نجاد يصر على تصريحاته تجاه إسرائيل رفض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم الإدانة الدولية الواسعة لدعوته إلى إزالة إسرائيل من الوجود وأكد أن تصريحاته صائبة وعادلة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن أحمدي نجاد قوله إن هذه الانتقادات ليست لها أي أهمية، مضيفا أن تصريحاته هي بالضبط ما يشعر به الشعب الإيراني. وقالت الوكالة إن الرئيس انتقد الصهيونية العالمية "والسياسات التوسعية للغطرسة العالمية"، وهو التعبير المستخدم في إيران للإشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، وإنه حمل عليها أنها تعتقد أن العالم يسير بطاعتها وإن أحدا لن يعترض عليها في تدميرها للعائلات الفلسطينية. يأتي هذا بعد أن حاولت السفارة الإيرانية في موسكو التخفيف من تأثير تصريحات أحمدي نجاد، قائلة إنه لم تكن لديه أي نية للتحدث بهذه اللهجة الشديدة والدخول في صراع. وقالت السفارة في بيان هو الثاني من نوعه -بعد صدور بيان مماثل من السفارة الإيرانية في باريس أمس- إنه من الواضح أن تلك التصريحات كانت ترمي إلى تأكيد الموقف الأساسي لإيران استنادا إلى ضرورة إجراء انتخابات حرة في الأراضي المحتلة. جلسة طارئة وفي المقابل أعلنت إسرائيل أنها ستطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن تصريحات الرئيس الإيراني. يهود يرفعون العلم الإسرائيلي أمام السفارة الإيرانية ببوينس أيرس (الفرنسية) وقال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم لراديو إسرائيل إن الدولة العبرية بدأت حملة واسعة للتصدي لهذه التصريحات. ووجه شالوم في وقت سابق رسائل إلى نظرائه في العالم طالبا منهم التحرك لوضع حد لما وصفه بالتحريض الإيراني على إسرائيل. وأكد بيان صادر عن الوزارة أن تعليمات صدرت للسفراء الإسرائيليين بالعالم للتحرك في الاتجاه نفسه. كما طالبت إسرائيل بطرد إيران من هيئة الأمم المتحدة، وسلم سفير إسرائيل بالأمم المتحدة دان غيلرمان أمس الخميس سلطات المنظمة طلبا أعدته حكومته ينادي بطرد إيران منها, وجاء في الرسالة "إن أي دولة عضو تدعو إلى العنف والدمار, كما فعل الرئيس الإيراني, لا تستحق مقعدا في هذه المنظمة المتحضرة" الأمم المتحدة. تصريحات أنان من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في بيان رسمي عن صدمته وأسفه لتصريحات ضد دولة عضو بالأمم المتحدة، ولها نفس حقوق و"واجبات" بقية الدول. وأشار إلى ميثاق المنظمة الذي ينص على التزام جميع الدول بعدم اللجوء إلى التهديد أو القوة ضد سلامة أراضي دولة أخرى أو استقلالها السياسي. وأكد أنان أن وضع عملية السلام بالشرق الأوسط وحق كل دول المنطقة في العيش بسلام داخل حدود آمنة، سيتصدر جدول أعمال زيارته المرتقبة لطهران. ووصف الرئيس الفرنسي جاك شيراك تصريحات أحمدي نجاد بأنها "غير معقولة على الإطلاق وغير مسؤولة"، مضيفا أنها تعرض إيران لمخاطر جعلها دولة منبوذة. مسيرات تأييد متظاهرون إيرانيون أحرقوا أعلاما إسرائيلية وأميركية (الفرنسية) في هذه الأثناء سار آلاف المتظاهرين في شوارع العاصمة الإيرانية طهران اليوم الجمعة وهم يرددون "الموت لإسرائيل" و"الموت لأميركا" تأييدا للفلسطينيين بعد أيام من تصريحات الرئيس أحمدي نجاد عن "محو إسرائيل من الخريطة". وانطلق المتظاهرون من تسع نقاط في العاصمة الإيرانية وداسوا علم إسرائيل كما أحرقوا أعلامها والأعلام الأميركية. وردد البعض في المظاهرة التي رعتها الدولة وشارك فيها كبار المسؤولين الإيرانيين وعلى رأسهم أحمدي نجاد "فلسطين.. فلسطين نحن معك". ونظم المظاهرات التي سارت أيضا في مدن أخرى من إيران إسلاميون في ذكرى (يوم القدس)، الذي تحتفل به الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان. |