المؤتمرنت-اعداد: عبد الحكيم طاهر -
«سبتمبر واكتوبر» واحدية النضال نحو تحقييق وحدة الوطن(ملـف)
* المشير السلال امر بفتح مكتب لجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وأعلن دعمه لنضال الحركة الوطنية في الجنوب
* تعانقت ثورة «سبتمبر واكتوبر» وشكلتا الثورة الثالثة وهي اعادة تحقيق وحدة الوطن
* عام 1963م تم اعداد مشروع بصنعاء بصيغة نداء لكل التنظيمات السياسية لتكوين جبهة واحدة توحد النضال في الجنوب
* اثبتت الايام ان واحدية الثورة حقيقة تاريخية قامت لتحقيق اهدافــــــها الســــياسية وذروتها الوحدة
* ليس من باب المصادفة أن تتوحد الرؤى والاهداف لثورتى (26 سبتمبر و14اكتوبر) المجيدتين في شريان واحد منذ قيام الاولى في القضاء على النظام الامامي واندلاع الثانية لطرد المستعمر الغاصب .
ولقد كانت دماء الشهداء ونضالات الحركة الوطنية اليمنية في كل ارجاء الوطن اليمني هما أداة التوحيد والوحدة، شكلا القاسم المشترك في مجرى الدفاع عن الثورة السبتمبرية في شمال الوطن والكفاح المسلح في جنوبه، وبفضل الله وتضحيات الشهداء الابطال تحقق الهدف المنشود في إعادة تحقيق وحدة الوطن في 22 مايو 1990م، وتواصلت مسيرة البناء والتطور بقيادة زعيم اليمن وابنها البار فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية - حفظه الله .
ونحن نحتفل اليوم بأعياد الثورة اليمنية المباركة (سبتمبر واكتوبر) المجيدتين يجدر بنا هنا من خلال هذه التناولة البسيطة ان نتطرق لمدى ترابط وتلازم النضال الوطني في معارك الدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري في شمال الوطن وكذا التحرر من النظام الاستعماري في الجنوب واهمية هذا الترابط في القضاء على نظام الإمامة والاستعمار.. وهنا نأخذ بعضاً مماجاء في كتاب الاستاذ سعيد احمد الجناحي الذي يحمل عنوان «المسار النضالي واحداث الثورة اليمنية» والذي من خلاله تطرق الى هذه الأمور المتعلقة بواحدية الثورة اليمنية.
حاول اعداء الشعب اليمني التقليل من اهمية الثورة اليمنية (سبتمبرواكتوبر) بقولهم ان ماحدث في السادس والعشرين لم يكن سوى انقلاباً عسكرياً.. سيطرة العسكر على السلطة، واتفق مع هؤلاء منظرين وسياسيين ينتمون الى الايديولوجية العلمية، فقد اطلقوا على الثورة السبتمبرية تسمية حركة وليست ثورة، واطلقوا على 14 اكتوبر ثورة، وبرز اتجاه آخر يقول ان ماحدث في (14اكتوبر 1963م) ماهو إلاَّ تمرد قبلي وليس ثورة.. فلاشك ان الثورة السبتمبرية قلبت الاوضاع رأساً على عقب على مستوى الساحة اليمنية، بل وعلى المستوى الاقليمي، ولأن الثورة انطلقت في جزء من الوطن اليمني «الشمال» فقد كان من الطبيعي ان تمتد الى الجزء الآخر «الجنوب» لتستكمل بنيانها ومسارها.

اعداد: عبد الحكيم طاهر

فالثورة اليمنية امتلكت كل دلالات الثورة فقد انهت نظاماً امامياً وراثياً في الشمال وانهت انظمة سلاطينية واماراتية ومشيخية وراثية محتمية بالوجود البريطاني الاستعماري المحتل لجزء من الوطن «عدن» التي حولها الى مستعمرة تتبع الحكومة البريطانية وجاء تحرير جنوب الوطن لتستكمل الثورة اليمنية اهدافها وخلقت تغييراً نوعياً من الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية لجماهير الشعب اليمني.
وفي هذا الفصل سيجد القارئ دلالات امتداد الثورة الى جنوب الوطن ودلالات ترابط الثورة اليمنية ووحدتها والبدايات الاولى للثورة.
وحالما تأكد للثوار في صنعاء هروب البدر وانقسام جنود الجيش، منهم من أيد الثورة ومنهم من ترك الجيش وعاد الى منطقته، اضافة الى تمرد بعض القبائل، لذا وجه مجلس قيادة الثورة نداءً الى ابناء الشعب اليمني يناشدهم فيه بالدفاع عن الثورة أمام العدوان المبكر ضدها، واستجابة لذلك النداء هب الآلاف من الوطنيين، وخاصة من عدن المدينة التي اتلف سكانها من كل انحاء الوطن اليمني ومن ردفان والضالع ويافع.
واعلنت اذاعة صنعاء بدء تدريب المتطوعين الذين تدفقوا الى تعز حيث فتح معسكر لتدريب الحرس الوطني بقيادة الملازم محمد الخاوي، وكان يتم تدريب المتطوعين بشكل سريع، وتشكل منهم فرق تتحرك الى صنعاء ومنها الى مناطق شمال الشمال حيث تمردت بعض القبائل.
وفي 24 مارس 1963م عقد في صنعاء لقاء حضره اكثر من الف شخص ضم عدداً من ممثلي حركة القوميين العرب وحزب الشعب الاشتراكي والجنود والضباط الاحرار من الذين تركوا الخدمة العسكرية في الجنوب والمقاتلين من القبائل والعمال والموظفين الذين تركوا مناطقهم في الجنوب ونزحوا الى الشمال مستجيبين لنداء حماية الثورة السبتمبرية.. وبعد نقاش مستفيض استقر الرأي على تشكيل لجنة تحضيرية لاعداد مشروع بيان وميثاق بصيغة نداء الى كل التنظيمات السياسية والفئات الوطنية لكي تلتقي في جبهة واحدة توحد كل النضال في الجنوب.. وتم اختيار لجنة تحضيرية من بين الحاضرين مكونة من 11 عضواً هم:
1- قحطان محمد الشعبي 2- الشيخ ناصر السقاف 3- الشيخ عبدالله المجعلي 4- محمد علي الصماتي 5- ثابت على منصور 6- الرائد محمد احمد الدقم 7- نجيب مليط 8- احمد عبدالله العولقي 9- عيدروس حسين القاضي 10- علي محمد الكاظمي 11- عبدالله محمد الصلاحي.
قدمت اللجنة التحضيرية الى اجتماع موسع عقد في 5 مارس 1963م ضم ممثلي الفئات المذكورة آنفاً، مشروع بيان وميثاق هو بمثابة نداء والدعوة الى تشكيل جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل، والنضال المسلح اسلوباً للتحرير وافق كل المجتمعين على البيان والميثاق (باستثناء حزب الشعب الاشتراكي)، فقد رفض قيام جبهة تتبنى الكفاح المسلح، وتمخض الاجتماع عن توجيه رسالة الى المشير عبدالله السلال رئيس الجمهورية حملها ممثلون من حركة القوميين العرب وقطاع القبائل من المقاتلين من قبائل الجنوب والجنود والضباط الأحرار من ابناء الجنوب من الذين نزحوا من الجنوب الى الشمال.
استجاب المشير السلال لمطالبهم فأمر بفتح مكتب لجبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل، واعلن دعمه لنضال الحركة الوطنية في الجنوب، وفي نفس الوقت امر باغلاق مكتب حزب الشعب الاشتراكي.
اقترنت مساعي حركة القوميين العرب لتشكيل جبهة لتحرير الجنوب على المستوى العربي باتصال عدد من القيادة المركزية بالرئيس جمال عبدالناصر، وعلى المستوى اليمني، وفي صيف عام 1963م عقد عدد من قادة الحركة اجتماعاً تشاورياً في قرية (حارات) الواقعة في الاعبوس من محافظة تعز حضره التالية اسماؤهم:
1- قحطان محمد الشعبي 2- فيصل عبداللطيف الشعبي 3- سلطان احمد عمر 4- علي احمد السلامي 5- طه احمد مقبل 6- سالم زين محمد 7- نور الدين قاسم 8- عبدالباري قاسم 9- عبدالله الخامري 10- محمد صالح مطيع 11- عبدالرحمن محمد عمر.
استمر اللقاء يوماً وخرجوا بقرار الاستمرار في العمل الجبهوي على قاعدة الكفاح المسلح حتى التحرير وتشكيل الجبهة القومية تحت كل الظروف، تم تسمية الجبهة بالجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل.
شكلت قيادة الحركة في اقليم اليمن مجلساً مركزياً لقيادة اقليم اليمن تكون من الاعضاء التالية اسماؤهم:
1- قحطان محمد الشعبي - رئيساً للمجلس المركزي
2- فيصل عبداللطيف الشعبي- مسؤولاً للشؤون التنظيمية
3- علي احمد السلامي- مسؤول الشؤون المالية
4- طه احمد مقبل- مسؤول الشؤون العسكرية
5- سيف احمد الضالعي- مسؤول الشؤون الخارجية
6- سالم زين محمد- مسؤول الشؤون الاعلامية
7- جعفر علي عوض- نائب الشؤون التنظيمية
8- عبدالباري قاسم- نائب الشؤون المالية
وفي اكتوبر 1965م اضيف عبدالفتاح اسماعيل كونه اصبح المسؤول السياسي والعسكري في الداخل وقائد جبهة عدن.
فتحت قيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل مكتباً لها في تعز، ونشرت بيان مارس كما أقر ولم يغير فيه سوى اسم جبهة التحرير الى الجبهة القومية والميثاق القومي، نشرتهما صحيفة الثورة التي كانت تصدر في تعز، وكان التصريح بفتح مكتب الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل قد تم من منطلق خروج حزب الشعب الاشتراكي عن الاجماع الوطني.
وفي نفس الشهر فتح الجهاز العربي المصري مكتباً له في تعز لدعم نضال الجنوب.
وفي 19/8/1963م تهيأت لابناء الجنوب فرصة لاجتماع رسمي حضره ممثلون لعدد من الفصائل هي:
1- حركة القوميين العرب.
2- الجبهة الناصرية.
3- المنظمة الثورية لجنوب اليمن المحتل.
4- الجبهة الوطنية.
5- التشكيل السري للضباط الاحرار.
6- جمعية الاصلاح اليافعي.
7- تشكيل القبائل.
ولما كانت الجبهة القومية قد اعلنت انها ليست تنظيماً حزبياً وانها مفتوحة لكل من يؤمن بالكفاح المسلح ومن ثم التحق بها فيما بعد ثلاثة تنظيمات هي:
1- منظمة الطلائع الثورية في عدن.
2- منظمة شباب المهرة.
3- المنظمة الثورية لشباب الجنوب اليمني المحتل.
وخرج المجتمعون بالموافقة على بيان الجبهة القومية والميثاق القومي، وتشكيل قيادة للجبهة من 6 اعضاء من الحركة و6 اعضاء يمثلون الفئات الاخرى، وانتخب المناضل قحطان الشعبي أميناً عاماً للجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل.
التطوع للدفاع عن الثورة الوليدة
ويضيف الأستاذ سعيد الجناحي في كتابه آنف الذكر أنه في اليوم الثالث لانطلاق الثورة السبتمبرية عام 1962م من صنعاء لتصنع بداية الإعداد لامتداد الثورة باتجاه الجنوب وما أن أعلن نداء الثورة الداعي للتطوع دفاعاً عن الثورة الوليدة حتى تدفقت من عدن في الأسبوع الأول أفواج من المتطوعين بلغ عددهم خمسة آلاف ثم ارتفع هذا العدد إلى عشرين ألفاً، حيث كانت قيادة الثورة قد فتحت معسكرات في تعز لتدريب المتطوعين وأطلقت عليهم اسم الحرس الوطني. كما لبى النداء آلاف من المقاتلين من أبناء ريف الجنوب وخاصة من أبناء ردفان والضالع ومن جميع أنحاء الوطن اليمني.. وهكذا شكلت ثورة 26 سبتمبر قاعدة إسناد للحركة الوطنية في الجنوب أحدثت متغيرات سمحت بتواصل حركة النضال الوطني وترابط أهدافها بشكل مباشر، فأصبحت ساحة الشمال ساحة لقاءات القوى الوطنية للدفاع عن ثورة سبتمبر، وخلفية لانطلاق النضال الوطني باتجاه الجنوب وهي عملية تدخل في اتجاه الدفاع عن النظام الجمهوري كونها تتصدى للعدوان البريطاني وحكام الكيانات المحتمين به الذين ناصبوا الثورة ونظامها الجمهوري في شمال اليمن العداء، وجعلوا من الجنوب منطقة تجمع للملكيين وقدموا لهم كل أشكال الدعم من سلاح وعتاد ومال، وأصبحت ولاية بيحان قاعدة انطلاق للملكيين لمواجهة الثورة ونظامها الجمهوري في الشمال. وعندما نجح فرع حركة القوميين في الشمال بترشيح المناضل قحطان محمد الشعبي كمسؤول عن شئون الجنوب، وجد ذلك الاقتراح استجابة لدى قيادة الثورة، وأصدر الرئيس عبدالله السلال قراراً عين بموجبه قحطان محمد الشعبي -عضو قيادي في الحركة – مستشارا لرئيس الجمهورية لشؤون الجنوب بدرجة وزير، وكان لذلك التعيين أثر بالغ في الدفع بتوجيه حركة القوميين العرب نحو تشكيل جبهة عريضة لتحرير جنوب اليمن وأتاح وجود مكتب لشئون الجنوب بصنعاء برئاسة قحطان الشعبي مجالا واسعا للاتصال بأبناء الجنوب، أكانوا من أولئك الموزعين في مختلف مناطق القتال من المتطوعين الذين انضموا إلى الحرس الوطني أو الذين يتوافدون تباعاً إلى تعز وصنعاء، أو من الذين تواجدوا على ساحة الشمال قبل الثورة بسنوات والتحق الكثير منهم بتنظيم حركة القوميين العرب.
اشعال الثورة في الجنوب
يقول اللواء علي السعيدي في إحدى مداخلاته التي قدمت في ندوة الثورة اليمنية.. «الانطلاق.. التطور.. آفاق المستقبل» تحت عنوان دور ثورة 26 سبتمبر في التهيئة لثورة 14 أكتوبر. بعد مرابطة الأشقاء الجنوبيين عدة أشهر بجانب إخوانهم في الشمال عادوا من قمم الشرفين وحجة إلى قمم ردفان ليشعلوا شعلة ثورة الـ14 من أكتوبر ولقد وفوا بما وعدوا حيث كان يتردد على لسان الشيخ راجح غالب لبوزه وأخوانه من مشايخ ردفان بكري وقطيبي ومحلي وداعري وحالمي وشاعري أن الدفاع عن ثورة سبتمبر ليس المرابطة في جبال الشمال ومناطقه بل بإشعال ثورة داخل الجنوب وكان لهم ما أرادوا، وقام البريطانيون بقمع هذه الثورة استخدموا فيها كل قواهم، وعندما تراجعت مجاميع الثوار بعد مقتل الشيخ راجح غالب لبوزه وعدد كثير من أصحابه إلا أن شعلة الثورة لم تنطفئ فتغير أسلوب المواجهة القديم بأسلوب الكفاح المسلح المنظم وتحركت القيادات الوطنية من الجنوب والشمال ونسقت مع الأشقاء المصريين في صنعاء وفتحت المعسكرات في تعز وصنعاء وتوافد عليها المناضلون وانطلقوا منها مؤهلين لتحمل المسؤولية لمرحلة التحرير وحضوا بدعم شعبي ورسمي شمالاً وجنوباً لم يشهد له التاريخ مثيل حتى تحقق لهم النصر ونالوا الاستقلال يوم الـ30 من نوفمبر 1967م.
وفي الوقت الذي نالت عدن استقلالها واستعادت حريتها ضاق الخناق على صنعاء أو الحديث للواء علي السعيدي وبفضل صمود المخلصين سبعين يوما انتصرت إرادة الشعب وبفضل من الله واصلت الثورة مسيرتها رغم ما فرضتها ظروف الحرب الباردة طوال عقدين ونيف، وأثبتت الأيام أن واحدية الثورة حقيقة تاريخية وأن الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) ما قامت إلا لتحقيق أهدافها السياسية وذروتها الوحدة، وجاء يوم الـ22 من مايو ليطوي صفحة ستة عقود من النضال ومن النظريات الخاطئة وذهب الزبد وبقي ما ينفع الناس والوطن. ويذكر الدكتور عبدالله حسين بركات عضو مجلس الشورى في إحدى مداخلاته عن واحدية الثورة اليمنية بأن المناضلين من شمال الوطن وجنوبه التقوا في الأهداف والتضحيات وشكلوا جسراً للنضال اليمني المشترك، ومن هنا جاءت واحدية الثورة اليمنية المباركة، واجتمع الشعب اليمني بشطريه على نصرة الثورة. وتوالت الأحداث وقررت حكومتا الشطرين في 25 فبراير 1968م عقد مؤتمر لبحث توحيد البلدين واستمرت المحادثات حول تنسيق العلاقات بين البلدين طوال عام 1968م إلا أنه أعقب ذلك صراع بين الشطرين أدى إلى إيقاف هذا المد الوحدوي والهروب المتبادل واحتضن كل شطر معارضي الشطر الآخر مما أدى إلى إصدار القاضي عبدالرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري في 16 مارس 1969م قراراً خصص بموجبه 13 مقعدا في المجلس الوطني (البرلمان) باسم المحافظات الجنوبية من اليمن، وعلى اثر ذلك اندلعت الحملات الإعلامية وفي نهاية نوفمبر 1970م اتفق الشطران على احتواء الموقف المتفجر واتخاذ بعض الخطوات التي تمهد للوحدة بين الشطرين وتم تكوين لجان مشتركة لبحث ودراسة الخطوات الأساسية التي يجب البدء بها كمدخل أساسي للوحدة وخاصة في المجالات الاقتصادية وذلك بعد حرب 1972م بين الأشقاء وسار الشطران نحو الوحدة، وتمت لقاءات خارجية ووقع الطرفان على عدة اتفاقيات بعد تدخل الجامعة العربية لإيقاف الصراع بين الأخوة 1- اتفاقية القاهرة 1972م 2- بيان طرابلس 1972م 3- لقاء الجزائر 1973م 4- لقاء قعطبة 1973م 5- اتفاقية الكويت 1979م وعند الاطلاع على هذه الاتفاقيات نجد أن القضية الجوهرية فيها هي الوحدة اليمنية، ونجد أنها انطلقت من حرص على إزالة مسببات الخلاف والحروب التي كثيراً ما نشبت بين قيادة الشطرين وكان للجامعة العربية والدول العربية دور في رأب الصدع بين الأشقاء.
الاتفاقيات الممهدة للوحدة
ولقد أدت الحرب الأهلية الأول عام 1972م إلى اتفاقية القاهرة وطرابلس والجزائر وأدت الحرب الأهلية الثانية عام 1979م إلى اتفاقية الكويت وما تلاها مؤتمر قعطبة بهدف إزالة الخلاف ووضع أسس لقيام دولة الوحدة. ورغم أن هذه الاتفاقيات قد وضعت الأسس النظرية لإعادة الوحدة إلا أن الإرادة السياسية لم تتوافر من الطرفين كما يبدو من عدم تنفيذ الاتفاقيات وتحديد مواعيد لتنفيذها وإخراجها إلى حيز الوجود. وقد جاءت اتفاقية الكويت - حسب حديث الدكتور بركات -بخطوات تنفيذية لتحقيق الوحدة فقد حدد الاتفاق 1979م أربعة أشهر لانتهاء اللجنة الدستورية في حين أن اتفاق القاهرة لاستكمال أعمالها سنة كما تضمن اتفاق الكويت وسيلة للمتابعة. بعد لقاء الكويت انتظم واستمر سير أعمال المجلس اليمني الأعلى المكون من رئاسة الشطرين. واستطاعت اللجنة الدستورية المشتركة إنجاز مشروع دستور دولة الوحدة في نهاية ديسمبر 1981م في هذه الفترة التي تلت الحرب الأهلية الثانية بين الشطرين 1979م شهدت العديد من التطورات الداخلية في كل شطر مما ساهم في عملية الاستقرار وبالتالي التفكير بتوفير كثير من القضايا المعلقة بين الشطرين والعمل على حلها بإرادة سياسية صادقة ترقبا ليوم الوحدة.
بعد أحداث 13 يناير قرأ الشطر الجنوبي خريطة التوازنات الدولية واندفع نحو الوحدة اليمنية مع الاحتفاظ لنفسه بمكان السلطة.. في حين أن الشطر الشمالي برئاسة الأخ علي عبدالله صالح والذي احتفظ بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وقام بزيارة لها في 24/1/1990م وبعد عقد اتفاقية الوحدة في 30 نوفمبر 1989م للحصول على تأكيد دعمها عند قيام الوحدة اليمنية، وتم التصديق على مشروع دستور دولة الوحدة خلال زيارة قام بها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح إلى عدن للمشاركة في احتفالات استقلال الشطر الجنوبي تم تصديق القيادتين السياسيتين على مشروع دولة الوحدة الذي أنجزته اللجنة المشتركة عام 1998م وقد نص الاتفاق- الذي وقع عليه الرئيس -على الخطوات التالية:
1- إحالة مشروع الدستور إلى مجلس الشعب والشورى في الشطرين للموافقة عليه خلال مدة زمنية أقصاها (ستة أشهر).
2- يقوم رئيس الشطرين بتفويض من السلطتين التشريعيتين بتنظيم عملية الاستفتاء على مشروع الدستور وانتخاب سلطة تشريعية موحدة للدولة الجديدة طبقا للدستور الجديد.
3- يشكل الرئيسان لجنة وزارية مشتركة ينظم إلى عضويتها وزير الداخلية في كلا الشطرين لكي تقوم بالإشراف على هذه الأعمال وذلك خلال ستة أشهر من تاريخ موافقة السلطات التشريعية في الشطرين على مشروع الدستور وتشكلت القيادة السياسية والوزارة الجديدة.
وهكذا تعانقت ثورة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر ليشكلا معا الثورة الثالثة وهي إعادة الوحدة اليمنية التي كانت أمل كل أبناء الشعب اليمني والتي بها كبر الوطن وضرب الوطن خير مثال في زمن التمزق.. لقد ضحى الشعب اليمني وقدم قوافل الشهداء في سبيل أهداف الثورة وفي سبيل وحدته التي تحققت في الـ22 من مايو 1990م. المباركة فرحم الله الشهداء أكرم بني البشر.
المراجع:
1- سعيد احمد الجناحي: كتاب المسار النضالي وأحداث الثورة اليمنية. 2- اللواء علي السعيدي ورقة عمل بعنوان (دور ثورة سبتمبر في التهيئة لثورة 14 أكتوبر
3- عبدالله حسين بركات ورقة عمل (واحدية الثورة اليمنية ومسار الخطوات الوحدوية).


الملف عن صحيفة(26 سبتمبر)
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 03:18 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/25049.htm