المؤتمرنت -
المرأة العربية وانطلاقة صنعاء!!
اختيار صنعاء لاحتضان أعمال المؤتمر التوحيدي لاتحاد النساء العربي.. الذي اختتم أعماله يوم أمس بقرارات بالغة الأهمية يتصدرها الإعلان عن وحدة كيانات المرأة العربية في إطار واحد ومتحد.. مثل هذا الاختيار لاشك وأنه لم يأتِ اعتباطاً أو من باب المجاملة السياسية أو رغبة في إلقاء الأضواء الإعلامية على العاصمة صنعاء التي تسعى لتكون أنموذجاً فريداً بين سائر شقيقاتها من العواصم العربية.. بما تتميز به من خصائص حضارية وإنسانية وما وصلت إليه من تطورٍ وتسارعٍ في عملية البناء والتحديث..
كما أن اختيار صنعاء أيضاً كمقر لفعاليات مؤتمر حقوق المرأة العربية الذي يفتتح أعماله صباح اليوم.. تحت شعار ((من الأقوال.. إلى الأفعال)) وبمشاركة أكثر من 300 شخصية نسائية من الدول العربية والأجنبية.. وكذا المنظمات الإقليمية والدولية ومؤسسات المجتمع المدني.. هو الآخر يعكس قناعة الأشقاء والأصدقاء بالدور المحوري الذي باتت تلعبه عاصمتنا العصامية صنعاء على صعيد تعزيز روح التواصل والتفاهم أكان ذلك حيال ما يتصل بتفعيل العمل العربي المشترك أو على نطاق تكريس وإشاعة قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، والحوار البناء الذي يسهم في تهيئة عوامل التقارب بين الأطراف الإقليمية والدولية ودفعها للتوافق على الأسس الهادفة إلى إحلال مناخات السلام والوئام والتسامح، وإيجاد التنمية المستدامة التي تزدهر في ظلها مفردات الشراكة الإنسانية بمضامينها الشاملة والكاملة..
ويجدر بنا هنا ونحن نتحدث عن علاقة الارتباط بين اختيار صنعاء لاحتضان تلك الفعاليتين النسائيتين الهامتين وما توحي به دلالات هذا الاختيار، أن نشير إلى بعض الشواهد الحية عما تحقق للمرأة اليمنية، من مكاسب وما توفر لها من حقوق مكنتها من إبراز حضورها ومشاركتها الفاعلة في شتى القطاعات الحياتية والأنشطة السياسية والاجتماعية والإنمائية وغيرها..
وتتجسد أبرز دلالات هذا التقدم في ما حملته التشريعات اليمنية من ضمانات دستورية وقانونية بهدف الرقي بدور المرأة كشريك فاعل في معركة التنمية والبناء التي يخوضها الوطن اليمني وهي العملية التي ترمي إلى كسب رهانات المستقبل وامتلاك مقومات النهوض والازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنمائي.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل إن كل الإنجازات التي حققتها المرأة اليمنية في السنوات الأخيرة، هي من تعبر عن مدى ما توليه قيادتنا السياسية بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، من اهتمام ورعاية لقضايا المرأة وحقوقها، وهو الأمر الذي يبدو جلياً في حرص الأخ الرئيس في مختلف المناسبات على التأكيد من أن كل النجاحات التي تحققت للوطن إنما كانت ثمرة لجهود كافة أبناء المجتمع رجالاً ونساءً لكونه الذي يؤمن بأن النهوض الحقيقي لا يمكن أن يجد فرصته إلى التحقق طالما بقي نصف المجتمع معطلاً أو مبعداً أو معزولاً عن المشاركة في صنع ذلك التحول وإخراجه إلى حيز الوجود..
ومن هذه القناعة الراسخة فإننا الذين نعتز بكافة الإسهامات التي قدمتها المرأة اليمنية بشكل خاص، والمرأة العربية بشكل عام، ويتضاعف هذا الاعتزاز ونحن من نعول على القطاع النسائي من الأمهات والمربيات والمعلمات والمتخصصات في المجال الأكاديمي القيام بمسئولياتهن في تنشئة الأجيال الجديدة التنشئة الصالحة التي تغرس لديهم قيم الانتماء الوطني وكل المعاني التي توثق صلتهم بتاريخهم الحضاري وهويتهم القومية والإسلامية وعلى النحو الذي يحصنهم من نوازع التعصب والتطرف والغلو وكراهية الآخر، تدفعنا إلى ذلك ثقتنا بأن المرأة التي تهب الحياة لا يمكن أن تكون عاملاً في انحراف أبنائها عن جادة الحق والصواب.


متابعات
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/26221.htm