المؤتمر نت - إبتهاج الكمال
د.ابتهاج الكمال -
المؤتمر لصالح المرأة
ربما كانت خطوة المؤتمر الشعبي العام في أنتخاب اربع سيدات كعضوات في اللجنة العامة واختيار خامسهم أمين عام مساعد واستحداث قطاع خاص بالمرأة بين اهم تعبيرات تحول المؤتمر لصالح المرأة، وهذه الخطوة ليست منفردة ، بل هي جزء من سياسات، وواحدة من خطوات نفذت أثناء مراحل اعادة الهيكلة للمؤتمر الشعبي العام وخصصت ما نسبته 15 % من المقاعد للنساء ، فانها مجتمعة تشير الى ان تحولاً يجري في هذه التنظيم لصالح المرأة في سياق محاولات لاخراج المرأة اليمنية من الاطار التقليدي الذي تعيش فيه الى اطار معاصر وتعزيز مشاركتها السياسية.
وتتشارك في السير بهذا الاتجاه جهود الدولة والقيادة السياسية وجهود هيئات ومنظمات مجتمع مدني، مما يعكس تناغم مشترك ما بين الدولة والمجتمع لأحداث تحولات في أوضاع المرأة اليمنية ومن اجل تقدمها.
والدافع الى حدوث هذه التبدلات في اوضاع المراة، موزع ما بين الاسباب الموضوعية والاسباب الذاتية. والاهم في الاسباب الموضوعية، يتمثل في التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي لحقت المجتمع اليمي ففي بلادنا تغيرت الحياة كثيرأ فانتشر التعليم وتوسع حيز الاهتمامات والانشطة الثقافية واهتمام المنظمات المجتمع المدنى لتوعية المرأة وكلاهما من عوامل نهوض المجتمعات، وتحسنت مستويات الحياة بمشاركة المرأة في العمل وأصبحت المرأة شريك حقيقي وفاعل في كل ميادين الحياة وخصوصاً في قطاعات التجارة والخدمات، وتطورت البنى القانونية والادارية للمجتمع، ولم يعد بالامكان بقاء المرأة بعيداً عن تأثير هذه التطورات التي اصابت المجتمع اليمني في اعماقها، الامر الذي فرض توجه المجتمع والدولة نحو اعادة صياغة مكانة المرأة في اجمالي التركيبة الاحدث للدولة والمجتمع على السواء وخاصة في مجال المشاركة في العمل السياسي.
والأسباب الموضوعية التي تدفع الدولة والمجتمع في اليمن بهذا الاتجاه، تتوافق مع أسباب ذاتية، تدفع ناشطات العمل النسائي والمنظمات النسائية والحقوقية للعمل من اجل إحداث تغييرات في وضع المرأة، وأهم الأسباب تزايد نسبة المتعلمات في صفوف اليمنيات بمن فيهن ذوات الاختصاصات العالية، وهو تطور يرافق زيادة مستويات الوعي بمشاكل المرأة اليمنية ومعاناتها سواء على صعيد العلاقات الأسرية أو على صعيد مكانتها ودورها في المجتمع، وكلها تؤكد عدم تناسب أوضاعها مع احتياجات المجتمع والدولة.
لقد بدا في ظل الواقع الحالي، أن تتوافق الدعوات، بل والخطوات العملية نحو الخروج بالمرأة اليمنية الى آفاق جديدة، سواء من حيث التوجهات، أو من حيث الخطوات الإجرائية التي تمت أو تلك التي ينتظر أن يتم القيام بها طبقاً لما هو معروف.


تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 07:59 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/26768.htm