الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني.. وحديث امتداد الحياة "ليس مهماً كم عشت، لكن المهم ماذا صنعت لوطنك وشعبك في سنوات العمر التي عشتها". كان لا بد من هذه التوطئة التي نجدها ضرورية ونحن نهم بالحديث عن رجل بقامة ومكانة الأستاذ/ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى.. فالحديث عن عبدالعزيز عبدالغني الإنسان الأستاذ والسياسي الخبير ورجل الحكومات المتعاقبة المقتدر، وصاحب الصدر الرحب والنفس الطويل في أعقد الحوارات السياسية وأصعبها، والقيادي المؤثر في المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه حتى الساعة. أستاذنا الفاضل عبدالعزيز عبدالغني الذي عاش الوطن وحمله هما نبيلاً ومشروعاً حضاريا رائعا متنقلاً بين المدن اليمنية قبل الوحدة من تعز الى عدن وصنعاء درس وتعلم جيدا ثم عاد مربيا مشهودا له رفاعة التربية والعلم ومقدرة متميزة وهو يمارس مهنة التعليم أمانة وإخلاصا وشرفا من أجل أن يتعلم الآخر. درس ودرّس، تعلم وعلّم، أعطى أكثر مما أخذ ولأنه يحب الصفاء والنقاء والهدوء فقد أحب البحر وتمثله في القدرة الأكبر على العطاء وفي الزهد حين تحين لحظة الأخذ والاستئثار. وقبل أن استرسل بالحديث عن الرجل الإنسان أقول أنني أكتب عنه لأكثر من سبب أولها أن الكتابة عن رجل بقامة الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني تمنح صاحبها "لو وقف" شرفا ومكانة، وثانيها لمعرفتي الشخصية بالأستاذ/ من خلال لقاءات مطولة في اجتماعات ونقاشات واحتفالات وحوار طويل أجريته معه.. وثالثها أن الكتابة عن الرجل تمثل شكلا من أرقى أشكال ممارسة الصدق.. لهذا كله قررت أن أكتب اليوم عن هذه القامة اليمانية الوطنية الرفيعة المكانة والمستوى. وهنا أتذكر أنه وعقب تحمله أمانة مسؤولية رئاسة الحكومة بعد حرب صيف 94م كنت قد حضرت له أول مؤتمر صحفي عقد في قصر الرئاسة بعدن ساد ذلك المؤتمر الصحفي حوار صاف نقي صادق وساده جو من الحميمية والود لما يتمتع به الرجل من تواضع شديد ودماثة خلق ومعرفة كبيرة.. وهنا اقتطف عبارة قالها في ذلك المؤتمر الصحفي إذ قال الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني: "مهمة الحكومة تتلخص في قضيتين أولهما تعزيز الوحدة اليمنية والوطنية للشعب، وثانيهما إعادة إعمار الوطن فكلنا مسؤولو عن إعمار الوطن وإزاحة الصعوبات والمشكلات عن كاهله وكاهل أبناء شعبنا العظيم، موضحاً أنه "إذا كان قدر البعض قد ساقهم لخلق دائرة واسعة من الدمار والتخريب فإن قدرنا اليوم ونحن نرأس الحكومة هو إعادة إعمار ما خربته الحرب نفسيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا وإنسانياً". وخلال زياراته المتعاقبة لعدن وترؤسه عدداً من الاجتماعات التنظيمية لأعضاء اللجنة الدائمة وكوادر وقيادات المؤتمر الشعبي العام في عدن كان على الدوام الرجل الأكثر حرصاً على إصلاح ذات البين وإنجاح مهام ودور المؤتمر الشعبي العام بعدن، من خلال توجيه النصح القائم على الخبرة الناجحة لكوادر المؤتمر وللسلطة التنفيذية، فالرجل صاحب دور هام في قضية إعادة إعمار عدن خلال رئاسته للحكومة بعد حرب صيف 94م منفذاً بدقة متناهية وبخطوات واثقة توجيهات أخيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بذلك الصدد.. أستاذنا عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى معروف عنه أنه قارئ متابع ومنصت لبيب وصاحب رأي غالبا ماكان الفيصل لحسم اي أمر مهما بلغ شأنه أو قل. ويحمل الرجل في روحه الوديعة ذوقا فنيا جميلا تنوع بين قامات الطرب والغناء من عدن الى صنعاء ومن تعز الى حضرموت. ونقول إن سنوات العمر التي قضاها الرجل "سائلين المولى عز وجل أن يمده بطول العمر والصحة" هذه السنوات لم تذهب هباء منثوراً لأنها سنوات عمل وجهاد وكفاح وإخلاص من أجل تطور وطن وتنميته وازدهاره ولتحقيق أغلى أمانية في الوحدة والتقدم والاستقرار. واليوم يرأس الأستاذ الفاضل عبدالعزيز عبدالغني مجلس الشورى هذا المجلس الذي يضم بين ظهرانيه نخبة من صفوة الوطن في السياسة والاقتصاد والثقافة والدبلوماسية والحكمة.. هذا المنصب إلهام لمجلس لا يقل أهمية راهن البعض على أن أستاذنا عبدالعزيز سيجد صعوبة بالغة في إدارته لدرجة أشفق البعض على أستاذنا خوفا عليه من الفشل لأن مجلس الشورى يضم رجالاً مجربين وساسة معروفين ينتمون الى مشارب فكرية وسياسية مختلفة بدرجة كبيرة إلا أن مكانة الأستاذ ووطنيته المعروفة وأسلوب عمله الواضح والقائم أبداً على أن الوطن للجميع طالما التزم الجميع حب الوطن والتنافس الشريف على بنائه هو ما جعل النجاح طريق المجلس وجعل أستاذنا الفاضل عبدالعزيز عبدالغني قاسما وطنيا مشتركا يضم لا يفرق، يجمع لا يشتت يعطي قبل أن يأخذ هذا كله جعل المجلس ناجحاً ورئاسته الأكثر نجاحاً. والخلاصة نعتذر سلفا أننا تناولنا الأستاذ/ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى في موضوعنا دون إذن مسبق ولا اتفاق.. لأننا اضطررنا لذلك لمعرفتنا سلفاً أنه زاهد في هذا الجانب الى حد الخجل النبيل. للتأمل - في الزمن الصعب يحتاج الوطن لرجال يحبهم لمعرفته الأكيدة أنهم يحبونه وأنه يسكن على الدوام كل اهتماماتهم. - عظمة إنسانية الرجال الكبار أنهم مهما قدموا وبذلوا لأوطانهم يظلون يرون أن عظمة ما قدموه متواضعة مقارنة بعظمة الوطن. - حياة الساسة سجل من الأعمال والنجاحات والأخطاء وخير الساسة من امتد عمره العملي الإيجابي وتضاءلت اخطاؤه كلما مر الزمن. |