ايلاف -
قساوسة دنماركيون يعتذرون لشيخ الأزهر
خلال لقائهم يوم السبت مع الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، أدان وفد الكنائس الدنماركية نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد والتي تسببت في موجة عنف ببلدان إسلامية شتى، مؤكدين ان كوبنهاغن تحترم الإسلام ولا تقبل بالإساءة إلى الرموز الدينية واعتبروا نشرها "خطأ مهنياً" ينظره الآن القضاء الدنمركي بناء على دعوى قضائية ضد الصحيفة المذكورة .

ومضى ممثلو وفد الكنائس الدنماركية قائلين إن "الحكومة الدنمركية لا تتدخل بأي شكل في آليات النشر بالصحف وليست بالتالي مسؤولة عن المقالات والرسوم الكاريكاتورية التي تنشر فيها"، واعتبروا أن "أفضل طريقة لحل هذا الخلاف هي اللجوء إلى القضاء"، ودعوا العالم الإسلامي إلى "قبول اعتذار الدنمرك ووضع حد لموجة العنف"، مشيرين إلى أن اكثر من 200 الف مسلم يقيمون في الدنمرك وان القانون الدنمركي يحظر الإساءة إلى الرموز الدينية .

بيان الفاتيكان
وعلى صعيد متصل استقبل شيخ الأزهر أيضاً رايس كوري سيري القائم بأعمال سفارة دولة الفاتيكان بالقاهرة حيث سلمه بيان المكتب الصحافي للكرسي الرسولي جاء فيه : "ردا على طلبات عديدة لتحديد موقف الكرسي الرسولي حيال بعض الصور التي تسئ إلى المشاعر الدينية لأفراد أو جماعات يود المكتب الصحافي أن يؤكد في بيان له بهذا الخصوص :
أولاً : أن حق حرية الفكر والتعبير الذي أقره بيان حقوق الإنسان لا يمكن أن يقر الإساءة إلى شعور المؤمنين الديني وهذا المبدأ يسري بالطبع على كل الأديان .
ثانياً : أن التعايش الإنساني يتطلب جوا من الاحترام المتبادل لدفع السلام بين الناس والدول بالإضافة إلى ذلك فان بعض أشكال النقد الذي تثير السخط أو السخرية
من الآخرين تدل على انعدام الإحساس الإنساني وهذا من شأنه خلق حالات استفزاز غير مقبولة وان أي قراءة واعية للتاريخ البشري يعلمنا أنه ليس بهذه الطريقة يمكن التوصل لشفاء الجروح في حياة الشعوب
ثالثاً : ينبغي أيضا القول فورا أن الإساءات التي يحدثها شخص بمفرده أو إحدى الهيئات الصحافية لا يمكن أن ينسب إلى المؤسسات الحكومية في ذات البلد فسلطات هذه البلد يمكنها بل يجب عليها أن تتدخل بشكل طارئ وفقا لمبادئ التشريع الوطني فيه وفي نفس الوقت يجب إدانة كل أعمال العنف الجارية احتجاجا على ذلك .
واختتم بيان الفاتيكان قائلاً "في الواقع لا يمكن التخلي عن روح الدين الحقيقية عند الرد على إهانة ما وان عدم التسامح بالقول أو الفعل من أي جهة كان وكذلك أي فعل أو رد فعل يمثل دائما تهديدا خطيرا للسلام"

جذور الأزمة
وكان شيخ الأزهر قد استقبل اليوم وفد ممثلي الكنائس الدنماركية برئاسة الأسقف كريستي نيسان يرافقه السفير الدنمركي بالقاهرة، وأكد طنطاوي أن الوفد جاء إلى مصر لتقديم التضامن والاعتذار للمسلمين ممثلا في شيخ الأزهر، واتفق الجانبان خلال اللقاء على أن يصدر قانون يحرم الإساءة إلى الأديان والأنبياء من الأمم المتحدة ويطبق على جميع الدول ويعاقب كل من يخالف هذا القانون .

من جانبه أكد رئيس الوفد الدنماركي بأن القانون في بلاده يحرم الإساءة إلى المقدسات وان تلك الصحيفة المسيئة هي أمام الهيئات القانونية لتحويلها إلى القضاء الدنمركي ليقول كلمته الأخيرة .

جدير بالذكر أن نشر الصحيفة الدنمركية لرسوم كاريكاتورية للنبي محمد في أيلول (سبتمبر) 2005 وأعيد نشرها في كانون الثاني (يناير) ثم في شباط (فبراير) الجاري في العديد من الصحف الغربية، مما سبب موجة غضب وعنف في العالم الإسلامي، ودعا العديد من الشخصيات إلى مقاطعة المنتجات الدنماركية .
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 05:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/28132.htm