الحياة -
"ورقة أوروبية» لحل الأزمة الايرانية
أعلنت طهران تأجيل مفاوضاتها مع موسكو في شأن تخصيب اليورانيوم الايراني على الاراضي الروسية كمخرج لأزمة الملف النووي مع المجتمع الدولي. وعزت مصادر ايرانية موثوق بها تأجيل المفاوضات المقررة بعد غد الخميس، الى رغبة طهران في الاطلاع على اقتراح يحمله رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الالماني روبرخت بولنس، مشيرة الى انه توجه الى العاصمة الايرانية مساء امس.

وأضافت المصادر ان وفداً ألمانياً يحمل «ورقة عمل اوروبية قد تشكل مدخلاً لحل الازمة»، لذا رأى الجانب الايراني «ضرورة التريث في الذهاب الى موسكو ليطلع على تفاصيل ما يحمله الجانب الالماني». تزامن ذلك مع تأكيد ايران انها لن تنتظر نتائج الجلسة المقبلة لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في السادس من آذار (مارس) المقبل، وستستأنف نشاطات تخصيب اليورانيوم في مجال البحوث العلمية.

وأشار الناطق باسم الحكومة الايرانية غلام حسين إلهام الى ان تأجيل مفاوضات موسكو «لا يعني الغاءها»، بل تحديد موعد جديد، مع الأخذ في الاعتبار المستجدات التي طرأت على الملف الايراني وكذلك الموقف الشعبي الداعم للسياسات «النووية» للحكومة.

في غضون ذلك، وجه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد رسالة الى الولايات المتحدة في شأن امكان الحوار المباشر بين الطرفين. وقال لصحيفة «يو اس اي توداي» ان «ايران بلد اسلامي، والمسلمون يعتمدون على المنطق والحوار والتفاوض، وقلنا اننا مستعدون للحوار مع الجميع باستثناء الاحتلال الاسرائيلي، ولكن اذا ارادت اميركا فرض شروطها على الدول الاخرى وتهديدها فهذا لا يمكن القبول به». ودعا السياسيين الاميركيين الى «تغيير تصرفاتهم، خصوصاً تلك التي قاموا بها أخيراً تجاه إيران».

وفي خطوة تحمل كثيراً من الأبعاد، اعتبر مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي ان «تصريحات رئيس الجمهورية تعبر عن ارادة الشعب وتبرهن على الترابط بين الشعب والحكومة».

وفي معرض تفسيره لتصريح نجاد، اعتبر إلهام ان السياسة الاميركية تجاه ايران «وصلت الى طريق مسدود»، ما يفرض على واشنطن «مراجعة الخطوات والسياسات التي اتبعتها».

وفي خطوة تصعيدية، اعلن جواد منصوري مستشار وزير الخارجية الايراني انه «في حال استمر تعاطي الوكالة الدولية (للطاقة) المزدوج مع ايران، الافضل الانسحاب من معاهدة الحظر (للانتشار) النووي»، مشدداً على ان «التصدي العسكري لا فائدة منه مع ايران، ونظراً الى الاوضاع الايرانية، فان اميركا واسرائيل لن تذهبا الى الخيار العسكري». واعتبر ان الاقتراح الروسي «ليس سوى ذريعة لتأخير احالة الملف الايراني على مجلس الامن وحله داخل مجلس حكام الوكالة الدولية».

الى ذلك، نقلت وكالة انباء «فارس» شبه الرسمية عن مصدر مطلع في وكالة الطاقة ان فريق المفتشين الدوليين المؤلف من 12 خبيراً والذي وصل الى ايران السبت الماضي «سينزع الاختام وكاميرات المراقبة عن المنشآت النووية الايرانية في «ناتانز» اليوم (امس) او غداً (اليوم الثلثاء)» بناء على طلب الحكومة الايرانية.

في الدوحة، شدد نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الأمن الوطني والحد من التسلح ستيفن رادميكر على أن واشنطن تسعى الى حل سلمي ومتعدد الأطراف مع ايران. وقال انه زار الدوحة «للتشاور مع الحكومة القطرية في شأن قضايا التسلح والحد من الانتشار النووي، الامر الذي فرض البحث في الازمة الايرانية»، مشيراً الى انه سيزور دولاً أخرى في المنطقة في هذا الإطار.

وشدد المسؤول الأميركي في مؤتمر صحافي بعد لقائه وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبدالله آل محمود على أن بلاده تسعى الى حل ديبلوماسي لمشكلة ايران، و «لو كنا نسعى الى حل عسكري لما قضينا شهوراً وسنين نعمل في هذا الشأن مع وكالة الطاقة الدولية». وزاد: «نؤمن بأن سعي ايران الى انتاج أسلحة نووية هو أمر غير قابل للنقاش»، لافتاً الى أنها سعت خلال السنين العشر الماضية الى تخصيب اليورانيوم سراً، وأن «لا مبرر للسرية ما لم يكن لديها شيء تخفيه
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 04:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/28138.htm