المؤتمر نت - .
. -
لن يفلتوا من يد العدالة
.. عندما اتجهت اليمن للتصدي لظاهرة الإرهاب ، وأفعالها قبل عدة سنوات .. وفي وقت كانت فيه العديد من دول العالم، غير عابئة بمخاطر تلك الظاهرة العنيفة ، فقد كانت تعلم جيدا بأن الدخول في تلك المعركة التي سبقت بفترة غير قصيرة أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية هو من يتطلب منها حسم خيارها الوطني الحر بعيدا عن أية تأثيرات خارجية في مواجهة تلك النفسيات المريضة والحاقدة التي تمردت على الاجماع ولجأت إلى العنف والتطرف وتشويه صورة الإسلام وتعاليمه السمحة متجاوزة كل الموانع الأخلاقية والدينية ، ولعل اليمن بتلك الخطوة قد انطلقت من قناعة وطنية ، وإرادة ذاتية ، مشفوعة بالادراك العميق من أن الإرهاب هو فعل تدميري تحركه نوازع التعصب والغلو والدوافع العدوانية التي تنبذها جملة وتفصيلا قيم شعبنا ومبادئ دينه الحنيف التي تحث على الوسطية والاعتدال والجدل والاقناع بالحسنى..
- وتدل كل المؤشرات على أن اليمن حينما بدأت مواجهتها لظاهرة الإرهاب إنما هي التي كانت تخوض معركة عادلة للدفاع عن أمنها واستقرارها والذود عن مصالحها الوطنية .. وحمايتها من شرور تلك الآفة الخبيثة التي بدت تطل برأسها ما بين الفينة والأخرى من خلال حوادث التقطع ، والتفجيرات التي أخذت في بعض جوانبها أشكالا شتى من العنف المنظم، والتي أرادت من خلالها تلك العناصر الضالة نشر الرعب والذعر في نفوس الآمنين ، والنيل من سمعة ومكانة اليمن وتشويه صورتها الحضارية أمام الآخرين وتقديم المبررات لهم لاستهدافها وتحويلها إلى ساحة مفتوحة للتدخلات الخارجية.
- وتشهد مجمل الوقائع على أن اليمن قد استطاعت بكفاءة عالية تطويق تلك الآفة الخبيثة ، والقبض على العناصر الخطرة التي لم تستجب لصوت العقل ودعوة العلماء لها للتخلي عن فكرها الظلامي والعودة إلى جادة الصواب وإعلان التوبة والتكفير عن كل ما ارتكبته بحق وطنها ومجتمعها وأمتها وعقيدتها ، وهو ما أفشل كل المخططات البائسة التي حاولت زعزعة استقرار الوطن أو المساس بأمنه.
- ويعلم الجميع بأن اليمن لم تكن بذلك تسعى إلى إرضاء أي من الأطراف الخارجية ، بل إنها من تعاملت مع تلك الآفة من منظور يعكس إلمامها بحقيقة أن الأعمال الإرهابية إنما هي التي تستهدف إلحاق الضرر باقتصادها ومسيرتها التنموية وسلامها الاجتماعي .. ناهيك عن تهديد عوامل الأمن الاقليمي التي لاشك وأنها تندرج ضمن المسؤوليات التي تحرص اليمن على الاضطلاع بها في إطار ما يحتمه واجب الانتماء لهذه المنطقة.
- وبعيدا عن كل الفرضيات القاصرة أو التي تحاول الاصطياد في المياه العكرة يتأكد تماما من أن هروب عدد من العناصر المتطرفة والإرهابية من أحد السجون -مؤخرا- لا يمكن أن يُضعف من عزيمة اليمن ودورها الإيجابي في مواجهة ظاهرة الإرهاب أو ينال من قدرتها في ملاحقة العناصر المتورطة في الأعمال الإجرامية خاصة إذا ما علمنا بأن هروب تلك العناصر التي زينت لها أوهامها الشيطانية أن بوسعها الإفلات من يد العدالة عن طريق ذلك الجنوح الغادر ، والهروب خلسة من السجن الذي كانت تقبع فيه قد توهمت أنها بذلك الفعل الشنيع ستتمكن من تشويه سمعة جهازنا الأمني المشهود له بالأداء المقتدر في لجم دوافع العنف والاجرام كرد فعل انتقامي من تلك العناصر الإرهابية التي أغاضها النجاح الذي أحرزه الجهاز الأمني في تعقبها واسقاط رهاناتها الدنيئة وإفشال مخططاتها التآمرية بحق وطنها الذي لم يعرف منها سوى العقوق والجحود والنكران.
- ومن مفردات التقييم الموضوعي لهذا المشهد ما يبعث على الاطمئنان من أن أجهزتنا الأمنية هي قادرة على ضبط الفارين وإعادتهم إلى السجن ، كما ضبطوا في السابق.. ولن يجد أولئك الفارين من يأويهم أو يتعاطف معهم لكونهم من أضروا بأعمالهم المشينة والإجرامية مصالح اليمن واقتصاده سواء بقيامهم بتفجير المدمرة الامريكية كول أو الناقلة الفرنسية ليمبرج في المياه الاقليمية اليمنية أو غيرها من الأفعال المجرمة شرعا وقانونا ودستوريا.
- وإذا ما قرأنا خارطة الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها بلادنا ، خلال السنوات المنصرمة سنجد بأنه لا يوجد أحد بين اليمنيين من يتعاطف مع تلك العناصر الضالة.. مما يعني معه أن مآل اولئك الفارين ومصيرهم المحتوم هو السقوط بيد العدالة .. وأن من تسول له نفسه احتضانهم أو اخفاءهم إنما هو الذي سيخضع للمساءلة ، والضلوع في جريمة تستوجب العقاب الصارم حيث وأن من يأوي إرهابيا يعد شريكا في الجريمة وهي حماقة لن يجرؤ عليها أحد.. بالنظر إلى عواقبها الوخيمة .. ومن شذ شذ في النار!!.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 09:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/27932.htm