هم ضحايا أحزاب في المعارضة دفعت بهم للشوارع لممارسة النهب والتخريب، وتعويض أسرة حميد الدين عن ممتلكاتها تؤكد أن الثورة أكبر من أن تؤمم حق أحد، حتى لو كان هذا الـ (أحد) هو الإمام نفسه. وعليه فإن فخامة الأخ علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية- يمد يداً بيضاء هي يده ويد الثورة بمنح العفو والصفح والتسامح والمحبة للجميع من أجل بناء الوطن، ويمارس مسؤولياته كرئيس وكقائد إزاء الجميع، حرصاً على وطنٍ ينبغي أن يساهم الجميع في بنائه. والخلاصة تفيد أن أعياد ثورتنا المجيدة هي أعياد نصر وانتصارات، ومنجزات وبناء تشييد.. كما أنها أعيادٌ للحب والصفح والتسامح والعفو. فليحرص المعنيون على أن يبادلوا الثورة مكرمتها كرماً، وليؤكدوا ما قاله الشاعر : "إذا أنت أكرمت الكريم ملكتهُ ** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا" |