الغفاري: يتحدث لـالمؤتمرنت عن ملفات تجمع صنعاء في ظل عصر تحكمه التكتلات السياسية والاقتصادية لتحقيق معادلات التوازنات الدولية جاءت مبادرة طرحتها اليمن لإنشاء تجمع صنعاء للتعاون نظراً لما تتمتع به الدول المؤسسة من مواقع جغرافية بالغة الأهمية ،وجذور تاريخية ذات دلالات كبيرة. ومن الفكرة إلى الواقع... أصبح تجمع صنعاء الذي أصبح يضم كلاً ( اليمن والسودان وأثيوبيا والصومال ) كيان ذو حضور فاعل في المنطقة، خصوصاً إذا ما نجح في تحقيق الاتفاقيات التي من المزمع توقيعها غداً الأربعاء في قمة عدن، والتي يحدثنا عنها باستفاضة الدكتور/علي عبد القوي الغفاري رئيس دائرة أفريقيا بوزارة الخارجية عبر هذا الحوار: - قمة تجمع صنعاء ستعقد غداً في مدينة عدن.. ما هي الأهمية التي يكتسبها هذا التجمع في مثل هذا الظرف؟! · أولاً، نشكر "المؤتمرنت" لهذا السؤال الهام عن أهمية هذه القمة، وفي حقيقة الأمر تجمع صنعاء هو تكتل اقتصادي؛ حيث أن الظروف الدولية الراهنة تتطلب من دول الجوار في أي قارة كانت أن تكون علاقاتها وثيقة جداً في مختلف القضايا التي يتطلبها العصر. وقد جاء تجمع صنعاء بمبادرة حكيمة من فخامة الأخ علي عبد الله صالح-رئيس الجمهورية- في أكتوبر 2002م، وعقدت أول قمة للتجمع في صنعاء والثانية في أديس أبابا، والثالثة في ديسمبر 2004م في الخرطوم، والآن ستعقد في بلد المنشأ والتأسيس قمة عدن، والتي سيحضرها الرئيس عمر البشير-رئيس جمهورية السودان- ورئيس الوزراء الأثيوبي "ميليس زيناوي"، وعبدالله يوسف أحمد-رئيس جمهورية الصومال، وهناك احتمال كبير بحضور رئيس جمهورية جيبوتي كمراقب، وصولاً إلى انضمام جيبوتي بعضوية كاملة للتجمع. وتجمع صنعاء مهم جداً؛ حيث أنه يجمع دول القرن الأفريقي وصولاً إلى انضمام بقية الدول، إذْ أن أدبيات التجمع تدعو كافة الدول للانضمام إلى هذا التجمع، وبالتالي فإن الأبواب مفتوحة للانضمام ليس لبقية دول القرن الأفريقي فحسب، بل لانضمام دول شرق أفريقيا، ودول جنوب البحر الأحمر. وفيما يتعلق بعضوية اليمن ودعوتها لتأسيس هذا التجمع، فهذا دليل على المكانة البارزة التي تحتلها الجمهورية اليمنية في عالم التكتلات السياسية والاقتصادية. ونحن في اليمن فخورون بأن تكون صنعاء صاحبة الدعوة لهذا التجمع، مثلما تبنت اليمن بقيادة الرئيس علي عبد الله صالح كثير من المبادرات التي قدمتها على المستوى العربي والإقليمي والدولي، ويشار بالبنان إلى السياسة الخارجية التي تبنتها اليمن في السنوات الماضية، سواءً على مستوى الجامعة العربية، أو على مستوى منظمة المؤتمر الإسلامي، أو حتى على مستوى الأمم المتحدة. تجمع صنعاء ينطلق من مبادئ أهمها توفير الأمن والاستقرار لدول المنطقة في الدرجة الأولى، وقد نتج عن قمة الخرطوم مجموعة من الاتفاقيات؛ حيث تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات، مثل مذكرة التفاهم المتضمنة مكافحة التجارة غير المشروعة، عبر الحدود والسواحل، والاتفاق على إنشاء مجلس مشترك لرجال الأعمال والاتفاق على تنمية الصادرات بين دول التجمع، وهناك –أيضاً- اتفاقية للتعاون في مجال الملاحة البحرية، والاتفاق بين دول التجمع على وضع خطة عمل في المجالات السياسية والدبلوماسية. - ما نوع الاتفاقيات التي سيتم توقيعها في قمة عدن؟! · فيما يتعلق بقمة عدن هي قمة هامة جداً، إذْ أنها تأتي في ظل تطورات هامة، خاصة بين دول القرن الأفريقي، وعلى مستوى المنطقة والعالم، ونحن نتابع باهتمام بالغ التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية والانتخابات البرلمانية الفلسطينية، فضلاً عن الأوضاع في العراق- وإعادة السيادة والاستقلال له- لابد من أن تقف القمة عند أزمة دارفور، وهناك تحية خاصة للشعب السوداني للنهاية المفرحة والطيبة لمشاكله بعمل اتفاقية السلام في نيروبي، وفي الوقت ذاته التأم شمل الشمال السوداني بجنوبه، وتكوين حكومة واحدة. وفي قمة عدن سيتم الإطلاع عن كثب للتوتر الموجود بين إرتيريا وأثيوبيا، وفي ذات الوقت رغبة اليمن بوجود حل شامل للجارين بالطرق السلمية، بينما يتفق مع قرارات مجلس الأمن، وما تم الاتفاق عليه بين البلدين لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، فضلاً عن أن بلادنا تعطي اهتماماً كبيراً للوضع في الصومال واليمن ودول تجمع صنعاء تهتم بالأوضاع في الصومال، وصولاً إلى توحيد الصوماليين، وانتقال الحكومة من مدينة "جوهر" إلى مدينة "مقديشو". - الاتفاقيات التي ستوقع في قمة عدن هل بينها اتفاق في الجانب الأمني؟! · هناك عدد من الاتفاقيات سيتم توقيعها في قمة عدن، وقد تقدمت الجمهورية اليمنية بعدد من الاتفاقيات المتعلقة بالملاحة والصيد البحري، والزراعة، فضلاً عن مشروع سيقدمه رجل الأعمال، وهناك مشروع اتفاقية فيما يتعلق بالصناعات سيتم تقديمه. ولا نزال ننتظر من بقية دول التجمع الاتفاقيات التي ستستعرضها القمة. - الجانب الأمني هل فيه اتفاقية أو مذكرة تفاهم، خصوصاً وأن الولايات المتحدة تقول بأن هناك أسلحة تهرب من اليمن إلى الصومال؟ · فيما يتعلق بهذا السؤال عن الأسلحة فاليمن لم تقدم أسلحة للصومال خارجة عن المتطلبات البسيطة، وقد وصل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الشهر وأطلع عن كثب خلال لقاءه عدد من المسئولين اليمنيين، وتأكد أن اليمن لم تخرج عن هذا الإطار، ولم تقدم أي شيء يسيء إليها أوله مفهوم آخر فيما يتعلق بالأسلحة إلى الصومال، اليمن بعيدة كل البعد عن أي اتهام يوجه إليها. - اليمن طرحت فكرة لإنشاء رادار لمراقبة السواحل والحد من الهجرة غير المشروعة من دول القرن الأفريقي.. هل ستوقع اتفاقية بهذا الخصوص؟! · فيما يتعلق بالهجرة الشرعية وغير الشرعية.. فاليمن ليست الوحيدة، فشواطئها مفتوحة مثل بقية دول العالم، وهناك هجرة صومالية تكاد تكون يومية إلى اليمن، ويوجد في اليمن ما يزيد عن (100) ألف لاجئ، واليمن تكاد تكون الدولة الوحيدة بين دول العالم، التي تستقبل كثيراً من اللاجئين عبر شواطئها المختلفة، إذْ أن سواحل اليمن تزيد عن (2200) كيلو متر، واليمن حقيقة لم تمتلك القوة التي تمكنها من السيطرة على منع الهجرة غير الشرعية إليها، عبر قوارب مختلفة، سواءً من دول القرن الأفريقي، أو من دول أفريقية أخرى يصلون إلى اليمن بطرق مختلفة، وفي هذا الصدد فإن اليمن تقدم المساعدات بحسب إمكانياتها، وكل شيء يتم عن طريق المفوضية السامية لشئون اللاجئين، وربما أنك تابعت الاعتصام الذي تم بصنعاء الشهر الماضي أمام مكتب المفوضية وانتهى نهاية سليمة بفضل الجهود الطيبة التي بذلها وزيرا الخارجية والداخلية، وكانت جهوداً نالت إعجاب المفوضية السامية لشئون اللاجئين في جنيف، والتي جاءت وعبرت عن شكرها وامتنانها للمهنية التي تعامل بها الأمن اليمني، وقدرته على حل الإشكال بصورة طبيعية وسليمة. وكان هناك اجتماعات عدة بين الجانب اليمني والمفوضية لإنهاء الاعتصام وطلبنا من مكتب المفوضية بصنعاء حل مشاكل اللاجئين أولاً بأول في ضوء اتفاقيات شئون اللاجئين. - ما هي الآلية التي ستتخذها قمة عدن لتمكين الدولة الصومالي من أداء دورها في مؤسساتها؟! · دون شك إن هذا الموضوع سيتم نقاشه ضمن المواضيع الهامة، ولا بد أن نعطي الأولوية للاتفاقيات التي مشاريعها موجودة، مثل مشروع إنشاء منطقة التجارة الحرة، وهذا من أهم المشاريع التي سيتم عرضها، فضلاً عن إنشاء شركة قابضة مشتركة في مجال الأمن الغذائي، واتفاقية منع الازدواج الضريبي، والأهم من هذا وذاك اتفاقية إنشاء سوق مشتركة بين الدول الأعضاء، هذه من ضمن الاتفاقيات التي ستطرح على قمة عدن. والمهم هو بحث الخطوات العملية من أجل أن يسود مناخ استقرار لدول القرن الأفريقي وجنوب البحر الأحمر. - هناك من يطرح أن تجمع صنعاء لا يمكن أن يكتب له النجاح لسببين الأول أن ثلاثة دول من هذا التجمع تعاني من أزمات داخلية، والثاني لا يوجد أمانة عامة لهذا التجمع. · سؤالك وجيه جداً، واعتقد أن الهيكلية التنظيمية، وإيجاد أمانة عامة فهذا من ضمن القضايا التي سيتم عرضها على القمة، حتى يكون هناك أمين ام للتجمع وأمنا مساعدين، وهيئات مختلفة. حقيقة السؤال مهم، وهناك لجان موجودة الآن هي تزاول اختصاصاتها وتقوم بأعمالها، من خلال الزيارات والمراسلات التي تتم بين فينة وأخرى وهي اللجان: السياسية، والاقتصادية، والأمنية، لكن فيما يتعلق بسؤالك عن الأمانة العامة، فهذا موضوع مهم جدا، واعتقد أن تجمع صنعاء سينجح بقوة عندما يكون هناك أمانة عامة ويرأسها أمين عام. |