المؤتمر نت - .

المؤتمرنت ـايلاف -
الأميركيون يطلقون سراح الجمرة وجرثومة
اكدت مصادر عراقية ان اشهر معتقلتين من مسؤولي النظام العراقي السابق كانتا اليوم من بين 24 مسؤولا سابقا اطلقت القوات الاميركية سراحهم من معتقلاتها في العراق اليوم بعد عامين من الاسر وينتظر وصولهم الى عمان في وقت لاحق مساء فيما تأكد ل"إيلاف" اطلاق سراح عامر السعدي المستشار العلمي للرئيس السابق صدام حسين سرا مؤخرا ووصوله الى المانيا .

وقالت المصادر ان المعتقلتين هما هدى صالح مهدي عماش عضو قيادة الحزب ومسؤولة الطلبة والشباب فيها ابنة نائب رئيس الجمهورية الاسبق صالح مهدي عماش ورحاب طه زوجة وزير النفط في نظام صدام عامر رشيد وهما مرتبطتان ببرنامج تطوير اسلحة بيولوجية في عهد الرئيس السابق . واضافت ان الجيش الاميركي افرج عن 24 من كبار المسؤولين في النظام السابق بعد ان كان الجيش اعلن في وقت سابق اليوم الافراج عن ثمانية.

واشارت الى ان القوات الأميركية اطلقت كذلك اليوم سراح وزيرين في نظام صدام حسين هما همام عبد الغني وزير التعليم العالي ورئيس هيئة الطاقة واحمد مرتضى خليل وزير النقل والمواصلات وسطام الكعود من شيوخ الدليم ورئيس رابطة المثقفين العراقيين وأصيل كامل النائب الأول لعدي نجل الرئيس السابق صدام حسين فضلا عن القياديين في حزب البعث فاضل محمود غريب وحسام الألوسي وحازم آل الشيخ الراوي وثائر حسام الدين محمد وإبراهيم خليل حسين واخرين . واوضحت المصادر ان غالبية المفرج عنهم كانوا ضمن الكوادر المدنية غير المرتبطة بأنشطة عسكرية وقالت ان اطلاقهم جاء نتيجة عدم ثبوت ارتكابهم لجرائم او تجاوزات في عهد النظام السابق ولاحظت ان الافراج عنهم جاء خلال زيارة قام بها الى بغداد امس واستغرقت ثماني ساعات نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني موضحة ان ترتيبات امنية تتخذ حاليا في بغداد لتأمين وصول المفرج عنهم الى عمان بعد عامين من الاعتقال .
وابلغت المصادر "إيلاف" ان القوات الاميركية اطلقت مؤخرا ومن دون اعلان عامر السعدي مستشار الرئيس العراقي السابق ورئيس هيئة التصنيع العسكري واوضحت انه غادر العراق الى تركيا عن طريق كردستان ومنها الى برلين للالتحاق بزوجته الالمانية .

وكان مسؤول عراقي قال الشهر الماضي ان اجراءت تتخذ حاليا لاطلاق سراح 25 مسؤولا عراقيا من رموز النظام السابق هم ضمن قائمة ال55 التي اصدرتها القوات الاميركية قبيل اسقاط النظام لاعتقال المطلوبين لها من كبار المسؤولين السابقين والمعتقلين الان تحت اشراف القوات متعددة الجنسيات والقوات الاميركية . وقال وكيل وزارة العدل بوشو ابراهيم ان المعتقلين الخمسة والعشرين الذين لم يذكر اسماءهم سيتم اطلاق سراحهم قريبا لعدم ثبوت اي تهمة بحقهم ولم توجه ضدهم دعوى من قبل اي جهة مشيراً الى انه لم يرد اسم طارق عزيز من بين هؤلاء واوضح ان عدد المعتقلين العراقيين لدى القوات المتعددة الجنسيات وصل الى عشرة آلاف معتقل وان اللجنة الرباعية التي تضم ممثلين عن وزارات العدل وحقوق الانسان والداخلية فضلاً عن ممثل هذه القوات مستمرون بمراجعة ملفات المعتقلين مبيناً أنه تمت دراسة 18390 ملفاً خاصاً بالمعتقلين منذ تشكيل اللجنة قبل عدة اشهر .

ومعروف ان القوات الاميركية اعتقلت لحد الان 42 مسؤولا سابقا ضمن قائمة المطلوبين في حين قتل عدي وقصي نجلا صدام حسين في مواجهة مع هذه القوات في مدينة الموصل الشمالية العام الماضي بينما اعلن عن وفاة عزت الدوري نائب صدام السابق في مجلس قيادة الثورة وحزب البعث المنحل وبذلك لم يتبق من القائمة غير عشرة اشخاص هاربين مطلوب اعتقالهم .

وكانت هدى صالح مهدي عماش ورحاب طه المسؤولتان السابقتان في حزب البعث العربي الاشتراكي العراقيتين الوحيدتين المعتقلتين لدى القوة المتعددة الجنسيات وقد اطلق عليهما الاميركيون على التوالي اسمي "الدكتورة جمرة خبيثة" و "الدكتورة جرثومة" لاتهامهما بالعمل على تطوير برامج اسلحة جرثومية للنظام السابق.
وهدى مهدي صالح عماش التي اعتقلت في ايار (مايو) 2003 سماها الاميركيون "الدكتورة جمرة خبيثة" لانها تحمل شهادة دكتوراه من الولايات المتحدة في علم الجراثيم ويعتبرونها مسؤولة عن برنامج الاسلحة الجرثومية في ظل النظام السابق. اما رحاب طه التي سميت "دكتورة جرثومة" فلم تكن على لائحة المطلوبين وقد استسلمت بمحض ارادتها للقوات الاميركية في ايار (مايو) عام 2003 وهي تحمل شهادة دكتوراه في علم الجراثيم ايضا من احدى الجامعات الانكليزية وكانت مسؤولة عن مجمع علمي ينتج فيه العلماء عصيات الكربون والتوكسين .

وكانت جماعة التوحيد والجهاد وهي احدى المجموعات المسلحة التي يقودها ابو مصعب الزرقاوي المرتبط بتنظيم القاعدة قد طالبت العام الماضي باطلاق سراح المعتقلتين اثر اعتقالها لعدد من الرهائن الغربيين الذين هددت بقتلهم ونفذت تهديداتها بعد رفض مطاليبها باطلاق جميع المعتقلات العراقيات في السجون الاميركية البالغ عددهن 45 معتقلة ومن ضمنهما عماش وطه .

رحاب طه

ورحاب طه كانت عضو في حزب البعث وصاحبة خبرة طويلة في اجراء التجارب على الميكروبات والجراثيم المختلفة والتي جربتها على الحيوانات والسجناء السياسيين وتخصصت كذلك بصناعة الجمرة الخبيثة . ورحاب البالغة من العمر 48 سنة متزوجة من وزير النفط السابق عامر رشيد وهي العقل المدبر لترسانة صدام الجرثومية وقد درست الصناعات البيولوجية في بريطانيا حينما أرسلت في بعثة حكومية عام 1979 بعد حصولها على الماجستير في الكيمياء لمتابعة دراستها ونيل الدكتوراه في البيولوجيا من جامعة ايست انجليا التي عادت منها الى العراق بعد خمس سنوات درست خلالها على يد البيولوجي البريطاني د. جون تورنر الذي اقترح عليها التركيز في اطروحتها على التخمر والفطريات ومضارها على الحبوب والمحاصيل الزراعية .
وبعد عودتها في عام 1984 استغلها صدام حسين في ذروة اشتعال الحرب مع ايران للبحث عن سلاح بديل للنووي نظرا لخبرتها الكبيرة في العمل داخل المختبرات فقدمت مشروعها في أواخر عام 1984 لإقامة مركز متطور للتسلح البيولوجي على طراز مشروع أميركي تعرفت الى تفاصيله خلال دراستها في بريطانيا لانتاج البكتيريا المكثفة انثراكس ، ثم اشرفت على انشاء مركز آخر في مجمع "الحكم " لانتاج رؤوس جرثومية فساهمت بشكل رئيس في امتلاك النظام العراقي السلاح الكيميائي واطنانا من المكثفات البكتيرية وجلب لها النظام شحنات جراثيم قاتلة سنة 1989 اغرقتها في زيت الصويا فتكاثرت بمعدل مليار جرثومة كل 10 ساعات .
ويقول مفتشو الامم المتحدة انها امرأة ذكية كثيرة الخداع ومراوغة وهي قادرة على الكذب لدرجة البراعة وتؤكد المعلومات انها مكنت نظام صدام من الحصول على 19 ألف لتر من بكتيريا التسمم الغذائي التي تشل الجهاز التنفسي وتسبب الاختناق حتى الموت معبأة في 100 قنبلة و 16 صاروخا ارض- أرض و8500 لتر من بكتيريا مرض الجمرة القاتل أنثراكس مشحونة في 50 قنبلة و 5 رؤوس صاروخية بالاضافة الى 2200 لتر من فطر افلاتوكسين الذي يسبب الاصابة بسرطان الكبد معبأة في قنابل و 4 رؤوس صاروخية و 340 لترا من البكتيريا القاتلة .
وتؤكد رحاب طه انها لاتخجل من ماضيها وتقول في تصريح لمحطة بي بس سي قبيل سقوط نظام صدام حسين قبل 18 شهرا " لماذا الخجل و العراق تعرض للتهديد من قبل أعداء مختلفين ونحن في منطقة تعاني الصراعات الإقليمية ومن حقنا أن ندافع عن أنفسنا". وفي حين أنها أقرت بالقيام بأعمال بحث وتطوير على عوامل بيولوجية فإنها أصرت أن النظام لم يقدم على تسليح البكتيريا التي تم تطويرها. وتضيف "لم ننو استخدامها على الإطلاق. لم نكن نريد أن نلحق الأذى أو الضرر بأي أحد".
ولكن الوقائع لا يمكن نفيها ففريق الدكتورة طه أنتج 19,000 ليتر من سم البوتولينوم وهو سم طعامي يؤدي إلى تورم في اللسان واختناق الضحية. وتم أيضا إنتاج ألفي ليتر من مادة الأفلاتوكسين التي تتسبب بسرطان الكبد كما أنتجوا أيضا غاز الغنغرينا الذي يتسبب بذوبان الجلد. واكتشف مفتشو الأسلحة التابعون للأمم المتحدة ذخائر مملوءة بهذه العوامل ملقاة في نهر، ما يثبت أن هذه العوامل قد تم بالفعل تسليحها.
وبحلول عام 1991 اصبحت رحاب طه مسؤولة عن ثلاث منشآت بيولوجية رئيسة في البلاد وعن نقل، وإخفاء ونشر الذخائر. وتزوجت الفريق عامر رشيد الذي أصبح الرجل المسؤول عن الاتصال بالمفتشين التابعين للأمم المتحدة بعد حرب الخليج. وعُيِّن لاحقا وزيرا للنفط في العراق.
وأصرت الدكتورة طه على مدى سنوات على أن عملها في مختبر الحَكَم كان يصب في إطار علم الطب البيطري لأغراض مدنية. وتذكر أحد المفتشين السابقين قائلا: "كانت تصبح عاطفية جدا وتبكي من بغية تضليلنا".
وعندما انشق حسين كامل صهر صدام حسين وهرب الى الاردن في عام 1995 علمت الأمم المتحدة الحقيقة في شأن ما الذي كان يجري في منشأة الحكم ولكنها لم تكن قادرة على التعرف الى مصير 8,500 ليتر من الجمرة الخبيثة وكميات كبيرة من مستنبتات الجراثيم المكتملة ونصف المكتملة. كما أنه لم يكن هنالك جواب مؤكد على السؤال حول ما إذا كان العراق قد طور فيروسات من قبيل الجدري والحمى النازفة.
وتقول الدكتورة طه إنها تعمل كمستشارة في دائرة المراقبة الوطنية بحيث تقوم بأعمال إدارية وتكتب مشاريع أبحاث قديمة ونفت قيامها في الوقت الراهن بأي عمل على جراثيم مسببة للأمراض. وأضافت أنها ساعدت الوزارة على وضع القسم المتعلق بالأسلحة البيولوجية من إعلان العراق عن أسلحته والذي كان يقصد به دحض اتهامات أميركية وبريطانية مفادها أن العراق يخفي برامج تسليحية محظورة.
وهي ترفض تأكيدات هانز بليكس رئيس مفتشي الامم المتحدة عن اسلحة الدمار الشامل سابقا بأن هنالك ثغرات في الوثيقة أبرزها الفشل في تحديد مصير كميات مفقودة من الجمرة الخبيثة. وقالت: "لقد كنا شفافين للغاية ... الأمر لا يعدو عن كونه دعاية نفسية من أجل التشكيك بالعراق". لكنها لم تكن واضحة في شأن سبب اختلاف حسابات كل من الأمم المتحدة والعراق قائلة إن حسابات المفتشين لكمية الجمرة الخبيثة التي أنتجوها غير واقعية.
وقد اعتقلت القوات الأميركية في العراق رحاب طه في الثالث عشر من ايار (مايو) من العام الماضي وتزامن الإعلان عن اعتقالها مع وصول بول بريمر الحاكم المدني الاميركي للعراق حيث سلمت نفسها للقوات الأميركية بعد مفاوضات دامت أكثر من 48 ساعة. وكان زوجها الفريق عامر محمد رشيد وزير النفط السابق قد استسلم للقوات الأميركية في الثامن والعشرين من نيسان (ابريل) من العام الماضي، بعد اثني عشر يوماً من دهم منزلهما.
وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت نظام صدام حسين بإخفاء كميات كبيرة من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وبررت شن الحرب على العراق بمخاطر وجود تلك الأسلحة لكن قوات التحالف لم تعثر حتى الآن على أي أثر لتلك الأسلحة الامر الذي ادى الى سحب خبراء الأسلحة المكلفين بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية .

هدى صالح عماش

كانت هدى صالح مهدي عماش من النساء القلائل ضمن الدائرة القريبة من صدام حسين والمرأة الوحيدة في قائمة الـ 55 التي وضعتها الولايات المتحدة لأهم المطلوبين.
وكانت عماش أيضا المرأة الوحيدة في القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم.
وهي معروفة أكثر بصلتها ببرنامج الأسلحة الجرثومية حيث أطلقت أجهزة الاستخبارات الأميركية عليها اسم "السيدة أنثراكس" وقالت إنها مسؤولة عن إعادة بناء منشآت الأسلحة العراقية بعد حرب الخليج عام 1991. حصلت عماش على شهادة الماجستير في علم الأحياء الدقيقة من جامعة أميركية في تكساس وبعدها حازت شهادة الدكتوراة من جامعة ميسوري - كولومبيا وذلك عام 1983. ويقول المسؤولون الأميركيون إنها تدربت، بعد عودتها إلى العراق، على يد ناصر الهنداوي الذي يوصف بأنه "رائد برنامج الأسلحة البيولوجية" في العراق.

وفي عام 1996 أصبحت هدى عماش رئيسة جمعية الأحياء الدقيقة، وهي الجهة التي يعتقد أنها كانت تقف وراء تطوير جراثيم الانثراكس والجدري على شكل أسلحة دمار شامل.
وكان صدام حسين يرسلها موفدة عنه إلى بعض الدول إضافة إلى أنها المرأة الوحيدة التي تظهر في الصور التي تعرض على شاشة التلفزيون للاجتماعات التي يترأسها الرئيس السابق وتضم عددا محدودا من القياديين الذين يشكلون الحلقة القريبة من صدام.
وقد اختفت المسؤولة العراقية السابقة بعد أسبوع من انهيار النظام السابق وانتشرت إشاعة بأنها هربت إلى سورية ولكنها اعتقلت في بغداد ووضعت في سجن تابع للقوات الأميركية .
يذكر أن هدى عماش هي ابنة صالح مهدي عماش أحد الضباط البعثيين السابقين والذي تسلم مناصب مهمة بعد انقلابي شباط ( فبراير) عام 1963 وتموز (يوليو) عام 1968 لكنه أبعد في السبعينات سفيرا في الخارج ومات في ظروف غامضة ذكرت بعض المصادر انه جاء بسبب تسميم استخبارات صدام له .

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 05:47 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/26663.htm